مستويات متميزة من الحفظة في اليوم الثالث لمسابقة دبي الدولية للقرآن
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
استمرت تصفيات مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الرابعة والعشرين (دورة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رحمه الله) في يومها الثالث، وبحضور المستشار إبراهيم محمد بوملحه رئيس اللجنة المنظمة للجائزة وجمع من متابعي الفعاليات القرآنية، افتتحت الامسية بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ وليد المرزوقي من دولة الإمارات العربية المتحدة ، ثم قام فضيلة الشيخ الدكتور سالم محمد الدوبي رئيس لجنة التحكيم للمسابقة بدعوة متسابقي اليوم الثالث ، وهم: عبد الرحمن إبراهيم نظمي وادي من فلسطين ، وسُلَيت هشام من أوغندا، ومحمد مارا من عينيا كوناكري، وجميل أحمد جاهر الدين من بنجلاديش. وتولى فضيلة الشيخ الدكتور صلاح محمود محمد الصغير عضو لجنة التحكيم طرح الاسئلة القرآنية على المتسابقين، كما تولى الفتح عليهم ، وكانت فعاليات اليوم برعاية كل من : غرفة دبي، ومجموعة فلورا للفنادق، والصكوك الوطنية .
قمنا باجراء حوار مع متسابقي اليوم الثالث، وذكر المتسابق عبد الرحمن إبراهيم نظمي وادي من فلسطين، والبالغ من العمر خمسة عشر سنة، إنه طالب بالصف التاسع، بدأ حفظ القرآن الكريم بسن الرابعة على يد والدته، ثم انتقل إلى حلقات التحفيظ في مركز لتحفيظ القرآن الكريم بإمارة عجمان وختمه بسن التاسعة ، شجّعه والداه الحافظان على حفظ القرآن الكريم، ولديه ستة من الإخوة يوشكون على ختمه، سبق أن شارك في مسابقات محلية في أجزاء من القرآن الكريم، ولكن مسابقة دبي تعدّ أول مسابقة دولية له في القرآن كاملا ، وأضاف: كنت أحفظ صفحة واحدة في اليوم، ولكنني في آخر يوم حفظت جزئين في يوم واحد، وكانا جزئَي البقرة، لشدة حماسي ورغبتي في أن أختم القرآن، حتى أن والدتي لم تكن بالبيت وكان لديها دورة شرعية وتركتني عند خالتي، وعندما عادت لأخذي وجدتني ختمت وأنهيت الجزئين في ذلك اليوم، ففوجئت وسعدت كثيرا ، إنّ في القرآن سعادتي، واليوم الذي يمر فيه دون أن أراجع أو أقرأ وردي، أحس فيه أن اليوم ينقصه شيء ما، كنت أتابع فعاليات هذه المسابقة في دوراتها السابقة، وأحمد الله أني اليوم مشارك فيها، فالشكر لله سبحانه ثم للقائمين على هذه الجائزة المباركة ولاشك ان جهودا كبيرا بذلت من قبلهم لاستمرار اقامة هذه المسابقة الدولية رغم كل التحديات التي يمر بها العالم اليوم، بسبب جائحة كورونا، شكرا لهم على هذا الإنجاز الكبير في مثل هذه الأوضاع الصعبة، وجزاكم الله خيرا كثيرا .
أمّا المتسابق سُلَيت هشام من أوغندا، فهو طالب بجامعة القاسمية، جاء منذ ثلاث سنوات لدولة الإمارات لاستكمال دراسته، في تخصص القرآن الكريم، وذكر أنه بدأ حفظ القرآن الكريم على يد والده المحفظ وهو ابن ست سنوات، وختمه بسن الخامسة عشر، استطاع أن يجمع بين حفظ القرآن الكريم في المسجد، والدراسة الأكاديمية، والدراسة الدينية، سبق أن شارك في مسابقة القاسمية في عشرين جزءًا، وحصل على المركز الثاني، وهذه ثاني مشاركة في مسابقة قرآنية، وأول مشاركة في مسابقة دولية في القرآن كاملا ، أعرب سُليت عن سعادته بهذه المشاركة التي كان يتابع فعالياتها على التلفاز، ومنذ أن سمع بأنّ المشاركة لهذه السنة ستكون للمقيمين بدولة الإمارات سعى جاهدا للمشاركة فيها بالتواصل مع الجائزة والمسؤولين في بلده للتسجيل والانضمام إليها ، وأضاف: واجهتني صعوبات كثيرة عندما كنت أحفظ القرآن، كان أهمها الجمع بين الدراسة والحفظ والدروس الدينية، لكنها صعوبات لا تذكر أمام ما حصلت عليه من خير وفضل منذ بدأت حفظ القرآن الكريم، من إمامة صلاة التراويح في المساجد إلى حصولي على المنحة الدراسة في جامعة القاسمية ، إلى حب الناس لي ، أتقدم بالشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة والى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حفظه الله وجميع حكام الإمارات على اهتمامهم بكتاب الله تعالى، وإنّ هذه المسابقة تحثّنا على الحفظ والمراجعة، حتى إذا عدنا إلى بلداننا عدنا وكتاب الله يملأ حياتنا سعادة وتوفيقا ،وإنه من طموحاتي عندما أعود إلى بلدي إنشاء كلية للدراسة القرآنية يستفيد منها ابناء بلدي .
