كاتبتان من الكويت وساحل العاج تستكشفان منابع السعادة في الحياة والكتابة
خلال جلسة ضمن "الشارقة القرائي للطفل 12"
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
في محاولة للبحث عن جواب للسؤال الدائم الذي يطرحه البشر في كل العصور، حول أسرار السعادة ومن أين تنبع، استضافت فعاليات الدورة الـ 12 من “مهرجان الشارقة القرائي للطفل”، في جلسة حوارية بعنوان “صناعة السعادة”، الكاتبة ورائدة الأعمال سوادي مارتن، من ساحل العاج، التي تعد من الشخصيات المؤثرة التي تسهم في تشكيل الرأي العام في إفريقيا، والكاتبة الكويتية من أصل فلسطيني هدى الشوا قدومي، الحاصلة على جائزة الشيخ زايد للكتاب في مجال أدب الطفل، عن كتابها “رحلة الطيور إلى جبل قاف”.
وحول موضوع الجلسة، التي أدارتها مقدمة البرامج الإذاعية سالي موسى، قالت سوادي مارتن: “صناعة السعادة تبدأ من داخل الإنسان، ومن خلال المهارات التي يكتسبها لبناء حياة سعيدة في الواقع”، مضيفة أنها تركز في كتبها على جعل الأطفال يرون أنفسهم في القصص، لأنها لا تحبذ أن يجد الأطفال أنفسهم غير مرئيين في الأعمال الأدبية التي يقرؤونها.
وأكدت مارتن أن الشعور بالسعادة قد يولد من خلال مشاركة القيم والأفكار، وأن هذا الشعور يتصل كذلك بخصوصية المجتمعات، واستشهدت على ذلك بوجود شعوب قد تصنف بأنها فقيرة، لكنها تمتلك فائضاً من السعادة تكتسبه من آليات العمل والحياة التي تحقق نوعاً من الازدهار والمرح والكثير من الحكمة.
من جهتها، قالت الكاتبة هدى الشوا قدومي إن السعادة تتحقق بوجود صلات بين البشر، وأن لهذه الفكرة مرجعية في التراث الصوفي الإسلامي، كما في رؤى ابن عربي، ما يعني أن الخلاص ليس فردياً بقدر ما يكون جماعياً من خلال التشارك في صناعة السعادة وما يؤدي إليها.
وحول جديد أدب الأطفال في العالم العربي، قالت هدى الشوا أن حجم كتب الأطفال التي كانت تضم قصصاً مترجمة من ثقافات أخرى قد تضاءل، لصالح أدب أطفال عربي يغترف من المورث، وينتج لوحات قصصية للأطفال تنقل لهم نماذج محلية لأبطال من ثقافتهم.
وأضافت: “إن أطفالنا اليوم بحاجة إلى استعادة شخصيات تنتمي لحضارتنا العربية والإسلامية، وإلى أبطال خارقين لهم مرجعية ثقافية من تراثنا الأدبي”. وتحدثت عن تجربتها في هذا المنحى من خلال كتابها “رحلة الطيور إلى جبل قاف”، الذي استوحته من المنظومة الشعرية “منطق الطير” للشاعر الصوفي فريد الدين العطار الذي عاش خلال القرن الثاني عشر الميلادي.
وختمت قدومي مشاركتها في الجلسة بالتأكيد على أهمية استعادة حضور اللغة العربية في المدراس، وإعادة الأهمية إلى حصة العربية باعتبارها ليست مجرد قواعد وكلمات، بل لغة ثقافة وفكر وتعبير أدبي وقراءة، مشيدة بـ “مهرجان الشارقة القرائي للطفل”، الذي رأت فيه نموذجاً مضيئاً لتمكين اللغة العربية من خلال تشجيع دور النشر المتخصصة بإنتاج كتب الأطفال.