عبدالله حمدان بن دلموك: النسخة الخامسة حققت أرقاماً قياسية غير مسبوقة
استقبال حافل للقافلة بعد عودتها من "رحلة الهجـن التراثية"
هند بن دميثان: فعالية استثنائية رائعة تحاكي حياة الأجداد والآباء في الصحراء
القافلة قطعت 700 كيلومتر في 14 يوماً على ظهر الجمال وواجهت العديد من الصعاب
دبى الامارات العربية المتحدة
متابعة سلام محمد
تحولت القرية التراثية بالقرية العالمية، أمس الأربعاء الموافق 30 يناير 2019، إلى ما يشبه العُرس الجماعي، حيث المشهد أصبح كرنفالياً احتفالياً، بعدما احتشدت الجموع الغفيرة لاستقبال قافلة الهجن بعد عودة المشاركين في النسخة الخامسة من رحلة الهجن التي نظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، واستمرت 14 يوماً في صحراء الإمارات العربية المتحدة، قطعت خلالها القافلة 700 كيلومتر على ظهر الهجن، بدأت من غياثي واختتمت بالعودة إلى القرية العالمية.
وتعالت هتافات الجموع الغفيرة المحتشدة في القرية التراثية محتفلةً بعودة القافلة بسلام، بعد انتهاء الرحلة التي انطلقت يوم 16 يناير الماضي، لتحاكي خطى الأجداد والآباء، حيث وسائل الترحال عبر سفن الصحراء كما كانت في الماضي، إذ تمضي الرحلة على ظهر الجمال، لتتحدى في طريقها الطرق الوعرة والأسلاك الشائكة وغيرها من الصعاب.
من جانبه، أعرب سعادة/ عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، والذي كان على رأس المشاركين في رحلة الهجن، عن سعادته البالغة بنجاح النسخة الخامسة وما حققته من فوائد عظيمة في سبيل الحفاظ على التراث الإماراتي الذي يفخر به الجميع.
وأوضح ابن دلموك أن الرحلة بدأت من غياثي مروراً بمنطقة الربع الخالي وصولاً إلى حميم مروراً بالسراب إلى أم العنز وإلى الرزين ومن ثم الوثبة إلى غربي سويحان وغربي العجبان ومن ثم العشوش والسلم وصولاً إلى القرية العالمية، وأن هذه الفعالية بدأت بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي، من العام 2015، بهدف حفظ الموروث الثقافي في الدولة ومنعه من الاندثار ونقله إلى الأجيال الجديدة”.
وتابع سعادة/ عبدالله حمدان بن دلموك بقوله: “جميع المشاركين، أعربوا عن سعادتهم الشديدة بالمشاركة في الرحلة، حيث تعلم الجميع دروساً وعبراً توارثها المجتمع الإماراتي من ماضي آباءنا وأجدادنا”.
وأضاف: “تعد النسخة الخامسة من رحلة الهجن التي ننظمها سنوياً هي الأطول مسافةً والأكثر تحدياً، حيث قطعنا مسافة قياسية تبلغ 700 كيلو متر على ظهر الجمال، اجتزنا خلالها مصاعب كثيرة وزدنا ساعات الترحال في طرق محفوفة بالمخاطر، إلا أننا تمكنا بفضل الله تعالى من السير وفقاً لخريطة الرحلة التي تم إعدادها بعد الخروج في رحلات استطلاعية مسبقة لتقصي الطريق الذي سنسلكه، واضعين بالاعتبار أنها تجربة تحاكي تجارب الماضي، وللتعلم ومعرفة كم عانى أجدادنا وآباؤنا في سبيل العيش ومواجهة كافة الصعاب، ومن ثم كان لزاماً علينا أن نتحدى الصعاب لنعيد إحياء ثقافة تراثية تفيد المشاركين في هذه الرحلة”.
وأضاف ابن دلموك بقوله: “حققنا رقماً قياسياً، حيث ولأول مرة قطعنا أكثر من 70 كيلو متر على ظهر الجمال في 10 ساعات فقط، ويعتبر اجتياز هذه المسافة في أقل من يوم رقماً قياسياً في الوقت الحالي وليس من السهل تحقيقه”.
وأضاف الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “تعد هذه الرحلة من صميم عملنا في المركز، فنحن نركز على التراث وكل ما من شأنه تعزيز الهوية الوطنية والتراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تعد الجمال من أهم عناصرها، حيث كانت وسيلة النقل الوحيدة في الصحراء قديماً، ومن واجبنا أن نتعمق في الوصول إلى أسرار الجمال، وبالفعل تعرفنا أكثر عليها وتعلمنا كثيراً من هذه الرحلة، وكررنا طريقة عيش أجدادنا وآبائنا لنفهم هذه الموروثات بشكل أكثر عمقاً، وحتى ننقلها للأجيال الجديدة لتحافظ عليها”.
