أخبارأخبار عالميةثقافة

قصص ملهمة لحافظات القرآن المشاركات في مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقران الكريم

مع استمرار المنافسات وظهور المستويات القوية

 

دبي الإمارات العربية المتحدة 

سلام محمد 

شهد اليوم الثالث من منافسات مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم في نسختها الخامسة ازياد قوة التنافس بين متسابقاتها الحافظات لكتاب الله، وتقدم الحضور المستشار إبراهيم محمد بو ملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وأعضاء اللجنة المنظمة ، وجمع من الحضور.

افتتحت جلسة الاختبار الثالثة برئاسة فضيلة الشيخ الدكتور علي بن محمد بنعلي عطيف من السعودية، وتولى فضيلة الشيخ أحمد عبد القيوم بن عبد رب النبي من باكستان طرح الاسئلة على المتسابقات، فيما تولى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله محمد الأنصاري من دولة الإمارات العربية المتحدة تصحيح الأخطاء والفتح عليهن.

وقامت لجنة التحكيم باختبار سبعة من حافظات كتاب الله، وهن هاجر بنت شكري بن صالح من تونس وقرأت برواية قالون، وفرح البقالي من المغرب وقرأت برواية ورش، ومريم جاربا من توجو، وعبير مأمون الصيفي من البرازيل، ورشيدة سلي عثمان من النيجر،وحاجة إدريس جالو من سيراليون، وعزيزة صوابره من أوغندا قرأن برواية حفص.

لكلّ متسابقة حافظة قصة تحمل في طيّاتها رحلة من الاجتهاد والتضحية والصعوبات والتحديات، وكذلك الأسرار، وتتضمن قصصهن الكثير من التجارب التي تستحق الاطلاع والانتفاع، لتكون نماذج لكثيرين من محبي القرآن الكريم وأهله.

تذكر الحافظة هاجر بنت شكري بن صالح ممثلة تونس -الطالبة في السنة الثالثة تخصص بيولوجيا طبية للحصول على الإجازة الوطنية- قصتها مع حفظ القرآن متأثّرة بوالدتها وخالتها اللتان رافقتاها في جزء كبير من الرحلة، كيف لا وقد صحبتهما صغيرة بسن الخامسة لتحفظ جزء عم، ثم انتقلت معهما لحلقة أخرى لحفظ سورة البقرة والربع الأول والثاني من القرآن الكريم، وهي صغيرة بسن السادسة ، لتنفصل عنهما بعد ذلك وتنشغل بدراستها لكن الله أراد لها أن تعود لحلقات التحفيظ وتستكمل ما بدأته، وتسجّل في أكاديمية تحفّظ القرآن الكريم كاملا في ست سنوات، حيث ختمت القرآن الكريم وهي بعمر السابعة عشر ، قالت هاجر: لم أكن أعرف قيمة ما أقوم به إلا قبيل ختمي للقرآن الكريم؛أي: عندما كنت في الخامسة عشر، لقد كنت أستشعر بركة القرآن في حياتي لما كنت أراه من تحقّق حتى الأمور الدنيوية المستحيلة في نظري، ولما مررت به من صعوبات حياتية كنت أتقوى فيها بصبر أيوب عليه السلام لأتجاوزها، ولا زلت أرى عجائب بركة كتاب الله حتى الآن، ويكفي أني كنت أتمنى المشاركة في هذه المسابقة منذ سنة 2018م، لكني كنت وقتها أحضّر للشهادة الجامعية فلم أتمكّن من الاستعداد لها، وفي السنة التالية حضّرت لها لكني لم أوفّق للمشاركة، وشاركت فيها صديقتي فاطمة، وفي السنة الثالثة عندما تقرّراختياري فوجئت بجائحة كورونا، ولكن الحمد لله أن وفّقت وتيسّرت لي المشاركة هذه السنة بعد رحلة انتظار طويلة، وصبر كبير، أوتيت ثماره الآن، وأنا أنتظر لحظة اعتلاء منصتها للاختبار ، وأضافت: شاركت في مسابقات محلية ووطنية كثيرة، وهذه أول مسابقة دولية أشارك فيها، وإني أتقدم بالشكر لكلّ القائمين على هذه المسابقة والجائزة من قريب وبعيد،وأسأل الله أن يجزيهم عنّا كلّ خير، كما أشكر الشيخة فاطمة على اهتمامها وبذلها خدمة لكتاب الله ولحافظاته من بنات المسلمين.

