جهود ثُلث الشركات العاملة في قطاع الطاقة مدفوعة بحاجتها لمزيد من التكامل والتعاون
أكثر من 31 % من الشركات في قطاعات النفط والغاز والمرافق تواجه عقبات بسبب عدم قدرتها على تحديد وقياس العائد على الاستثمار
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
أكدت أبحاث أجريت حديثاُ ان أكثر من (31%) المؤسسات العاملة في قطاع النفط والغاز والمرافق بالشرق الأوسط أن التكامل والتشارك بين مختلف الوظائف في المؤسسة يعدّ واحدًا من أهم عاملين يدعمان استخدامها لأنظمة البرمجيات المؤسسية، فيما اختارت 30% منها إدارة المشاريع بشكل أفضل، وحصل تحسين إدارة دورة حياة الأصول على 29% وتحسين الكفاءة التشغيلية على 29% من الآراء.
كانت تلك من أبرز النتائج التي خلصت إليها البحث بتوجيه من آي إف إس IFS، والتي استطلعت آراء أكثر من 600 صانع قرار في كبرى شركات الطاقة في فرنسا وأستراليا واليابان ودول شمال أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والشرق الأوسط. كما أظهرت الأبحاث أن 44% من المؤسسات التي تضع أهدافًا للاستدامة ترغب بالاستثمار في الأصول والبنية التحتية التي تتسم بكفاءة أكبر في استهلاك الطاقة كي تتمكن من تحقيق تلك الأهداف.
عقبات في طريق التغيير
وعلى الرغم من تلك العوامل الداعمة، يستمر وجود بعض العقبات الملموسة التي تعيق تبني التقنيات وبخاصة فيما يتعلق بعدم القدرة على تحديد وقياس العائد على الاستثمار من أنظمة البرمجيات المؤسسية مثل أنظمة إدارة الموارد المؤسسية EAM وتخطيط الموارد المؤسسية ERP. فقد قال حوالي ثلاثة أعشار المشاركين أن العائق الأكبر هو عدم القدرة على القياس الدقيق للقيمة المتحققة من الاستثمار خلال رحلة التحوّل الرقمي، بينما قال 20% من المشاركين أن ذلك هو العائق الأكبر أمام التحول الرقمي ككل.
تحتاج المؤسسات إلى مزيد من الوضوح واليقين تجاه تلك الحلول وما ستحققه لها، ويقول 79% من المشاركين أن من الضروري أن تمتلك البرمجيات المؤسسية قدرات تسمح بوضع وقياس مؤشرات الأداء الرئيسية الهامة. وقالت الشركات المشاركة في الاستطلاع أنها ترغب بوجود مؤشرات الأداء الرئيسية المتعلقة بتحسين استخدام الموارد (34%) وإطالة عمر الأصول (30%) وزيادة اعتمادية الأصول (28%).
وسلطت الأبحاث الضوء كذلك على مجموعة من العقبات الهامة التي تعيق استخدام أنظمة البرمجيات المؤسسية في قطاع الطاقة، فقد تحدث 26% من المشاركين عن عدم وضوح الموارد والمهارات اللازمة، وقال 19% منهم أن ضعف دراسات الأعمال يجعل التكلفة تبدو مرتفعة. ومن الأسباب الأخرى كذلك عدم وجود إجماع على الأولويات في فريق القيادة، حيث ذكر حوالي ربع المشاركين (24%) هذا السبب.
المرحلة الحالية في مسيرة التحول الرقمي بالشركات
وتبين أن 17% فقط من الشركات التي شملها الاستطلاع أنها اتمّت رحلتها للتحوّل الرقمي، حيث تعمل المؤسسات من خلال مقاربات متنوعة: تتعامل 65% منها بالأمر بشكل تدريجي لكل وظيفة على حدة، بينما قالت 18% من الشركات أنها ستبدأ بحلول إدارة الأصول.