وكانت هند بن دميثان، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، في استقبال المشاركين في هذه الرحلة السنوية التي باتت تتمتع بشعبية واسعة، وتقدمت بالشكر لجميع المشاركين الذين اعتبرتهم شركاء في المسيرة التي تعزز من الهوية الوطنية وتساهم في نشر التراث الإماراتي العريق.
وأوضحت هند بن دميثان أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، مر على القافلة في منطقة سيح السلم، وأشاد بنجاح فعالية رحلة الهجن وفكرتها الرائعة، كما ثمّن حرص المشاركين على التواجد في الرحلة وخوض المغامرة وما بها من تحديات.
وقالت هند بن دميثان: “نتطلع إلى فتح الباب لعدد أكبر من المواطنين في المستقبل ليستفيدوا من هذه التجربة المثيرة والاستثنائية، التي تهدف للبحث عن ماضٍ غرس الأجداد خطاه في الصحراء المترامية، والبحث كذلك عن معانٍ إنسانية تعزز من طبيعة الإنتماء، إضافة إلى دعم ثقافة التعايش مع الجنسيات الأخرى.
وتابعت بقولها: “الرحلة شهدت مشاركة من مختلف الجنسيات في تنوع ثقافي وحضاري على أرض الإمارات دولة التسامح التي تحتضن الكل دون تفرقة، وقد أعرب الجميع عن سعادتهم البالغة بالمشاركة في هذه الفعالية التي كانت مليئة بالدروس والعبر وقد تعلم المشاركون أموراً رائعة على مدار أيام الرحلة التي بلغت 14 يوماً أبرزها الصبر وتراث الأجداد والآباء في الصحراء، ونحن سعداء بما قدمته الرحلة للمشاركين”.
وفي الختام تم منح شهادات شكر وتقدير لجميع المشاركين في النسخة الخامسة من رحلة الهجن وسط احتفالات وأغاني تراثية لفرحة العودة إلى الديار بسلام وأمان.
فيرناندو دي مارتيني: الرحلة تجسد التقارب الإنساني
أكد فيرناندو دي مارتيني السفير الأرجنتيني لدى الدولة، والذي شارك بالقافلة للعام الثاني على التوالي أن الرحلة جسدت معتقدات كثيرة يؤمن بها وأبرزها التقارب الإنساني والثقافي بين الشعبين الأرجنتيني والإماراتي، وأضاف: “الرحلة منحتني الفرصة للتعرف على البعد الحضاري للدولة بشكل أكثر تعمقاً، حيث تعرفت على جزء من مسيرة الإمارات الأدبية والتراثية والفكرية، وأنا سعيد بالمشاركة التي عايشت خلالها ثقافات مختلفة”.
دينيس أوسترمان: رحلة فريدة
قالت المشاركة الألمانية دينيس أوسترمان: “كانت تجربة مختلفة ورائعة، ابتعدنا خلالها عن حياة المدنية والروتين اليومي الذي نعيشه، والحقيقة أن الرحلة رغم صعوبتها كانت شيقة للغاية، قضيت 14 يوماً أجوب الصحراء، لم أكن أتوقع أن لديّ كل هذه الطاقة والقدرة على الترحال على ظهر الجمال يومياً، عموماً الرحلة تعتبر إنجازاً لم أتوقع تحقيقه، وسعيدة للغاية بهذه التجربة الاستثنائية”.
ورنز: دروس وعبر كثيرة
قال المشارك النمسوي ورنز رورائير إن الرحلة منحته فرصة أكبر للتعرف على طبيعة دولة الإمارات، وأعرب عن سعادته لتعلم دروس كثيرة من هذه التجربة، وتابع بقوله: “قطعنا مسافات شاسعة واستمتعنا بروعة الشروق والغروب، وابتعدنا عن صخب المدينة وتعلمنا الكثير من العبر والدروس، وأشكر القائمين على الرحلة لما بذلوه من جهود كبيرة معنا منذ انطلاق الفعالية”.
وأنهى بقوله: “سأفتقد جميع المشاركين وهذه الرحلة التي ستدوم في الذاكرة، وسأحرص على المشاركة في النسخ المقبلة”.
بشرى: رحلة ولا أروع
قالت المشاركة الجزائرية بشرى إنها تعرفت على معلومات جديدة وتاريخ الدولة التي تتشرف بالعيش فيها، مؤكدة أن الرحلة كانت ممتعة لأبعد حد، وأنها تتمنى الانضمام لها مجدداً.
وقالت: “تعلمت كثيراً، وأتمنى المشاركة لأعوام قادمة، فلطالما تمنيت منذ صغري تعلم ركوب الجمال وحققت حلمي وقضيت أجازة لم أحلم أن تكون بهذه الروعة، فضلاً عن إنها منحتني فرصة لتعلم أمور حياتية مهمة للغاية كالصبر والقدرة على تحمل الطقس بمختلف ظروفه”.