قال المتسابق محمد مارا ممثل غينيا كوناكري، إنه جاء إلى دولة الإمارات منذ سنوات للإمامة في إحدى مساجد عجمان، بدأ حفظ القرآن الكريم بسن الثامنة عشر، وختمه في سنتين ونصف، وأضاف: والداي أميين ، وكل ما أنا فيه من النعم: من تعليم وإمامة وإجادة للغة العربية بفضل الله اولا واخيرا ثم بحفظ لكتاب الله – فكل إخوتي لا يجيدون العربية – بشارة لرؤيا رأتها أمي قبل ولادتي؛ فقد رأت نورا يتبعها في المنام، فقال لها المعبّرون بأنها ستلد ولدا ذكرا يكون عالما في القرآن، فكنت أول واحد في أولادها يهتم باللغة العربية، ويحفظ القرآن الكريم، ولذلك كان العلماء في بلدي يشجعونني لما رأوا فيّ من إقبال على الدين وحفظ للقرآن ، وحتى مشاركتي في هذه المسابقة نعمة من نعم الله تعالى عليّ فقد فوجئت باتصال من إدارة الشؤون الإدارية في غينيا كوناكري يرشحونني للمشاركة، واستغربت، لأني لم أكن أحلم حتى بهذه المسابقة، ولكنهم شجعوني مع بعض الزملاء، فواظبت على المراجعة للمشاركة، فكنت أراجع خمسة أجزاء في اليوم ، وأحمد الله على نعمة القرآن الكريم فهي نعمة كبيرة لا تعد ولا تحصى من نعم الله تعالى، ووجدت بالقرآن ما لم أجده بشيء آخر، ويكفيني ما رزقت من إمامة في بلدي وفي دولة الإمارات بفضل حفظي للقرآن الكريم -وكفى بها نعمة- حفظها الله من كل سوء ، ولا زلت أواظب على طلب العلم، وإني الآن أتعلم القراءات في مجمع القرآن الكريم في الشارقة، وقد انتهيت من رواية وبدأت برواية أخرى ، أسأل الله التوفيق والسداد لي وللعاملين بهذه المسابقة الرائعة .
وذكر المتسابق جميل أحمد جاهر الدين ممثل بنجلاديش، أنه ولد بالإمارات وحفظ القرآن الكريم في حلقات مراكز التحفيظ في مدينة العين، بدأ الحفظ بسن الثالثة عشرة، وختمه في ثلاث سنوات بتشجيع من والديه، شارك في مسابقات محلية كثيرة، ولكن هذه المسابقة أول مسابقة دولية له ، وأضاف: ما كنت أظن أن حفظ القرآن الكريم سيغير حياتي بهذا الشكل، فقد كنت أحفظه فقط، لكن ما شاهدته من تكريم في كل مسابقة قرآنية شاركت فيها، جعلني أغير نظرتي، وشعوري الآن لا يوصف، لأني كنت أتابع المسابقة عبر التلفاز، وشاركت في أغلب المسابقات القرآنية التي تقام في دولة الإمارات إلا أن هذه المسابقة كانت حلمي، فبمجرد أن سُمح للمقيمين بالمشاركة فيها، بسبب الجائحة سارعت لانتهاز الفرصة والتسجيل، فأشكر الجائزة على هذه الفرصة التي أتاحت للمقيمين المشاركة في هذه المسابقة التي يحلم بها كل حافظ لكتاب الله، والحمد لله الذي حقق لي حلمي، وجعلني اعتلى منصة اختبارها التي كنت أراها على التلفاز حلماً صعبا منذ كنت صغيرا فالحمد لله على تحقيق حلمي.