دولة الإمارات تدعو المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود لترسيخ وصون كرامة الإنسان في رواية القصص
“صون الكرامة في رواية القصص”، مبادرة أطلقتها دبي العطاء، وإكسبو 2020 دبي، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي، وتدعم رؤية دولة الإمارات المتمثلة في تعزيز الكرامة البشرية في جميع أنحاء العالم
منتدى “صون الكرامة في رواية القصص” ينعقد في 10 ديسمبر 2021 في إكسبو 2020 دبي، أول إكسبو دولي يُقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا
دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
أطلقت كل من دبي العطاء، وإكسبو 2020 دبي، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات، مبادرة “صون الكرامة في رواية القصص”، التي تسعى إلى إنشاء نظام يعزز فهم وممارسة رواية القصص التي تصون كرامة الجميع وتحافظ عليها وتساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تتم رواية آلاف القصص يومياً بغض النظر عمن يرويها وكيف يتم سردها. حيث تفتقر العديد من هذه القصص إلى المصداقية والشفافية أو أن تكون مدفوعة بدوافع خفية تخدم سردًا محددًا مسبقًا. هذه ليست سوى بعض العقبات القليلة التي تعترض طريق رواية القصص الصادقة والكاملة والتي تصون الكرامة في السياقات التنموية والإنسانية. ومن أجل وصول الرواية – سواء كانت مرئية أو مكتوبة أو منطوقة – إلى الجمهور، فإنها تمر بعملية طويلة من التصفية والمراجعة والتحرير التي تؤدي أحيانًا إلى تغيير المحتوى والمعنى الأصلي وتجعله شبه خيالي. وهذا بدوره ينتهي برسم صورة خاطئة للمساهمين فيها والذين لا يعرفون في كثير من الأحيان مكان عرض قصصهم المصورة أو المكتوبة والغرض من استخدامها.
ولدت مبادرة “صون الكرامة في رواية القصص” من الحاجة إلى توحيد أصوات صانعي المحتوى والمحررين والصحفيين والمصورين وصانعي الأفلام ورواة القصص والمساهمين وتزويدهم بالوعي والمعرفة العملية، والتي ستمكنهم من التقاط اللحظات ورواية القصص دون المساومة بكرامة الإنسان. ولسد هذه الحاجة، أطلقت هذه المبادرة سلسلة من المشاورات العالمية قبل عام، لالتماس وجهات النظر من قبل ممثلين عن قطاعات متعددة حول سرد القصص ضمن السياقات التنموية والإنسانية، ووضع مبادئ “صون الكرامة في رواية القصص” والموافقة عليها. إضافة لكون هذه المبادئ أداة إرشادية، يتم توظيفها أيضاً لحشد الجهود للجمع بين مختلف القطاعات ذات العلاقة من جميع أنحاء العالم لتشكيل حركة عالمية، الأمر الذي سيغير بذلك القواعد في الحفاظ على كرامة الإنسان وتعزيزها من خلال سرد القصص.
وتوجه هذه المبادئ التأسيسية أيضًا تطوير دليل مرجعي عملي يسهل الوصول إليه عن “صون الكرامة في رواية القصص”، والذي يوفر إرشادات ودراسات حالة لأفضل الممارسات. ويتم حالياً جمع وجهات النظر والأفكار من رواة القصص والجهات الفاعلة ذوي الخبرة، من حكومات ووكالات الأمم المتحدة، ومنظمات دولية ومحلية غير حكومية، ومجتمع مدني، بهدف مد هذا المورد القيم وإطار العمل الخاص به.
وفي خطوة لإدراج “صون الكرامة في رواية القصص” بشكل فعلي في السياسات والممارسات اليومية بين مختلف وكالات التنمية الدولية ورواة القصص في قطاعي التنمية والأعمال الانسانية، أنشأت دبي العطاء مع كل من إكسبو 2020 دبي، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات تحالفاً لمبادرة “صون الكرامة في رواية القصص”. ويمثل هذا التحالف شبكة من الرواد الذين يقدمون الدعم إلى المبادرة عن طريق الدعوة لحشد الجهود أو الدعم العيني أو توفير المعلومات لمخرجات البرنامج. يشمل التمثيل في التحالف مجموعة متنوعة من وجهات النظر من المنظمات، والأفراد، والحكومات القادرة على مشاركة أفضل الممارسات انطلاقا من خبراتها على أرض الواقع ضمن سلسلة من سياقات التنمية.