أمّا الحافظة فرح البقالي ممثلة المغرب فهي طالبة جامعية في السنة الثالثة من تخصص القانون فبدأت طريق حفظها صغيرة بسن السابعة في مؤخرة صفوف حلقات تحفيظ الرجال في الكتّاب، ذلك أنّ والدها كان يحفّظ الرجال، وكان يأخذها مع أختها ويجلسهما في آخر الصف للحفظ، وبعدها بدأت النساء في الحضور حتى زاد العدد ففتحوا طابقًا كاملا لتحفيظ النساء، وكان التحفيظ عبارة عن تلقين ثم استظهار، وخصّص يوم في الأسبوع للقواعد ما بين العصر والظهر، أمّا فترة ما بين المغرب والعشاء فلتثبيت المحفوظ ، وأضافت فرح: بعد أن ختمت في سن التاسعة بدأت الحفظ مع والدي بالكتّاب منذ كان عمري عشر سنوات، وبقيت كذلك قرابة التسع سنوات لأنتقل بعدها إلى مدينة الرباط لمتابعة دراستي بالجامعة، وهناك بدأت التحفيظ في إحدى الجمعيات كمحفظة، وفي عطلة الأسبوع كنت أعود لمدينتي (الخميسات) لأحفّظ في الكتّاب ، لديّ ثلاثة إخوة يحفظون كتاب الله، وشاركت في مسابقات قرآنية محلية ودولية، أذكر منها: مسابقة الأردن سنة 2011م، ومسابقة تحبير في دولة الإمارات سنة 2018م، ومسابقة الجزائر سنة2019م ، وبين الحفظ والتحفيظ والمشاركة في المسابقات القرآنية وجدت أن القرآن أصبح كل حياتي، وإني أحس أني لا أستطيع العيش دونه، فهو المتنفّس، وهو الرفيق، وهو الملجأ إذا كنت سعيدة أو حزينة، لقد وجدت في القرآن كل ما يمكن أن أبحث عنه في أحد، وفي الختام أشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم مؤسس هذه المسابقة القرآنية المخصصة للإناث، وادعو لسمو الشيخة فاطمة على دعمها ورعايتها لحفظة كتاب الله، كما أشكر اللجنة المنظمة وطاقم الإعلام، ولجنة التحكيم، وكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة المتميزة.

فيما قالت المتسابقة عبير مأمون الصيفي ممثلة البرازيل ذات الأصول اللبنانية إنّ مشاركتها في هذه المسابقة هو امتداد لرحلة من التحدي، وقصة جمعت بين الضعف والقوة، وتنافس جسّد جمال علاقة الحافظ بالمحفّظ، ذلك أنها حفظت القرآن الكريم على يد إحدى متسابقات مسابقة الشيخة فاطمة في دوراتها السابقة التي كانت إحدى قريباتها، وهي من شجعتها على الحفظ وعلى المشاركة في هذه المسابقة، تقول عبير البالغة من العمر ثمانية عشر ربيعًا: بدأت حفظ القرآن الكريم بسن الرابعة عشر، وختمته في ثلاث سنوات، وأذكر أني كنت أحفظ في مجموعة، وكنت أضعفهم، وبعد مدة كنت أرى فيها اجتهادهم، وكيف يتقدمون في الحفظ، قررت أن أشد همتي وأحفظ وأصير مثلهم، وبعد أن كنت أحفظ نصف الصفحة في اليوم، وصلت إلى حفظ عشر صفحات في اليوم بفضل الله، نصيحتي لكل من تحفظ القرآن أن تبدأ بالقليل وتزيد، لأنه سيأتي الفتح في الأخير،وستتيسّر حياتك، لأنّ القرآن سيفتح لك الباب، ويقودك إلى الطريق الصحيح ، أمّا كلمتي: فإني سعيدة بهذه المشاركة التي تحسّ فيها بأنك مهم جدًّا، وأنّ حافظ القرآن الكريم مرحّب به، ومهتمّ به أشدّ الاهتمام.

وذكرت المتسابقة حاجة إدريس جالو ممثلة سيراليون أنها حصلت على الثانوية العامة ،وبدأت حفظ القرآن الكريم بسن السابعة وختمته في الرابعة عشر، شاركت في مسابقات محلية في بلدها، وهذه أول مسابقة دولية تشارك فيها، وقالت حاجة: أنصح الجميع بأن يتحلّوا بالشجاعة ويُقدموا على حفظ القرآن الكريم، وأن يكون ذلك هدفهم في الحياة، لأنّ فيه سعادتهم ، كما أقول لهم: أحبّوا القرآن، فقد بدأت حفظه في المركز وكنت أحفظ وأفهم القليل ممّا أحفظ لأني لا أجيد اللغة العربية، لكني لما أحببته صرت أجتهد لقراءة تفسيره باللغة الفرنسية حتى أفهمه أكثر، لأني أعرف أن حفظي له سيحقق لي السعادة في الدارين، وهذا يحتاج إلى حب واجتهاد وتضحية، وأذكر أني ما كنت أحب الأكل كثيرا لأني كنت عندما آكل كثيرا لا أستطيع أن أحفظ وأقرأ كثيرا، فقللت من الأكل حتى أزيد كمية قراءتي وحفظي للقرآن، كما كنت لا أنام وكنت أسهر لأحفظ وأثبّت ما حفظت ، وكل هذا كان يشعرني بالسعادة، والحمد لله أني أشارك في هذه المسابقة التي أشكر مؤسّسها وراعيتها وأدعو الله أن يرزقهما الله الفردوس الأعلى يوم لا ينفع مال ولا بنون، كما أشكر والديّ اللذين ساعداني وشجّعاني على حفظ القرآن الكريم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى