دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
ضمن خطة تنفيذية تستهدف تعزيز مرونة الخدمات المقدمة للأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم للحصول عليها بطريقة منظمة ومتكاملة، أعلن مركز دبي للتوحد عن إعادة هيكلة خدماته إلى ثلاث فئات رئيسية: فئة التقييم وفئة التدخل وفئة التأهيل.
وقال محمد العمادي، مدير عام مركز دبي للتوحد وعضو مجلس إدارته: “إن الغاية من إعادة هيكلة خدمات المركز وأقسامه المتخصصة هو أن يتم وضع الفريق المناسب في المكان المناسب الذي يمكنه من تلبية الاحتياجات المختلفة للأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم، هذه التغييرات ستساهم في تقديم خدمات أكثر دقة وكفاءة ضمن إجراءات تتسم بالمرونة والشمولية”.
كما أوضح العمادي بأن إعادة هيكلة خدمات المركز المتخصصة وتصنيفها ضمن ثلاث خدمات رئيسية وهي خدمة “تقييم”، وخدمة “تدخل”، وخدمة “تأهيل” تهدف إلى توفير خدمة مباشرة ودقيقة بما تحتويه من خطط تربوية وعلاجية فردية تناسب كل حالة، يشرف على هذه الخدمات فريق متعدد التخصصات يقدم برامجه المتخصصة في إطار منهج (PEAK) القائم على برامج تحليل السلوك التطبيقي (ABA) بالإضافة إلى باقة واسعة من البرامج الحديثة التي تم اعتمادها في منهاج المركز”.
وقال العمادي: “بطاقة استيعابية تصل إلى 180 طفلاً، يقدم مركز دبي للتوحد برنامجًا مدرسيًا يتضمن مجموعة من أحدث الأساليب التعليمية والعلاجية المتخصصة في اضطراب طيف التوحد، كما يضم مبني المركز 34 فصلاً دراسيًا، و22 غرفة للعلاج الوظيفي والحركي، و13 غرفة لعلاج النطق، و3 غرف للعلاج الحسي، وجناح يحاكي نظام المنزل لتعليم المهارات المعيشية، وعدد من مرافق الترفيه والتسلية”.
وقال نيكولاس أورلاند رئيس برنامج التوحد في مركز دبي للتوحد: “تُظهر الدراسة الحديثة التي نشرتها مجلة أوتيزم ريسيرش (Autism Research) في الولايات المتحدة، أنه على الرغم من الوعي المتزايد باضطراب طيف التوحد، إلا أنه لا يزال هناك تقاعس لشريحة كبيرة من أولياء الأمور في طلب عملية التشخيص المبكر، مما يؤكد على أهمية وجود هيكل خدمي جديد في مركز دبي للتوحد لتسهيل عملية وصول خدمات التشخيص والرعاية الشاملة لتلك الشريحة”.
وقال أورلاند: “استناداً إلى الدراسة التي أجرتها شبكة مراقبة التوحد وإعاقات النمو (ADDM) في الولايات المتحدة، حلل الباحثون السجلات التعليمية والطبية لـ 266,000 طفل كانوا في عمر الثامنة، سعياً لتحديد عدد أولئك الذين أظهروا أعراض للتوحد ولم يتم تشخيصهم سريريًا أو يتلقوا خدمات رعاية، فكانت النتيجة وجود 25% من الأطفال لم يتم تشخيصهم من بين حوالي 4,500 طفل”.
وحول أسباب تأخير طلب التشخيص أوضح أورلاند: “قد تكون هناك أسباب مختلفة تتفاوت من الخلفيات الثقافية إلى القلق بشأن عملية التشخيص المعقدة وكذلك الخوف من وصمة العار؛ ومع ذلك، فإن الأسباب الخمسة الأكثر شيوعًا هي: (أولاً) بعض الأطفال لا تظهر عليهم العلامات إلا بعد سن الخامسة، (ثانياً) معدل نمو الأطفال يختلف من طفل لآخر، (ثالثاً) الشعور بالخزي أو إنكار الوالدين، (رابعاً) تختلف الأعراض كثيرًا بين حالة وأخرى، (خامساً) يتم تشخيص الأطفال بحالات مشابهة ذات صلة مثل المشكلات الحسية واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه”.
يعد مركز دبي للتوحد مؤسسة غير ربحية تم أنشاؤها بمرسوم من حاكم دبي عام 2001 بهدف تقديم الخدمات المتخصصة لرعاية الأطفال المصابين بالتوحد وتقديم الدعم لأسرهم والقائمين على رعايتهم، وتتكون موارد المركز المالية من الإعانات والهبات والتبرعات ومن أي وقف خيري يوقف على المركز.
وفي عام 2017، انتقل مركز دبي للتوحد إلى مقره الجديد المقام على مساحة تقدر بحوالي 90,000 قدم مربع وبمساحة بناء تصل إلى 166,000 قدم مربع في منطقة القرهود ليزيد بذلك طاقته الاستيعابية من 54 طفل إلى 180 طفل يتم استقبالهم في مرافق تم تهيئتها وتجهيزها بشكل متكامل لتتناسب مع احتياجاتهم، إذ يحتوي على 34 فصلا دراسيا وعلى 22 عيادة للعلاج الحركي و18 عيادة لعلاج النطق والتخاطب وثلاث غرف متخصصة بالعلاج الحسي، وعدد من المعامل والمختبرات والمرافق والعيادات الطبية تم تصميمها جميعاً وفق أحدث المعايير العالمية المتخصصة لتوفير البيئة التعليمية المناسبة للأطفال المصابين بالتوحد.
يعتبر التوحد أحد أكثر الاضطرابات النمائية شيوعاً ويظهر تحديداً خلال الثلاث سنوات الأولى من العمر ويصاحب المصاب به طوال مراحل حياته، يؤثر على قدرات الفرد التواصلية والاجتماعية ومما يؤدي إلى عزله عن المحيطين به، إن النمو السريع لهذا الاضطراب ملفت للنظر فجميع الدراسات تقدر نسبة المصابين به اعتماداً على إحصائيات مركز التحكم بالأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية بـوجود إصابة واحدة لكل 54 حالة، كما يلاحظ أن نسبة الانتشار متقاربة في معظم دول العالم.