رائدات الأعمال يجبن سؤال: كيف تتجاوز النساء تحدياتها في قطاع الأعمال؟
خلال جلسة نظمها "مجلس سيدات أعمال الشارقة" في "الدولي للاتصال الحكومي 2022"
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
نظم “مجلس سيدات أعمال الشارقة”، إحدى المؤسسات التابعة لـ”نماء” للارتقاء بالمرأة، جلسة حوارية بعنوان “طرح التحديات التي تواجه صاحبات الشركات الإعلامية”، ضمن فعاليات اليوم الأول من “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2022” في قاعة “حواء الملهمة”، بمشاركة إيمان بن شيبة، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الناشرين الإمارتيين والرئيسة التنفيذية ومؤسِّسة دار “سيل” للنشر، وشريفة الهنائي، مستشارة ومؤسِّسة مجلة “سكّة” الرقمية، وأدارتها الإعلامية جيسي المر.
وأشارت جيسي المر خلال تقديمها للجلسة إلى أن نسبة مساهمة رائدات الأعمال حول العالم في إجمالي الناتج العالمي الاقتصادي بلغت 37%، وأكدت أن 29% من الشركات التي تترأسها النساء وصلت إلى العالمية، وأن نسبة الاستثمارات في الشركات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط بلغت الشهر الماضي فقط 374 مليون دولار، لافتة إلى أن النسبة الصادمة التي حصلت عليها رائدات الأعمال أو للشركات التي تملكها سيدات من هذا المبلغ، وهي 1% فقط أي 3 ملايين و700 ألف دولار من أصل 374 مليون دولار، معتبرة أن هذه أرقام تظهر انحياز التمويل الواضح للشركات التي يملكها الرجال مقارنة بالنساء.
وحول أكبر التحديات التي واجهتها في إطلاق شركتها، أشارت إيمان بن شيبة إلى عدم معرفة السيدات بكثير من المعلومات والإجراءات المهمة، وعدم توفر التسهيلات الموجودة حالياً مقارنة بالسنوات التي أسست فيها شركتها مشيرة إلى أنه يضاف إلى هذه التحديات ونوع النشاط التجاري الذي بدأته في مجلة ومنصة إلكترونية، وصعوبة الحصول على الترخيص، وطول وتعقيد المعاملات الإدارية، والموافقات من الجهات الإعلامية واللجان المتخصصة، حيث احتاجت أربعة أشهر للحصول على الرخصة.
وحول تحديات التمويل، قالت بن شيبة إنها “تفضيل التمويل الذاتي والاستغناء عن تمويل المستثمرين الذين يتدخلون بآراء غير مهنية تعرقل نمو المشروع، وصعوبة الحصول على التمويل من خلال الإعلانات، لأن معظم الإعلانات تتوجه إلى المنصات الفنية ومجلات المشاهير والأزياء والترفيه، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على الجمهور الواعي بأهمية الشأن الثقافي، ولهذا توجهت إلى الخدمات والمشاريع والمناقصات، التي شهدت تحيزاً واضحاً للشركات التي يملكها الرجال”.
وأكدت بن شيبة أن شركات النشر تعتمد بشكل رئيس على المنح الدولية والمحلية والمشاريع الكبيرة، لكن المنح صغيرة لا تسهم بتنمية الشركات بشكل فاعل، ولا تخلو من التحيز، حيث حصلت في إحدى المرات على منحة قدرها 7 آلاف درهم، في حين حصلت شركة يديرها رجل على 700 ألف درهم، أي أنها حصلت على 1% من المنحة التي حصل عليها، وهو تحيز واضح، لأنه حصل على 11% من إجمالي المنحة التي تم توزيعها على أكثر من 300 دار نشر.
وحول تحديات بناء العلاقات المهنية الصحيحة مع المدراء رجالاً ونساءً، أشارت بن شيبة إلى أهمية تغيير الأفكار السائدة والنمطية واستثمار جميع المناسبات والأوقات لمناقشة الأعمال والتواصل وبناء العلاقات المثمرة، لافتا أن الرجال متقدمون على النساء بأشواط في هذا المجال.
وشاركت شريفة الهنائي التحديات التي واجهتها والتي ما تزال تواجهها إلى الآن موضحة أنها تتجسد في تعزيز وعي الجماهير وإقناعهم بأهمية عمل شركتها كمجلة ومنصة إلكترونية تلعب دوراً أساسياً في بناء جسور ثقافية وخلق حوارات هادفة ومؤثرة بين الثقافات.
أكدت الهنائي على التحيز ضد المرأة الذي لمسته شخصياً في محاولات الاستحواذ على شركتها، والمبالغ الزهيدة التي عُرضت عليها، لكنها لم تجزم أن السبب هو أنها سيدة فقط، مشيرة إلى احتمال أسباب أخرى، لكن المبلغ المعروض لم يغط رأس مال الشركة.
ددت الهنائي على ضرورة عدم خوف النساء من الظهور تحت الأضواء والمشاركة في منصات التواصل الاجتماعي والتواجد الرقمي، إذا كان هذا الظهور يحدث فرقاً حقيقياً في تطوير الشركة.