سامر المجالي: “الشارقة الدولي للكتاب” يحفز المعارض الأخرى للانعقاد في مواعيدها
"الآن ناشرون وموزعون" تهتم برعاية التجارب الواعدة
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
اعتبر سامر حيدر المجالي مدير المحتوى في دار “الآن ناشرون وموزعون” الأردنية، إطلاق معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 39 في ظل جائحة كورونا إنجازاً كبيراً، مشيراً إلى أن المعرض الذي يعد أحد أكبر ثلاثة معارض للكتاب على مستوى العالم وعبر تاريخه الطويل لم يتراجع عن دوره ورسالته ما جعله قبلة يتوق أي ناشر عربي للمشاركة فيه، والأهم أنه سيكون محفزاً للمعارض والمهرجانات الأخرى حتى تقام في مواعيدها بما يعود على صناعة النشر بفوائد تخرجها من محنتها الحالية.
واستعرض المجالي مسيرة الدار منذ انطلاقتها في العام 2013 بقوله: “تأسست الدار بمبادرة من عدد من الكتاب والمترجمين والإعلاميين، وكان صاحب الفكرة، القاص والإعلامي الأردني جعفر العقيلي، ولعل من أهم ما يجب الإشارة إليه أن الإعلان عن إنشاء الدار صدر من الشارقة على هامش معرض الكتاب الذي أقيم في ذلك العام 2013، حيث حظيت الدار بقبول عربي واسع بين جمهور المثقفين العرب، فكان لها حضور في معظم البلاد العربية من الخليج حتى المغرب، واليوم لدينا إصدارات في تونس والمغرب والجزائر ومصر وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين واليمن والعراق والسعودية وعمان والإمارات والكويت”.
وعبر سنوات عملها السبعة، نالت الدار ثقة هيئات ثقافية عدة، فكانت ناشراً معتمداً لكل من مؤسسة شومان، والجمعية العُمّانية للكتاب والأدباء، والنادي الثقافي العماني، ومعهد الدراسات الشرقية في بريشتينا- جمهورية كوسوفو، وغيرها من الجهات التي تهتم بالتعاون مع ناشرين يلتزمون بخدمة منتجهم، سواء في مرحلة ما قبل الطباعة، أو ما بعدها، وفقاً للمجالي.
وأضاف: “تسعى الدار للارتقاء بصناعة النشر، وتعميم القراءة، وتوطين المعرفة، وتحرص على بناء جسور تواصل مع المبدعين والنقاد والإعلاميين والقراء، وهي تعتني بإصداراتها شكلا ومضمونا، من اللحظة التي تنظر فيها في المخطوط، ثم تقيّم محتواه، مروراً بمراجعته وتدقيقه لغويًا، وانتهاء بالتنسيق الفني وتصميم الغلاف، ثم طباعته بحسب المواصفات المتفق عليها”.
وتتضمن رسالة الدار الإبداعية، بحسب المجالي، رعاية التجارب المبشرة والواعدة، والاهتمام بالدراسات التي تتناول قضايا المرأة وأدب الطفل، وفروع المعرفة كافة، وتسلط الضوء من خلال إصداراتها على القضايا والظواهر الثقافية والاجتماعية والفنية علمياً ومعرفياً، وإطلاق مشاريع معرفية تجمع خلاصاتها في كتب ضمن سلاسل متخصصة.
وحول مدى تأثر مبيعات الدار بجائحة كورونا قال: “نفخر بأننا جعلنا ظرف كورونا تحدياً من أجل تجاوز العقبات وإيصال الكتاب إلى القارئ، فعمل الدار لم ينقطع، بل استُغلت الفرصة للتطوير وتحقيق منجزات عدة، من بينها موقعنا الإلكتروني الذي سيطلق خلال وقت قريب جداً، إضافة إلى إطلاق جائزة خاصة بالدار، ومبادرة اسمها “هذا كتابي” لدعم الكتاب الأول لكل مبدع”.
وتحدث عن التحديات التي يواجهها قطاع النشر، قائلاً: “هناك عدد كبير من التحديات من بينها تكلفة الطباعة المرتفعة، وعدم اعتراف الكاتب العربي بدور الناشر الاحترافي، واعتقاده بأن الناشر مجرد مطبعة، إلى جانب تكلفة الشحن، والتداخل بين مواعيد معارض الكتب العربية في كثير من الأحيان”.
وفما يتعلق بأبرز الإصدارات التي تعرضها الدار، أشار المجالي إلى أن الدار تقدم للقارئ العربي باقة متنوعة من الإصدارات الأدبية والدراسات في التاريخ والعلوم والتربية والفلسفة والقانون، والبيئة، والسياسة، والتراث، إلى جانب كتب الأدب الموجَّه للطفل، وكتب المترجمة، منها “هوشيلاجا” لسميح مسعود، و”أجراس القبار” لمجدي دعيبس، “المؤابي” لسامر المجالي، و”أيفا” لوداد أبو شنب، و”كوابيس الرجل الفراشة” لرشيد اغبارية، و”دو ري مي” لأحمد الأخرس”، و”لقاء الليل” لمحمود فضيل التل، و”وقفة مع الخيام” للدكتور يوسف بكار، و”الاقتصاد السياسي الأردني” للدكتور جعفر حسان، و”شموع الحكمة” لخالد الغماري.
وختم المجالي حديثه بالقول: “حصلت الدار على جوائز في حقول كثيرة منها، هيا صالح التي فازت جائزة ناصر الدين الأسد للنقد، والدكتور مجد الدين خمش الذي فاز بجائزة الملك عبدالله الثاني للتميز، وأيوب أبو دية الذي فاز بجائزة أفضل كتاب من جامعة فيلادلفيا، والشاعرة العمانية عزيزة الطائي التي فازت بجائزة إبداعات المرأة الخليجية من الشارقة، على مجموعتها (خذ بيدي فقد رحل الخريف)”.