مؤشر القوة الناعمة الإماراتية والتأثير الاستراتيجي العالمي
طالب غلوم طالب كاتب إماراتي
تحصد دولة الإمارات ثمار رؤية القيادة الرشيدة التي أعطت التعليمات والتوجيهات بتشكيل مجلس القوة الناعمة وما استتبعها من إطلاق (استراتيجية القوة الناعمة) في عام 2017م، تلك الاستراتيجية التي استهدفت تشكيل منظومة عمل وطنية شاملة تعمل على ضمان تعزيز سمعة دولة الإمارات إقليمياً ودولياً، وترسيخ مكانتها كقوة إنسانية و حضارية واقتصادية وثقافية ، وترسيخ محبتها وسط جميع شعوب العالم حيث أطلقت مؤسسة (براند فايننس) البريطانية، بالشراكة مع جامعة أكسفورد تقرير مؤشر القوة الناعمة العالمي وجاء هذا التقرير من خلال استفتاء (55) ألف فرد تقريباً من شتى أنحاء العالم ،وفيه احتلت الإمارات المرتبة الأولى اقليمياً ، والـمرتبة الــ 18 عالمياً في مؤشر القوة الناعمة. حيث يعكس التقرير، نجاح الجهود الدولية المبذولة من دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسساتها لتعزيز سمعتها الإيجابية إعلامياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً ، إلى أن احتلت مكانة متميزة على الساحة الدولية . فالقوة الناعمة الإماراتية أصبحت ركيزة أساسية في محاور تطوير الممكنات المتاحة للنمو، وترسيخ اقتصاد المستقبل الذي يعتمد على المعرفة والابتكار ، وتم تقييم الدول في هذا التقرير بناءً على عشرة معايير أساسية هي : التأثير العالمي الملحوظ للدولة، وسمعة الدولة، والثقافة والتراث فيها ، والحوكمة ، والشعوب والقيم،.والمعرفة العامة بالدولة، والتعليم والعلوم، والعلاقات الدولية، والإعلام والاتصال، والأعمال والتجارة ، وحظي عنصر التأثير العالمي بنصيب الأسد في تقييم دولة الإمارات بواقع 30% من إجمالي القوة الناعمة، فيما نال معيارا سمعة الدولة والمعرفة العامة بها نسبة 10% من التقييم لكل منهما، وتوزعت الـ50% الأخرى على باقي المعايير. يتزامن هذا مع تقرير «الحالة الرقمية» لرصد أوضاع الرقمنة ومستويات انتشار تقنيات الرقمية الحديثة الصادر عن “هوتسويت” الصادر نهاية يناير 2020م ، حيث تصدرت الإمارات المرتبة الأولي عالمياً في 6 قطاعات رقمية، وفي استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكفاءة الحكومة في تغطية شبكة الهاتف النقال ليؤكدان التقريران تصدر دولة الإمارات وتمتعها بميزة تنافسية عالمية . وتأتي هذه المرتبة العالمية من حيث القوة الناعمة نتيجة للعديد من الأسباب منها : انتهاج سياسات ” اللامستحيل” التى أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم – رعاه الله- إضافة إلى الدور الذي تقوم به الدولة كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية على مستوى دول العالم مقارنة بدخلها القومي، عن طريق إعادة توجيه برنامجها للمساعدات الخارجية بهدف توافقها مع أهداف التنمية المستدامة ويتجلى هذا توخي الدقة في تحديد الأقاليم الجغرافية والقضايا الملحة التي هي بأمس الحاجة للمنح والمساعجدات التنموية ، وهذه المرتبة التي حققتها دولة الإمارات إنما تشير إلى إنضمام دولة الإمارات رسمياً إلى (نادي الكبار) في مستوى تأثيرها الاستراتيجي العالمي ، إضافة إلى ضخ الاستثمارات الإماراتية في مختلف دول العالم والتي تعتبر داعمة لاقتصاديات تلك الدول وليست استثمارات مضاربات أو أموالاً ساخنة تهدف لإفساد الأسواق. ومؤخرا في وباء كورونا العالمي ضربت دولة الامارات العربية المتحدة أروع مثال انساني عندما تكفل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد أبوظبي بحل مشكلة العرب العالقين في الصين وجلبهم الى دولة الامارات العربية المتحدة وتحديدا الى العاصمة أبوظبي ومعالجتهم وفحصهم من الوباء في مدينة الامارات الانسانية وكذلك تدخل سموه لحل اشكالية المواطنين الكوريين الجنوبين العالقين في ايران فكل هذا يعزز قوة ودور سمعة القوة الاماراتية عالميا .