خالد غطاس: مشكلاتنا تحتاج إلى علاج المسببات وليس الأعراض
خلال جلسة في "الشارقة الدولي للكتاب 2022"
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
جمع الدكتور خالد غطاس ومضات من وحي تجاربه على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أضاء على أجزاء من حياته أمام متابعيه خلال جلسة أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأدارها الإعلامي حسين الشيخ. حيث أكد غطاس أنه يسعى إلى خطاب المجتمع ككل، ناصحاً بأن نعالج مشكلاتنا الاجتماعية من جذورها وأسبابها، دون التركيز إلى أعراضها، تماماً كالأمراض الجسدية.
وفي جلسة “ببراءتك وبطيبتك وبهويتك” التي حظيت بإقبال جماهيري كبير من قبل متابعي غطاس، أكد أنه منذ بداياته في خطاب الجمهور وهو لا يقتنع بأن مجتمعاتنا وحضارتنا وثقافتنا العربية هي ما نراه سائداً على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما جعله يسعى إلى أن يكون جزءاً من جهود التوعية في محاولات مستمرة لبناء الأفكار الواعية في أعماق الناس.
وأشار الدكتور غطاس إلى إيمانه العميق بأن الناس تميل إلى سماع الرسائل الراقية، وهي إشارة أمل بمستقبلنا، ومن هنا فإنه يعمل على إضاءة الأسئلة والتركيز عليها، لأنه يعتقد أن إثارة الأسئلة أولى من طرح الإجابات، لأن السؤال يفتح باب المعرفة، عكس الجواب، الذي يغلق باب المعرفة، وأن مهمته فتح أذهان الناس من أجل أن يكونوا مؤهلين لاستنتاج الإجابات بلمحة أو ومضة يقدحها أمامهم.
وأكد غطاس أنه يتعاطى في خطابه مع المنظومة العامة للمجتمع، ويسعى إلى علاج الأمراض المتأصلة، ولا يلتفت إلى المشكلات العرضية، لافتاً أن الأمراض الاجتماعية هي كالجسدية تماماً، لها مسببات أصلية ولها أعراض جانبية، ومن الخطأ أن نعالج أعراض المرض ونترك المسببات.
ولفت الدكتور غطاس إلى اعتقاده بأن هناك أشياء يجب أن ينخرط الإنسان بصدق في التفاعل معها، وأن كل إنسان مسؤول عن إحداث تغيير ما، صغيراً كان هذا التغيير أم كبيراً، ولكن لا بد من التغيير، ووجود الإنسان في هذه الحياة يعني أنه قادر على الفعل والتفاعل معها، لذلك فإن علينا إشعار الناس بفاعليتهم وأهميتهم من خلال تحميلهم المسؤولية، وتصحيح مسار الحياة إلى الأفضل هو مسؤولية جماعية ينبغي على كل واحد أن يأخذ حظه منه.
وأشار غطاس إلى أنه لا يطرح نفسه في المجتمع على أنه طبيب أو مرشد نفسي، ولكنه يسعى إلى زرع بذور التغيير في المجتمع من خلال رسائله التي يبثها عبر منصات التواصل الاجتماعي. وحول تجربته في التأليف، نوه إلى أن فكرة كتابة الكتاب هي فكرة الهوية التي يمكن أن يتمكن من خلالها الكاتب بأن يصنعها لنفسه بين الجمهور، وأن أسعد لحظات حياته عندما يرى أنه صنع معنى في حياة الآخرين.