أخبارأخبار عالميةتقنيةرياضة و صحة

ختام فعاليات المؤتمر الطبي الرياضي العالمي بدبي

دبي، الإمارات العربية المتحدة

سلام محمد

 

 اختتمت فعاليات المؤتمر الطبي الرياضي العالمي الذي نظمه مركز الفيفا الطبي المتميز بدبي بالتعاون مع اتحاد الإمارات لكرة القدم بنظام الاتصال المرئي “عن بُعد” ..بمشاركة واسعة من الأطقم الطبية بمختلف الاتحادات الوطنية والأندية العالمية.

وهدفت جلسات المؤتمر إلى استعراض التجارب الناجحة حول العالم في تطبيق الاجراءات الوقائية والاحترازية التي ساهمت بشكل كبير في عودة الحياة لبعض دوريات كرة القدم العالمية، وطرق التعامل مع الوباء العالمي من أجل العودة الآمنة لممارسة مسابقات كرة القدم .

وعبر الدكتور مصطفي السيد الهاشمي رئيس لجنة الطب الرياضي باتحاد الكرة عن اعتزازه بتنظيم دولة الإمارات العربية المتحدة لأكبر مؤتمر طبي عالمي ضم مجموعة واسعة من المتخصصين العاملين بالأطقم الطبية بمختلف الاتحادات الوطنية الأعضاء بالفيفا والأندية العالمية، مشيراً إلى أن المؤتمر حظي بإشادة كبيرة من جميع المحاضرين والخبراء في مجال الطب الرياضي الذين أكدوا أهمية مثل هذه المنتديات الحيوية لتبادل الخبرات، وتوحيد الجهود الطبية والتعاون مع المؤسسات الصحية الرسمية لكل دولة.

وقدم رئيس لجنة الطب الرياضي باتحاد الكرة محاضرة عن نجاح تجربة دولة الإمارات في مواجهة التحدي الصحي الراهن، والجهود التي تبذلها القيادة الرشيدة للمحافظة على صحة المواطن والمقيم وكامل أفراد المجتمع .

وتحدث الهاشمي عن الدور الذي لعبه اتحاد كرة القدم برئاسة الشيخ راشد بن حميد النعيمي والذي تمثل في اطلاق عددً من المبادرات المجتمعية منها مبادرة “بطولتنا سلامتكم” التي شهدت تفاعلاً كبيراً بين افراد المجتمع الرياضي وكذلك وضع كافة منشآت ومباني الاتحاد تحت تصرف الجهات الصحية، علاوة على عقد اجتماعات وورش عمل طبية للأندية المحلية وكافة منتسبيها.

من جهته أكد الدكتور مراد الغرايري مدير مركز الفيفا الطبي المتميز بدبي الذي أدار جلسات المؤتمر أن صراع الطب مع التحدي الصحي الراهن يمكن تشبيهه بمباراة كرة قدم بها نواح دفاعية وهجومية، مشيراً إلى أهمية الجانب الطبي خلال هذه الفترة، وهو الأمر الذي دعانا لعقد هذا المؤتمر ودعوة نخبة المحاضرين العالميين للاطلاع على تجاربهم والاستفادة منها.

وتناولت أولى جلسات المؤتمر التي قدمها الدكتور كلاينفيلد المدير الطبي العام للعديد من المسابقات التي نظّمها الاتحاد الدولي لكرة القدم” فيفا” تجربة ألمانيا في فرض الاجراءات الاحترازية للسيطرة على تزايد أعداد المصابين، والتي مهدت الطريق لعودة مسابقة الدوري الألماني لكرة القدم مع مواصلة جهود الأطقم الطبية للفرق الكروية بمتابعة الالتزام الكامل بالطرق الوقائية التي وجهت لها السلطات الصحية بألمانيا، والتنبيه على اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية بالاستمرار في الالتزام خلال الحصص التدريبية والاهتمام بالصحة الشخصية، واستخدام المعقمات وإجراء الفحوص الطبية بصفة دورية مستمرة، نظراً لحالة التلامس البدني بين اللاعبين الناتجة عن المنافسة للحصول على الكرة خلال التدريبات والمباريات، والتأكيد على أن معاودة النشاط لا تعني انتهاء المواجهة أو ضمان عدم التعرض للإصابة.

