مسابقة الشيخة فاطمة مبارك تستمر لليوم الثالث وتشهد منافسة قوية بين المشاركات
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
استمرت منافسات مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم في دورتها الخامسة والتى تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في قاعة ندوة الثقافة والعلوم بدبي بحضور سعادة المستشار ابراهيم محمد بوملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم واعضاء اللجنة المنظمة وجمهور من الحضور من متابعي المسابقات القرانية .
وتقدمت للتلاوة امام لجنة الاختبار كل من سعدية عمر أبكر من الكاميرون وحنيفه عبد الناصر معلم أحمد من المملكة المتحدة وآسية علي أحمد من نيجيريا وايمان أحمد محمد أبوعليقه من الأردن ومنى عبدي فاتار عبدي فرح من كينيا وأميرة عدنان من جمهورية القمر المتحدة وكانت مستويات الحفظ لدى متسابقات اليوم الثاني متميزة وفي لقاء مع بعض المشاركات في المسابقة قالت المتسابقة رويدة قاسم محمد ممثلة الولايات المتحدة: حصلت على الباكالوريوس في الهندسة هذه السنة ولدت ونشأت في الولايات المتحدة، وهناك بدأت حفظ القرآن الكريم بسن الحادية عشر، وختمته بعمر السابعة عشر، لا يحفظ والداي القرآن الكريم لكنهما حرصا على تحفيظي مع إخوتي الستة القرآن الكريم، فكلنا في البيت حفاظ لكتاب الله والحمد لله وتابعت: لقد تأثّرت بشيخي كثيرًا خلال مسيرة حفظي، وأعجبت بجمال صوته وطريقة قراءته، ولعلّه الشيء الذي كان يشدّني لحفظ القرآن، فقد بدأت الحفظ صغيرة، وكنت أحبّ تقليده ، نسمع كثيرًا عن مسابقة الشيخة فاطمة، وقد جئت ليس فقط للمشاركة بل للفوز، لذلك أدعو الله أن يوفّقني ويكتب لي النجاح والتوفيق بإذن الله.
أمّا ممثلة الفلبين ناصورة حمود سوماعيل فقد أعربت عن فائق سعادتها التي كانت واضحة من صوتها ونبرته- بمشاركتها في هذه المسابقة التي تعتبر انتصارًا جديدًا يضاف لانتصاراتها على ظروف حياتها، كيف لا وقد بدأت مسيرة رحلتها متنقّلة بين مراكزالأيام في بلدها، لا تحلم فيها إلا بحفظ القرآن الكريم، واستكمال الدراسة للتخصّص فيه ، وهي حاليًّا طالبة في الجامعة القاسمية بإمارة الشارقة في السنة الثانية تخصّص قرآن كريم، وعن رحلتها حتى مشاركتها في هذه المسابقة قالت: كبرت في مركز الأيتام، ومن حسن حظي أن كان المركز الذي وضعت فيه هو عبارة عن مؤسسة خيرية أنشئت لرعاية الأيتام، وتقوم بتحفيظ أهم المتون العلمية من كتاب الأشبال، وكتاب التوحيد، والتفسير،والعقيدة، وغيرها من الكتب العلمية ، ومن هنا جاءت فكرة حفظ القرآن الكريم، إلا أن هذا المركز لا يقوم بتحفيظ القرآن كاملا، وبسبب الظروف هاجرنا ونقلونا إلى مركز آخر كانت فيه حلقات تحفيظ، فكنت أرى البنات وهنّ يحفظن إلا أني لم أستطع الحفظ معهن لأنهم أعادوني إلى المركز الذي كنت فيه بعد فترة ، وبقيت أدعو الله أن يعيدني إلى ذلك المركز الذي يحفظون فيه القرآن، ومر ّزمن ثم استجاب الله لي وعدت إلى المركز وسجّلت فيه، وحفظت عشرين جزءًا، ثم انتقلت إلى مركز ايتام آخر، وهناك أكملت حفظ بقية القرآن الكريم، وخلال هذه الفترة كنت أدرس الدراسة العامة إلى جانب حفظ المتون العلمية وحفظ القرآن الكريم ، وهذه أول مسابقة دولية أشارك فيها وأضافت: مررت بصعوبات كثيرة في حياتي لعل أهمها عندما كنت صغيرة، وكنت أريد الدراسة في مركز يعدّ أهم وأجمل مركز لتحفيظ القرآن الكريم داخل الفلبين لكني لم أتمكّن من ذلك رغم أني كنت أسجل وأحضر المقابلة إلاأني كيتيمة لم أجد شخصًا يكفلني، ويدفع رسوم التسجيل في ذلك المركز، وفي كل مرة أحاول وأفشل أبقى أبكي لأيام حتى ختمت حفظ القرآن الكريم، ولكني تخرجت مع دفعة لبنات اللواتي حفظن في ذلك المركز، فقلت في نفسي حينها: إني لم أتمّكن من الدخول إلى هذا المركز والحفظ فيه لكنّ الله منّ عليّ بأن جعلني أتخرّج مع طالباته، فصرت واحدة من طالباته بتخرجي منه، حتى أني كنت أردد للبنات معي (اشكروا الله لأني تمنيّت المكان الذي كنتنّ فيه ولم أستطع). تطمح ناصورة لإكمال دراساتها العليا والعودة إلى بلدها لتعلّم فيه ما تعلّمته هنا، بل تحلم أن تكون معلمة في المركز الذي كانت تحلم أن تتعلّم فيه القرآن الكريم، كما تشكر جائزة دبي على إتاحة الفرصة للمقيمات من الحافظات على المشاركة في هذه المسابقة التي تعدّ حلم كل حافظة لكتاب الله.
