معهد المحاسبين القانونيين ICAEW: يمكن لمهنة المحاسبة أن تساعد دولة الإمارات على تحقيق أهداف التنمية المستدامة
دبي الإمارات العربية المتحدة
من سلام محمد
ألقى منتدى “مناقشات أهداف التنمية المستدامة” الذي أقيم مؤخراً خلال القمة العالمية للحكومات في دبي، الضوء على حاجة الحكومات لتسخير الابتكار والتكنولوجيا من أجل تسريع تنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs). وفي هذا الإطار، يقول معهد المحاسبين القانونيين ICAEW – المؤسسة العالمية المتخصصة في المحاسبة والتمويل – إن مهنة المحاسبة يمكنها أيضاً أن تساهم بدور كبير وفعّال في هذا التسارع.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال مايكل آرمسترونغ، المحاسب القانوني المُعتمد والمدير الإقليمي لمعهد المحاسبين القانونيين ICAEW في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا (MEASA): “يحمل عام 2030 أهمية كبيرة حيث أنه الموعد النهائي الذي حددته منظمة الأمم المتحدة لتنفيذ أهدافها الـ 17 للتنمية المستدامة، والتي تهدف بدورها إلى القضاء على الفقر، وحماية كوكب الأرض، وضمان تمتع جميع الشعوب بالسلام والازدهار. وبينما تتسم هذه المهمة بصعوبة بالغة، فإننا نشيد بمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة لإنشاء إطار عمل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتلعب القيادة دوراً جوهرياً في تطوير وإرساء السياسات العامة التي تؤدي إلى بلوغ هذه الأهداف. وتعتبر الإمارات نموذجاً رائعاً على القيادة الطموحة، حيث أن تشكيل لجنة وطنية للتنمية المستدامة يبرز مدى تفاني الدولة والتزامها بالاستدامة.
“ونؤمن أن لمهنة المحاسبة أيضاً دور كبير في المساعدة على تحقيق هذه الأهداف، وخاصة أعضاء معهد المحاسبين القانونيين ICAEW. إن أعضاءنا من المحاسبين المعتمدين يشغلون مناصب عليا في 80% من مجالس إدارة كبريات الشركات ضمن قائمة FTSE 100. ويتيح ذلك فرصة عظيمة للتأثير والقيادة.
“إن التنفيذ الناجح لأهداف التنمية المستدامة سيتطلب من الحكومات والشركات على حد سواء مراجعة التزامها بالتنمية المستدامة على الصعيد العالمي. ونظراً للضغوطات المتنامية التي يفرضها حملة الأسهم فيما يتعلق بالاستدامة، والإفصاح عن المقاييس غير المالية، سيتعيّن على الشركات البدء في قياس أدائها وفق مجموعة أكثر تعقيداً من المؤشرات، من عدم المساواة في الدخل إلى انبعاثات الكربون. ويجب أن يكون المحاسبون المعتمدون قادرين على الارتقاء إلى مستوى هذا التحدي، ومساعدة العملاء على قياس ومراجعة أدائهم الخاص بأهداف التنمية المستدامة.
“في حين أن معظم المحاسبين القانونيين لا يتمتعون بعد بالخبرة المطلوبة للقيام بهذا النوع من العمل، إلا أنهم يستطيعون بالتأكيد تعلم كيفية تطبيق معرفتهم بالتدقيق على أهداف التنمية المستدامة. ولا شك في أن الجيل التالي من المحاسبين سيهتمون أكثر بالاستدامة العالمية. كما أن تعديل منهج التدريب للمحاسبة بما يواكب أهداف الاستدامة، يمنحهم مجالاً واسعاً لوضع الحلول لتحديات التنمية المستدامة، والتأثير على سلوك الشركات نحو الأفضل.
“نحن نرى أن هذا أصبح تطوراً ضرورياً لمهنة المحاسبة، وفرصة عظيمة لرسم ملامح مستقبلنا مع العمل لمصلحة الجمهور العام”