استخدام الحلول المتقدمة لإدارة الأصول
كما أكد الاستطلاع ان أكثر من ثلث الشركات (37%) أن استراتيجيات إدارة الأصول هي جزء من مخرجات التحول الرقمي التي سيكون لها الأثر الأكبر على الشركة، بينما أكدت 74% منها على أهمية وجود حلول متقدمة لإدارة الأصول لتحسين الصيانة – كالانتقال من صيانة الأصول المجدولة إلى التنبؤية مثلًا. وبالنظر إلى الضغوطات الحالية على قطاع الطاقة، تتجلى أهمية الأدوات التي تساعد في إطالة زمن عمل الأجهزة والمعدات دون تعطّل وتعزز الكفاءة من خلال تحسين إدارة الأصول.
وفي إجابة على سؤال حول ما تريده الشركات من حلول إدارة الأصول، تنوعت إجابات المشاركين لتتضمن تحسين الصيانة، تتبعها حسب الأهمية كل من الجدولة وإرسال فريق الصيانة (71%) وتحسين إدارة سلسلة الإمداد وتخفيض تكلفة المخزون (70%) والتنقل (69%) ودعم الوحدات المتوافقة مع الحلول.
ومن منظور التحول الرقمي، يرى 38% من المشاركين أن للطاقة المستدامة أكبر تأثير على شركاتهم، يتبعها في ذلك نماذج الأعمال الجديدة واستراتيجية إدارة الأصول بنسبة 37% لكل منهما.
التركيز على الدور الهام للتقنيات الناشئة
كما أن هناك طلبًا كبيرًا على التقنيات الناشئة والمبتكرة في قطاع الطاقة، فقد أعرب 72%عن أهمية تحليل البيانات، فيما أشار 70% من المشاركين إلى الدور الهام للمساعد الافتراضي و69% إلى إنترنت الأشياء. ويقول المشاركون، ومعظمهم من شركات المرافق، أن الوقت الحالي قد يكون الأنسب ليكون تركيزهم الأكبر في مجال التقنيات الناشئة على تحسين تجربة العملاء (بنسبة 20%). وقال حوالي 3 أعشار المشاركين من شركات المرافق (29%) أنهم في مرحلة التصميم لأتمتة تجربة العملاء، بينما قال 26% أنهم انجزوا عملية الأتمتة ولمسوا بالفعل القيمة المترتبة على ذلك.
في هذا السياق قالت كارول جونستون، النائب الأول للرئيس للمرافق والموارد لدى آي إف إس: “كشفت الأبحاث عن العقبات التي تواجه المؤسسات العاملة في قطاع الطاقة والمرافق خلال رحلتها للتحوّل الرقمي، والتي تعيق قدرتها على تحديد وقياس كيفية الحصول على العائد على الاستثمار من البرمجيات المؤسسية. غالبًا ما تحرص الشركات العاملة في قطاع الطاقة على تجنّب المخاطر وتتعامل مع الجهات التنظيمية والجهات المعنية الأخرى التي تطلب إثبات العائد على الاستثمار. إلا أن عدم إمكانية تقديم أرقام ومقاييس كميّة لما ستحققه مقابل الإنفاق تمثل عقبة أمام إحراز التقدم.”
وأضافت: “يمكن للشركات المزودة للبرمجيات المتقدمة التغلب على هذه العقبات، وبخاصة من خلال منصاتها الفريدة التي تساعد العملاء في التعامل مع أبرز المشاكل وبناء عائدات مستمرة وقابلة للقياس. وبسبب الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها القطاع، فإن البقاء دون تصرف أمر غير وارد – وهو ما يدركه عدد متزايد من الشركات العاملة في المجال اليوم.”
يذكر أن الأبحاث أظهرت بأن 57% من شركات النفط والغاز والمرافق التي تنفذ مشاريع للتحول الرقمي تبحث عن منصة قابلة للتهيئة لدعم مسيرة التحول بالكامل، بينما تختار 38% فقط الحلول المتخصصة.