مشاركة غير مسبوقة في “أسبوع النفط الأفريقي” 2021 في دبي
معالي وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات يلقي الكلمة الرئيسة في افتتاح أسبوع النفط الأفريقي 2021 وسلسة طاقة المستقبل: إفريقيا، بحضور وزراء ومسؤولين أفارقة، واليوم الأول يشهد ندوة شارك بها وزراء وكبار الشخصيات لمناقشة أهم قضايا الطاقة الرئيسية قارة أفريقيا
دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
يشهد “أسبوع النفط الأفريقي” الذي يعقد حاليًا في مدينة جميرا في دبي، مشاركة غير مسبوقة وحضورًا رفيع المستوى، حيث شهدت فعاليات اليوم الأول حضور أكثر من 1,500 مشارك من مختلف أنحاء العالم. كما شهد الحدث، الذي يعقد للمرة الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة ويستمر لأربعة أيام، مشاركة 30 رئيس مؤسسة حكومية من قارة أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى وفود رفيعة المستوى تضم مديرين تنفيذيين من بعض أكبر شركات النفط والغاز العالمية، وتستمر فعاليات الأسبوع حتى يوم الخميس 11 نوفمبر الجاري.
تضمن اليوم الأول من “أسبوع النفط الأفريقي” عددًا كبيرًا من الفعاليات والجلسات النقاشية وفرص التواصل، وقد شهدت ندوة حصرية للوزراء وكبار الشخصيات، حضور مجموعة من المعنيين من مختلف أنحاء سلسلة القيمة لقطاع الطاقة، لمناقشة آفاق تنمية الطاقة المستدامة في قارة أفريقيا، بحضور ممثلين عن عدد من المؤسسات الكبرى بما في ذلك الاتحاد الأفريقي، و”أميا باور”، و”إنجي إنرجي أكسس”، و”ذي إيتي”، و”وود ماكينزي”، و”مؤسسة التمويل الأفريقية”، و”مجموعة أبسا”، وغيرها من المؤسسات الرائدة. وقد حضر الندوة 26 وزيرًا من بينهم معالي عائشة غلاديما سوفي، وزيرة البترول والطاقة السنغالية؛ ومعالي توماس كامارا، وزير المناجم والبترول الإيفواري.
كما شهد حفل الافتتاح الرسمي جلسة نقاشية بين نيكولاس تيراز، رئيس قطاع الاستكشاف والإنتاج في شركة توتال للطاقة، في أول مشاركة له منذ توليه منصبه الجديد، حيث حاوره سايمون فلاورز، رئيس مجلس الإدارة وكبير المحللين في “وود مكينزي”، حول مستقبل قطاع التنقيب عن النفط والغاز في أفريقيا. إضافة إلى ذلك، أطلق معالي فافا سانيانغ، وزير الطاقة والنفط في غامبيا، جولة تراخيص مصغرة لمنطقة Block A1 في جمهورية غامبيا.
تعزيز العلاقات التجارية بين الإمارات وأفريقيا
مع وصول استثمارات دولة الإمارات في إفريقيا إلى 5.64 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الأخيرة، فإن “أسبوع النفط الأفريقي” يشكل منصة لدعم التعاون والشراكات المستقبلية التي يمكن أن تسهم في إبرام المزيد من الصفقات الكبرى في قطاع الطاقة. وفي كلمته الرئيسة خلال افتتاح فعاليات الأسبوع، أكد معالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن دولة الإمارات لديها علاقات راسخة وطويلة الأمد مع الدول الأفريقية، مسلطًا الضوء على مكانة الدولة كمركز مالي عالمي ناشئ.
وقال معالي المزروعي: “تعد قارة أفريقيا واحدة من أسرع الاقتصادات نموا في العالم، كما أن التحول الاقتصادي الهائل في قطاع الطاقة في القارة يجعلها مكانًا مثاليًا للاستثمارات من جميع أنحاء العالم، لا سيما دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام. وفي مجال المقارنات المعيارية العالمية، تعد دولة الإمارات رائدة إقليميًا في مجال التنمية الصناعية من خلال الاستخدام الفعال لموارد الطاقة. وفي دولة الإمارات، لدينا اهتمام كبير بالسوق الأفريقية، كما أن هناك اهتمام متبادل من الدول الأفريقية، حيث وقعت أوغندا مؤخرًا صفقات تجارية في عدة قطاعات، بما في ذلك الطاقة المتجددة، خلال إكسبو 2020 دبي. ونحن واثقون أن أسبوع النفط الأفريقي سيوفر منصة لتسهيل المزيد من هذه الاستثمارات وعقد شراكات كبرى بين المستثمرين الدوليين والقطاعين العام والخاص في قارة أفريقيا. وكشريك لدول القارة، فإننا نأمل في تسهيل تدفق رؤوس الأموال التي ستسهم في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.”
وأضاف معالي المزروعي: “شهد قطاع النفط والغاز تقلبات غير مسبوقة منذ بداية عام 2020 بسبب الجائحة، ولكنه يشهد تعافيًا مع انتعاش الاقتصاد العالمي الذي شهد نموًا خلال الربع الثاني من العام الجاري. وفي دولة الإمارات، يُقّدر مصرف الإمارات المركزي أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي للدولة نموًا كبيرًا خلال عام 2022. وقد بات جليًا أن النفط والغاز مصدران مهمان لإمدادات الطاقة الأولية ويؤثران بقوة على النمو الاقتصادي وتنمية القطاع الصناعي.”
