صناّع صغار قادرون على إدراك ما تحتاجه الإنسانية في المستقبل
أفكار خلاقة ومشاريع مبتكرة في ميكر فير دبي 2019
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
استقبل معرض الصنّاع “ميكر فير دبي 2019″، الذي ينطلق متزامناً مع شهر الابتكار في الإمارات، خلال الفترة من 26 إلى 28 فبراير في قاعتي زعبيل 2،3 بمركز دبي التجاري العالمي، حجماً كبيراً من المشاركات والمشاريع المتميزة، التي يقدمها نخبة من المبتكرين الإمارتيين، والعالميين، إلى جانب مجموعة من العاملين في مواقع مسؤولة وإدارية في دوائر رسمية وخاصة بدبي، ترتبط مهام عملهم بقطاع الابتكار، وممثلي شركات الابتكار المحلية والعربية والعالمية وعشاق التكنولوجيا وأفراد المجتمع المحلي.
هذا ويعكس حجم وتنوع المشاريع المشاركة والتي بلغت أكثر من 150 مشروع لمبتكرين وصناع من مختلف الفئات العمرية، المكانة المتميزة التي بات يشغلها معرض الصناع العالمي، كمنصة رئيسية للمخترعين والمبدعين لعرض أفكارهم وابتكاراتهم وجذب التمويل الأولي لتطوير مشاريعهم المبتكرة والتي قد تحدث طفرة وتغيير نوعي في حياتنا المستقبلية. إنه لمن المثير للاهتمام أن نلاحظ صناع صغار يمتلكون القدرة على إدراك ما تحتاجه الإنسانية في المستقبل مثل الأمن الغذائي ، وتحسين الحياة الاجتماعية ، والسلامة.
من بين العديد من المشاريع المثيرة للاهتمام التي سيتم عرضها في ميكر فير دبي ، نظام تخزين الطعام الذكي، الذي صممته شمسة سلطان العطاروآمنة طالب علي. وتتمثل الفكرة في التوصل إلى حل مستدام لزيادة توافر الغذاء ، والحد من الضغط على الموارد الطبيعية ، والقضاء على الجوع ، وتحسين معيشة المزارعين. يسعى نظام تخزين الطعام الذكي إلى الاستجابة السريعة وتأمين الإمدادات الغذائية الكافية بما يتناسب مع الزيادة المستمرة في أعداد سكان العالم، وهو ما يشكل مصدر قلق كبير، حيث يتم إهدار أكثر من ثلث المنتج خلال عملية ما بعد الحصاد.
إن حوادث الحرائق المؤسفة لا تتسبب فقط بإحداث خسائر مدمرة في الممتلكات ، ولكنها امتدت لأبعد من ذلك مشكلةً خطراً على حياة الناس. ومن هنا جاءت فكرة مشروع مكافحة الحرائق بدون طيار المقدم من جامعة الإمارات للطيران، والذي يهدف إلى إطفاء الحرائق بكفاءة باستخدام الطائرات التي تعمل بدون طيار والتي يمكنها الوصول إلى المباني الشاهقة والعمل في المناطق المفتوحة. تمتلك الطائرة بدون طيار القدرة على حمل حوالي 15 كيلوغرام من مواد إخماد الحرائق وتستغرق رحلتها مدة 28 دقيقة. حيث يتم توصيل كاميرا إلى الطائرة بدون طيار للحصول على مرئيات أفضل لتحديد مكان إطلاق رغوة الإطفاء عند الضغط بقوة 11 بارًا.
واستطاعت مريم الحمادي تصميم وإنشاء نماذج مساعدات سمعية أولية باستخدام أجزاء من الأجهزة الطبية القديمة والمكسورة لمساعدة المحتاجين، حيث قامت بتصميم النظارات القابلة للارتداء مع نظام عرض شفاف وميكروفون صغير يتعرف على الكلام المباشر. وتعمل النظارة من خلال برنامج مدمج بجمع الصوت ويقوم بترجمته إلى لغة إشارة دقيقة يتم عرضها على نظام العرض، يسمح هذا للشخص الأصم بالاستمتاع بحياته الاجتماعية أكثر دون حاجز الاتصال مع شخص لا يمتلك المعرفة الكافية عن لغة الإشارة القياسية. ومن الممكن زيادة فعالية هذا المنتج عند تطويره لاكتشاف أكثر من لغة واحدة.
يهدف روبوت محمد موسى عاصم للجراحة المتنقلة إلى مساعدة المرضى الذين يحتاجون إلى جراحة فورية. باستخدام أذرع آلية دقيقة ، طاولة تشغيل صدمة ، كاميرات ثلاثية الأبعاد ، ووصلة GSM عالية السرعة لربط جراح رئيسي وفريق من الخبراء الاستشاريين ، كما هو مطلوب لتنفيذ إجراء عملية جراحية عن بعد وإنقاذ حياة مريض.
والمزيد من الأفكار الملهمة التي لا نهاية لها من صناع ومبدعين صغار وكبار، يمكنكم الاطلاع عليها والتفاعل معها بشكل حي ومباشر في ميكر فير دبي، المكان المثالي للعائلة بأكملها للتعلم واللعب والمشاركة،على مدار ثلاثة أيام من الساعة 9 صباحا وحتى السادسة مساءً، كما يمكنكم التصويت في الموقع لأفضل عشرة مشاريع، سيتم ترشح خمسة منها للفوز بجوائز قيمتها 100,000 درهم .
من الجدير بالذكر أن ميكر فير دبي تنظمه مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز تحت شعار”أطلق العنان لإبداعاتك”، في مركز دبي التجاري العالمي بقاعات زعبيل 2 و 3 .ويأتي تنظيم المعرض بهدف دعم الصنّاع، والمبتكرين، والحرفيين، والهواة، والمهندسين، والطلاب، ومختلف فئات المجتمع، بالإضافة إلى تنمية، ورعاية المشاريع، والابتكارات، من خلال التنسيق مع الجهات المعنية على تبني الأفكار الريادية، وتحويلها إلى صناعات ومنتجات حرة.