متجر الكتب في ندوة الثقافة والعلوم
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
احتفاء بشهر القراءة عقدت ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع صالون المنتدى جلسة نقاشية للفيلم البريطاني “متجر الكتب” سيناريو وإخراج إيزابيل كوكسيت عن رواية بينلوبي فيتزجيرالد، وحضر النقاش علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة وعائشة سلطان عضو مجلس الإدارة ود. نادية بوهناد ود. أمل صقر وزينة الشامي وميرة القاسم وتيسير ونادر مكانسي وأحمد علي ونخبة من المهتمين.
ذكرت عائشة سلطان أن الفيلم يتناول الصدام بين القديم والجديد والمصالح وحملي الأحلام وقامعيها، والفيلم تم تصويره في مدينة ساحلية في بريطانيا في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، ويتضمن إشارات مختلفة لتلك المرحلة التاريخية ولأنواع من الكتب تمثل إسقاطات على الواقع، حيث تقرر بطلة الفيلم وهي أرملة أن تفتتح متجر كتب لأول مرة في تلك المنطقة النائية، لكنها تصطدم باعتراض وحرب خفية من سكان البلدة لوأد المشروع الحلم لتعارضه مع مصالحهم، ويستعرض الفيلم تلك النماذج من السكان بشكل سلسل وعميق.
وأكد على عبيد أن الفيلم يوجه رسالة بعدم الاستهانة بأي فرد في المجتمع فمن خلال طفلة صغيرة استطاعت أن تشفي غليلها من الذين تسببوا بإغلاق المكتبة وإحباط كافة محاولات البقاء عليها، وما توقف عنده هو عدم تفاعل سكان القرية مع بقاء متجر الكتب رغم استفادتهم من وجوده.
وأشارت د. نادية بوهناد إلى أنه من الممكن أن يحارب الحلم إما بسبب أفكار بالية أو قوانين وضعية في المجتمع، أنه أحياناً المرأة تحارب المرأة رغباً في الانتقام والتسلط، ولازال هناك من يحارب الأفكار الجديدة لمجرد اختلافها عن المألوف.
وركزت تيسير على أن الحوار بين شخصيات الفيلم مميز وهناك الكثير من المقولات العمية التي تترك أثرها، وقد كان الحوار غني.
وذكرت د. أمل صقر أن الفيلم يؤكد انتماءه للمجتمع البريطاني بكل طبقاته، سواء البقة الأرستقراطية بنفوذها وكيف يفصل القانون أحياناً لصالحها، والطبقة العاملة باستسلامها وسكونها، والعادات والتقاليد في وجه التغيير باعتبار أن الثقافة البريطانية ثقافة محافظة تتمسك بالموروث، ودائما ما يقابل التغيير هناك برفض مجتمعي وخاصة في تلك المرحلة التي اتسمت بالقتامة وضبابية المشاهد نتيجة ما يعكس حال المجتمع بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وأكدت زينة الشامي أن ما حققته الطفلة كريستين في الفيلم هو نوع من الانتصار على الظلم وامتداد لتحقق الحلم واستمرارية الأمل. وأن خوف الطبقات العليا من أصحاب المصالح أو المحافظين على التقاليد هو خوف من النص والمقروء والفكر وأنه إذا أردنا وعياً حقيقياً فعلينا بالكتاب.
وأن البطلة الموازية في الفيلم تلك الطفلة الصغيرة ذات الشخصية والقوية والتي انتقمت لصاحبة المكتبة خصوصاً بعدما تقربت منها ومن الكتب والقراءة وأصبحت امتداد لها.
ورأى أحمد علي أن الفيلم يركز على محاربة الفكر والتغيير والوعي.
وخلص نادر مكانسي إلى أن أصحاب النفوذ يتمكنون من السيطرة على أي محاولات للنجاح والتحقق طالما يتعارض هذا التحقق مع رغباتهم أو رؤيتهم، سواء باستغلال القانون أو الواسطة لعمل قانون جديد يمنع استمرارية ذلك المشروع.
وأجمع الحضور على دور القوانين الوضعية في بعض الأحيان في تدمير المجتمع وعادة ما يكون دافع التدمير مغلف بالنوايا الحسنة، وأن نشر العلم والمعرفة والفكر لابد وأن يحارب في كل العصور، ورغم انتصار الظلم والنفوذ كنت متوقعه إلا أن هناك أمل في تحقيق حلم التغيير ونشر الفكر والمعرفة حتى ولو بعد فترة على يد الأجيال الجديدة من خلال التعليم والقدوة الحسنة.