من جانبه، قال سعادة السفير ألبرت موشانجا، مفوض الاتحاد الإفريقي للتنمية الاقتصادية والتجارة والصناعة والتعدين: “يأتي تنظيم أسبوع النفط الأفريقي في وقت مهم حيث تتجه جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع الطاقة، نحو التعافي من آثار جائحة كوفيد-19، وقد شهد الاقتصاد الأفريقي تحولاً كبيرًا بسبب هذه الأزمة العالمية. لذا، من الضروري تسريع انتعاش قطاع النفط والقارة بشكل عام. ولتحقيق ذلك، نتطلع إلى عقد شراكات مع مؤسسات ودول ذات خبرات واسعة وراسخة مثل دولة الإمارات، كما نأمل في تطوير سياسات قوية في مجال التجارة لاستقطاب شركاء الطاقة من دولة الإمارات الذين يتطلعون إلى تمويل قطاع الطاقة في أفريقيا، والاستفادة من الإمكانات الهائلة غير المستغلة التي تمتلكها القارة.”
جدول حافل بالفعاليات
على مدى الأيام المقبلة، يتضمن “أسبوع النفط الأفريقي” جدول أعمال حافل بالفعاليات والجلسات النقاشية التي تركز على موضوعات رئيسة مثل التحول الذي يشهده قطاع الطاقة، والحصول على الطاقة، والسياسات واللوائح في السوق، والاقتصاد الأخضر، والممارسات المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG) في قطاع النفط، واستكشاف وتطوير وانتاج النفط والغاز من الحقول البرية، ودور التحول الرقمي والتكنولوجيا في مزيج الطاقة المستقبلي في أفريقيا، والفرص والتحديات التي يشهدها هذا القطاع في مرحلة ما بعد الجائحة، والوصول إلى طاقة نظيفة وتنافسية في أفريقيا، وغير ذلك من موضوعات مهمة.
من جهته، صرح بادي بالديه، نائب المدير التنفيذي ومدير الشؤون الأفريقية في “إيتي” قائلاً: “كان لي شرف إدارة الجلسة النقاشية الوزارية رفيعة المستوى التي شارك فيها عدد من كبار المسؤولين الحكوميين من أفريقيا، حيث تم تبادل الرؤى والخبرات والنتائج بشكل أثار اهتمام الحضور، وبرأيي أن مثل هذه الحوارات، إضافة إلى الشفافية في توفير البيانات والمعلومات، ضرورية لتطور القطاع. ونحن على ثقة من أن نقاشات اليوم ستحفز مزيدًا من التعاون بين الدول الأفريقية ودولة الإمارات وغيرها من دول منطقة الشرق الأوسط.”
وقال بول سنكلير، نائب رئيس الطاقة ومدير العلاقات الحكومية في أسبوع النفط الإفريقي: “من المشجع أن نرى حجم المشاركة الهائلة التي شهدها اليوم الأول من أسبوع النفط الأفريقي، وتؤكد الأرقام أن هناك مستقبلاً واعدًا في ما يتعلق بالتعاون في قطاع الطاقة بين قارة أفريقيا ودولة الإمارات، وقد كان للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به دبي ودورها في استضافة وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات العالمية العامل الأول عند اختيار مكان تنظيم أسبوع النفط الأفريقي 2021. كما أننا ممتنون للدعم الذي قدمه رعاة الحدث الذين لعبوا دورًا أساسيًا في التعريف به وتوسيع انتشاره، بما يسهم في تعزيز القطاع.”
بالإضافة إلى مناقشة تأثير التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز، يوفر “أسبوع النفط الأفريقي” منصة مثالية للخبراء لتصميم خطط اقتصادية لتطوير قطاع الطاقة في قارة أفريقيا، ومساعدة الحكومات والمؤسسات الكبرى على صياغة نهجها نحو تحقيق مستقبل الطاقة النظيفة في القارة، وبالتالي تمكين التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
يبلغ عدد سكان قارة إفريقيا حاليًا 1.2 مليار نسمة، ومن المتوقع أن يزداد عدد السكان بنحو 600 مليون شخص تقل أعمارهم عن 25 عامًا بحلول عام 2050. وتعتمد القارة اقتصاديًا على قطاع الطاقة، وريادة الأعمال، وتوسيع القطاع الخاص، والتصنيع. والتزامًا بتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063، أعلن منظمو أسبوع النفط الأفريقي خلال فعاليات اليوم الأول من المؤتمر عن عقد “قمة أفريقيا للطاقة الخضراء 2022″، والتي ستضاف إلى قائمة الفعاليات القائمة مثل “أسبوع النفط الأفريقي” و”مؤتمر ومعرض الاستثمار التعديني الأفريقي (اندابا). وستركز “قمة أفريقيا للطاقة الخضراء” على تعزيز الاستثمارات في قطاع الطاقة منخفضة الكربون في أفريقيا، من خلال توفير منصة تجمع أبرز المعنيين لتسهيل الابتكار والحوار، ودفع رؤوس الأموا لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في القارة.