وفي السياق ذاته، تطرق الدكتور شافي باييه رئيس الوحدة الطبية بنادي برشلونة الإسباني في محاضرته لكيفية الاستعداد بصورة سليمة قبل عودة نشاط كرة القدم المتوقف حالياً في معظم البلدان، وتناولت محاضرته أيضا تأثير عدم التدريب خلال فترة التوقف على اصابة العضلات والأوتار، فيما تحدث الدكتور مارسيو تانوري طبيب نادي فلامنجو البرازيلي عن أهمية إجراء عملية تقييم بدني ونفسي لجميع اللاعبين خلال توقف النشاط لمعرفة تأثير هذا التوقف على البناء العضلي للاعبين، وكذلك على الجانب السيكولوجي، وقدم طرقا مبتكرة لتحفيز اللاعبين على مواصلة التدريبات عن بعد.

وطالب الدكتور فرنشاك دروينيك طبيب نادي شندغو الصيني الأطقم الطبية بالأندية بضرورة تقييم وظائف الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية لجميع اللاعبين قبل استئناف النشاط، وضرورة الالمام بالتاريخ المرضي لكل لاعب على حدة.

وتحدث الدكتور دارل أوسبار طبيب نادي أورلاندو سيتي الأمريكي عن كيفية تقليل ومنع حدوث اصابات الرباط الصليبي، حيث عرض خلال محاضرته أسباب حدوثها، وعوامل الخطرالتي تزيد من احتمالية حدوث الاصابة، وناقش مع المشاركين العوامل التي من شأنها تقليل فرص حدوث إصابة الرباط الصليبي أهمها رفع اللياقة البدنية للاعبين، وتقوية العضلات، وتقوية الجهاز العصبي وتعليم اللاعبين كيفية الحركة السليمة.

واختتمت جلسات المؤتمر بمحاضرة ألقاها الدكتور لويس تيل طبيب نادي موناكو الفرنسي والمدرب برونو ماريه رئيس قسم اللياقة البدنية بالنادي الفرنسي نفسه ركزت على أهمية تقييم الأضرار التي لحقت بلاعبي بعض الفرق الذين خضعوا للحجر الصحي، واهمية الحفاظ على التدرج في الأحمال والعودة التدريجية للتدريبات، ومراقبة الإرهاق ومعدلات اللياقة البدنية عن كثب، وإعداد برنامج تأهيلي لكل لاعب على حدة.

وشهد المؤتمر الرد على كافة الأسئلة والاستفسارات من قبل المشاركين منها كيفية التعامل مع الحالات الايجابية في البلدان التي استأنفت نشاطها الرياضي ، حيث كانت الإجابة هي ضرورة الحجر الصحي للاعب أو الفريق بالكامل 7 أيام إلى 14 يوم لحين التأكد من نتائج التحاليل الطبية اللازمة وفقاً للإجراءات الاحترازية المتبعة في كل دولة.

وحول وجود أي أبحاث طبية لها علاقة بتأثير الحجر الصحي وعدم ممارسة النشاط على ارتفاع عدد الإصابات و عدد الفحوصات التي يتم اجراؤها للاعبين في الدوريات التي تم استئناف النشاط بها، تم التأكيد على عدم وجود أي بحث لهذا المحتوى خلال الفترة الحالية، فيما يتم اجراء الفحص مرتين أسبوعياً لجميع اللاعبين بالإضافة الى إجراء الحجر في حال ظهور أي أعراض. وعن التأثير النفسي للتوقف المفاجئ لنشاط كرة القدم ، تم التأكيد على ضرورة تهيئة جميع اللاعبين نفسياً من قبل مختصصين خصوصا في ظل تأثير العوامل النفسية على اصابات اللاعبين .

وفي نهاية المؤتمر اتفق جميع المحاضرين على أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات العالمية لتبادل الافكار واستعراض التجارب المختلفة موجهين شكرهم للمركز الطبي للفيفا بدبي واتحاد الإمارات لكرة القدم على تنظيمهما للمؤتمر بشكل مثالي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى