صالحة غابش ومحسن سليمان يجيبان سؤال: “لماذا تؤلف كتاباً؟”
خلال جلسة في "الشارقة الدولي للكتاب 41"
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة،
سلام محمد
أثارت جلسة “لماذا تؤلف كتاباً؟” مزيجاً من القضايا حول قطاع التأليف والنشر، والتحديات التي تواجه المؤلفين، وأبرز ما يحفّز قلم الكاتب على الكتابة، حيث استضافت الأديبة صالحة غابش، والكاتب محسن سليمان، وأدارتها الإعلامية أمل محمد.
وفي الجلسة نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ضمن فعاليات الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أكدت صالحة غابش أنه، ومن خلال تجارب وآراء كبار الكتاب، نجد أن الكتابة لا ترتبط بسبب واحد، فكل كاتب له إجابته عن هذا السؤال، ولديه غاياته التي تخصه من الكتابة، كما قد لا يكون الكاتب لديه إجابة واضحة، ولكنه يجد في نفسه رغبة كبيرة في الكتابة.
وقالت غابش: “قد يحب الكاتب أن يطلع الآخرون على المخزون الذي تكوّن لديه من مطالعاته وقراءاته المتنوعة، لأنه يحمل مجموعة من القيم يريد أن يعرِّف المجتمعات عليها، ويرغب في أن يكون له أثر في المجتمع من خلال قلمه، كما تأثر هو بكتَّاب لهم صدى في نفسه، وهذا يظهر واضحاً لدي عندما أكتب في مجال أدب الطفل، لأني أجد أنني مسؤولة عن بذل كل طاقتي لتنشئة الأجيال على القيم الفاضلة والمعرفة”.
وحول عملية النشر، أوضحت غابش أن الناشر هو محور ومرتكز عملية صناعة الكتاب، وهو صلة الوصل بين كافة الأطراف فيها، ومن هنا كان التركيز على قطاع النشر، وكان لا بد للناشر من أن يضطلع بمسؤولية مراجعة وتحرير الكتاب، والنظر إليه من الناحية الفنية والعلمية، ورفضه إن لم يكن يتواءم مع رسالته.
ولفتت غابش إلى أن دعم صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإمداد مكتبات الشارقة العامة بإصدارات معرض الشارقة الدولي للكتاب، يعزز مسيرة عجلة النشر ويساعد الناشر على أداء دوره في عالم المعرفة، مؤكدة أهمية معارض الكتب في كونها عرساً ثقافياً يتيح لطلاب المعرفة ارتيادها، وتتيح التعارف الثقافي بين الدول والشعوب، وتبادل الأفكار بين الناشرين والمؤلفين من مختلف الدول، بما يفتح فرص ترجمة العلوم والآداب إلى لغات أخرى.
بدوره، أشار الكاتب محسن سليمان إلى وجود نمو ملحوظ في عملية النشر، وأن هناك عملية تكامل بين الناشر المحلي والمؤسسات الحكومية، وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي نجد فيها نماذج رائدة من دعم الناشرين من قبل القيادة الرشيدة، ومن خلال المبادرات الرائدة التي تولي صناع المعرفة أهمية تنطلق من إيمانها بدور الناشرين في التنمية، ومما يدل على هذا الحراك الثقافي البناء احتضان الإمارات لمعرضين دوليين للكتاب.
وقال سليمان: “هناك اهتمام عربي بصناعة الكتاب، وهذا يوجه رسالة بانتعاش حركة الكتاب لدى القراء العرب، وتعد الإمارات نموذجاً رائداً في مجال النشر، وهناك تخطيط مدروس من قبل القائمين على النشر بمواكبة ما ينشر في الوطن العربي وإمداد السوق الإماراتي به، وأتوقع خطاً بيانياً تصاعدياً لصناعة النشر العربي، وآمل أن يزداد الناشرون والعناوين ذات الجودة التي تثري عقول القراء وأفكارهم”.
وفيما يتعلق بتعزيز البيئة الإبداعية، أشار سليمان إلى أن هناك مسؤولية أخلاقية بحماية حقوق الملكية الفكرية لصاحب المنتج الإبداعي، حتى يسافر الكتاب إلى أي مكان، مع ضمان الحفاظ على الجهود الإبداعية التي يبذلها المؤلف، ليستمر في إمداد القراء بحصيلة أفكاره ومعارفه، وفي الوقت نفسه على الناشر أن يكون واعياً في اختيار الكتّاب المبدعين، والذين لا يتبعون منهج قرصنة أفكار أو كتابات الآخرين ونسبها لأنفسهم، وهنا تظهر خبرة الناشر بسوق النشر.
ولفت سليمان إلى أهمية تدريب الناشرين على تقنيات النشر الرقمي، لما له من دور رئيس في العصر الحالي، خاصة مع سهولة انتقاله وتوفيره تكاليف الشحن، مشيراً إلى أن الوطن العربي بحاجة إلى تعزيز دور الكتاب الرقمي، وأن القارئ يحتاج إلى مبادرات من الناشرين للتشجيع على القراءة من خلال العروض التي يقدمونها للقراء، والتي تسهم في اتساع رقعة المعرفة، خاصة لدى الفئات ذات الدخل المحدود.