وقالت المتسابقة فريال أحمد عمر مصباح تنيره ممثلة فلسطين إنها طالبة في السنة الرابعة في تخصص الاقتصاد والإدارة بالجامعة القاسمية، وبدأت الحفظ بعمر السابعة وختمت بعمر الخامسة عشر، وأضافت: أنتمي بفضل الله تعالى إلى أسرة حافظة، فوالدي حافظ واعتدت أن أراه يختم كل فترة، ووالدتي مجازة بالقراءات العشر، وإخوتي الثلاثة من الحفظة، وعلى هذا كان للجو الأسري أثر في نفسي، لا سيما أني أصغر من في البيت، فكنت عندما أرى الجميع عاكفًا على القرآن، أخجل من نفسي وأشحذ من همتي لما أراه فيهم من اجتهاد حتى أنّ أمي تمتحنني كلّ يوم، وكانت طريقتها أن أسرد كلّ جزء خمس مرات، إضافة لامتحاني اليومي حتى أتغلّب على رهبة الاختبار، ولا يكون حفظي مجرد سرد أستصعب بعده معرفة مواضع الآيات وترتيبها ، هذا إضافة إلى محفّظتي التي كانت مصرّة على تثبيتي لما حفظت حتى أنتقل لمرحلة المشاركة في المسابقات ، وهذه المسابقة أول مسابقة قرآنية أشارك فيها، إذ لم أشارك في مسابقات قرآنية سابقًا ، وقالت: قبل المجيء بساعة واحدة كاد التوتر والضغط أن يؤثّر عليّ وأنسحب، فما كنت أتخيّل أني سأشارك في هذه المسابقة، حتى أني سجلت ثم سحبت ثم عدت للتسجيل مرة أخرى لرهبة الموقف، والتوتر والقلق، لا سيما أني مررت بمرحلة كنت لا أستطيع فيها أن أقرأ آيتين، ولم يُعدني للقرآن والحفظ إلا الدعاء والبكاء والتضرع إلى الله تعالى، ثم البيئة الأسرية التي أخذت بيدي حتى بلغت ما بلغت الآن ، لذلك أطمح للاستمرار في تحفيظ القرآن الكريم للبنات الصغار، هذا العمل الذي أقوم به الآن إضافة إلى دراستي على أن أعتمد على أسلوب التيسير، وتحفيظ القليل مع تحبيب الحافظة فيما تحفظ، لأنّ الإقبال على القرآن يجب أن يكون من القلب وليس بالقوة ، وأنصح الجميع بأن يجعلوا الإسلام أسلوب حياة،وليس أسلوب عبادات، ويجعلوا القرآن ملجأ في أحزانهم، إذ ليس لهم غيره ، وختمت فريال حديثها قائلة: أشكر جائزة دبي على هذه الفرصة الكبيرة التي تقدّمها للعالم، شكرًا وللشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على رعايته لهذه المسابقة، ولكل المسؤولين عنها.
أمّا ممثلة الهند المتسابقة صالحة بايكا بنت العشرين ربيعًا، فقالت إنها درست في الهند حتى العاشرة من عمرها ثم جاءت مع والدها إلى الإمارات للإقامة، فسجلت بمركز بلال بن رباح لتحفيظ القرآن الكريم في دبي، وفيه حفظت القرآن الكريم وختمته، شجّعها والداهاعلى الحفظ، يدرس إخوتها الكبار التفسير في الهند، وتحفظ هي وأختها هنا القرآن الكريم، وأضافت: هذه أول مسابقة دولية أشارك فيها، وقد كان أبي يراها ويتابعها، ولما رأى الإعلان عنها سارع للسؤال عن كيفية الترشيح، وأخذني وامتحنت ونجحت، وها أنا الآن أشارك في أهم مسابقة قرآنية في العالم الإسلامي، وقد كانت الأسئلة سهلة لكني كنت خائفة، وهذا ما جعلني أرتبك ، أتمنى التوفيق والنجاح لي لجميع المتسابقات المشاركات ولجميع القائمين على هذه المسابقة.