عبادي الجوهر: الشارقة بيت الفن واحتضنتني منذ سبعينيات القرن الماضي
خلال جلسة حوارية في "الشارقة الدولي للكتاب 41"
تراث الموسيقى الخليجية غني ولم يستغل الفنانين منه سوى 25%
بدأت الغناء في سن مبكرة ولحنت لطلال مداح وعمري 17 سنة
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
اكتظت قاعة الاحتفالات في الدورة الـ 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بجمهور كبير لحضور جلسة حوارية مع المطرب والملحن السعودي عبادي الجوهر، تحدث فيها عن مسيرته الفنية وعزف على العود وغنى مقاطع عديدة لجمهور المعرض؛ التظاهرة الثقافية العالمية.
وجاءت الجلسة بحضور سعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وخولة المجيني، منسق عام معرض الشارقة الدولي للكتاب، تحت عنوان «مقامات مع عبادي الجوهر»، وتعد الجلسة التي أدارها الإعلامي حسين العامري، واحد من برنامج كامل أطلقته “هيئة الشارقة للكتاب” هذا العام ضمن جديد المعرض بعنوان “موسيقى وأدب”.
الشارقة بيت الفن
شكر الفنان عبادي الجوهر القائمين على تنظيم المعرض، حيث أشار إلى أن الكلمات تعجز عن التعبير عن دوره الثقافي، وقال: “إن الشارقة بيت الفن”، موضخاً أنها احتضنته في بداية مسيرته الفنية، وقدم فيها أمسية سنة 1974 ضمن جولة موسيقية في الإمارات، شملت أيضاً أبوظبي ودبي ورأس الخيمة، وأكد أن معرض الشارقة الدولي للكتاب فعالية كبيرة رسخت نفسها، متمنياً المشاركة في دوراته المقبلة.
مسيرة وألقاب
وكشف الجوهر، بأن نشأته في جدة، شكلت شخصيته، نظرا لما تتميز به عروس البحر الأحمر من تبادل حضاري وإنساني وألوان عرقية وثقافية وموسيقية، حيث يعتبرها مدينة ملهمة، وقد بدأ الغناء في وقت مبكر، لكن الليلة الفارقة في حياته تلك التي حل مكان عازف إيقاع متغيب في حفل غنائي، وكان عمره حينها 14 سنة، بعدها استدعاه الفنان الكبير طلال مداح لسماع صوته، باقتراح من الفنان لطفي زيني، كما زاره ليقنع أهله بالغناء، فوقع معه عقداً فنياً مباشرة من خلال شركة «رياض فون» التي كان يملكها، وهو في تلك السن، وشجعه ودعمه كثيراً، حيث كان يستشيره في ألحانه، وقد لحن له في عمر 17 سنة، في وقت كان يتمنى ملحنون كبار التلحين له، وكان ذلك في سنة 1972.
وعن ذكرياته مع طلال مداح قال: “كان طلال يقول لي عندك ست أصابع”، نتيجة لسرعة الجوهر في عزف العود، ومن هنا انبثق لقب «أخطبوط العود»، وبعد ذلك أطلق عليه آخرون «سفير الحزن»، مبينا أن هذه الألقاب تزعجه أحياناً لأنه فنان اجتماعي بطبعه، لكن ارتباط الكلمات وتغنيها بالهجران واللوعة والنوى والبعد هو ما أعطى هذه الانطباعات.
الفن الخليجي
وتحدث الفنان عن الفن الخليجي والتكريم الذي حظي به في مختلف أقطار العالم العربي، والتعاون الذي جمعه مع الشعراء والفنانين الإماراتيين، حيث غنى كلمات من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة حاكم دبي، كما تعاون مع مجموعة من الفنانين والملحنين، وسترى النور قريباً أغنية من ألحانه ستقدمها الفنانة أحلام.
وقال : “إن الموروث الموسيقي غني ومتنوع لكن الفنانين لم يستخدموا منه حتى الآن كثر من 25%”، وقد حرص منذ بداية مشواره على توظيف الألحان الأصيلة من هذا الموروث، ليبتكر لوناً يتميز به، كما نصح الشباب بالاجتهاد والصدق والتعلم، مبيناً أن الدعم موجود وهناك حراك كبير لدعم الفنون.
وغنى الجوهر لجمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب مجموعة من أغانيه، مثل «كأنك حبيبي»، وأغنية «المرايا»، و«قالوا ترى مالك أمل في قربها لو يوم»، كما غنى «عيونك آخر آمالي» مع عزفه الأصيل على العود الذي يتميز به، حيث أصر الجمهور على صعود العود إلى منصة الجلسة ليقدم لهم الفنان مجموعة من المعزوفات الأصيلة، وسط تفاعل كبير من الجمهور.
ويستهدف برنامج “موسيقى وأدب” الذي يستضيف نخبة من أبرز الموسيقيين والفنانيين والأدباء من مختلف دول العالم، التأكيد من خلال منصة معرض الشارقة الدولي للكتاب على دور الطرب والموسيقى الراقية التي تبقى دوماً ملازمة للثقافة والأدب، وتقدم ودائماً فنانين يتمكنوا من خلال فنهم وحضورهم الاستثنائي من دعم العديد من القضايا الثقافية والقيم المجتمعية لدى جمهورهم.