وقالت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي: “في وقت الحاجة الأمسّ إلى منصة توحد الجميع، سيجمع إكسبو 2020 العالم بروح من الأمل والتفاؤل، عبر مد الجسور واتخاذ خطوات ملهمة لصنع مستقبل أفضل لنا جميعا. وسيوفر البيئة المواتية لدعم (صون الكرامة في رواية القصص)، فيما نوحد مواردنا لإرساء أعلى المعايير وزيادة تأثير هذه القصص التي نختار أن يعرفها العالم. وتجسّد المبادرة أيضا التزام دولة الإمارات بدعم سرد القصص بمسؤولية من أجل خير البشرية، فضلا عن دورها المحوري في الجهود الإنسانية والإنمائية الدولية على نطاق أوسع”.
وتأكيدا على أهمية رواية القصص ضمن سياق التنمية، قال الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء وعضو مجلس إدارتها: “تعد رواية القصص أداة اتصال قوية في المجالين التنموي والإنساني. القصص، سواء المرئية أو المكتوبة منها، توفّر وسيلة لفهم وجهات النظر المختلفة، ويمكن أن تكون دافعا للعمل. ولهذا السبب إنه من المهم بالنسبة لنا كمجتمع عالمي معالجة السرد غير المسؤول للقصص، وهي ممارسات تُركت بدون معالجة لفترة طويلة جدا، وهو ما أعتقد أنه نتيجة عدم وجود إرشادات متاحة على نطاق واسع وشاملة بشأن أفضل طريقة لرواية قصص تصون كرامة الجميع. وأدعو جميع رواة القصص، والحكومات، والوكالات، ومؤسسات المجتمع المدني للانضمام إلينا في هذا الجهد لغرس فهم وممارسة مشتركَين لرواية القصص، التي تجمعنا وتذكّرنا بإنسانيتنا المشتركة”.
وستشمل المبادرة منتدى “صون الكرامة في رواية القصص”، الذي سيُقام في إكسبو 2020 دبي في 10 ديسمبر 2021 ضمن فعاليات الحدث الدولي الممتدة على ستة أشهر. وسيمثل المنتدى منصة مؤثّرة للجهات المعنية الرئيسية، بما في ذلك أعضاء منظمات المجتمع المدني، والحكومات، والقطاع الخاص، والوكالات الدولية، فضلا عن المناصرين، والناشطين، ورواة القصص، ليجتمعوا معا ويوافقوا بشكل جماعي على الخطوات للمضي قدماً لتوثيق مبادئ “صون الكرامة في رواية القصص”، وتبنيها، واعتمادها، وإدراجها. وسيتحقق ذلك عبر سلسلة من الجلسات العامة ومعرض يقدم أفضل الممارسات في سرد القصص المتمحور حول الكرامة، بما في ذلك فعاليات جانبية تشمل مؤتمرا صحفيا.
ويشكل المنتدى جزءا من برامج الفعاليات التي يغتني بها إكسبو 2020 والتي تجسد روح “صون الكرامة في رواية القصص” وتحتفي به طيلة فترة انعقادها. ونُظمت سلسلة الفعاليات، التي تشمل مواضيع ثقافية، واجتماعية، واقتصادية، وبيئية، وأخرى ذات صلة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون الوثيق مع الهيئات الإماراتية، والمشاركين الدوليين، والمشاركين غير الرسميين، والمنظمات الدولية، والشركاء التجاريين، فضلا عن أنها تسعى إلى الحصول على التضامن في التحديات العالمية، وتسليط الضوء على المجالات ذات الاهتمام والأهمية للمشتركَين، وضمان إرث هادف محليا، وإقليميا، ودوليا.
وعلى المدى الطويل، ستنشئ “صون الكرامة في رواية القصص” بيئة إيجابية تعزز العلاقات طويلة الأمد بين القطاعين العام والخاص، والقطاع الإنمائي، والقطاع الإنساني، عبر وضع رواية القصص في صلب تبادل المعرفة، وإشراك الجهات المعنية، وتنمية القدرات، لإلهام رواة القصص وتوفير المعلومات لهم. ولتحقيق ذلك، تدعو دولة الإمارات العربية المتحدة الأطراف الفاعلة والشركاء العالميين لأن يصبحوا دعاة لهذه المبادرة المحورية من خلال التعهد بالإلتزام بالمبادئ العشرة لرواية القصص الرقمية.