مكتبات الشارقة تسلط الضوء على تحديات التحول السريع للتعليم الرقمي واستراتيجيات زيادة التفاعل
خلال جلسة استضافت الدكتور علي أبو عباس
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
نظّمت مكتبات الشارقة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، جلسة افتراضية استضافت خلالها الدكتور علي أبو عباس، الرئيس التنفيذي ومؤسس مركز التنمية الكندي في كندا، لاستعراض التحديات الناجمة عن التحول السريع إلى التعليم (عن بعد) في المؤسسات التعليميّة ومؤسسات التدريب الخاصة بالشركات.
وسلّطت الجلسة التي عقدت يوم الخميس تحت عنوان “الأساليب الضرورية لتنفيذ استراتيجيات التعلم الإلكتروني بفعالية” الضوء على العديد من الاستراتيجيات الهامة لزيادة التفاعل وأعداد المشاركين في التعلم عن بعد لتحقيق نتائج أفضل.
واستهدفت الجلسة، المعلمين والطلبة والعاملون في قطاع التدريب، حيث أوضح أبو عباس أن الإنسان الأميً لم يعد الشخص الذي لا يستطيع القراءة أو الكتابة، بل هو الشخص الذي لا يتمتع بفرص التعلم أو إعادة التعلم.
وتابع: “تعد محو الأمية الرقمية مكونًا رئيسيًا في عملية التعلم الإلكتروني، ومن المهم على الطلبة والمختصين المشاركة للاستفادة من المعلومات والمعارف القيّمة المتوفرة في الفضاء الالكتروني”.
وقدّم أبو عباس خلال الجلسة شرحاً حول تصنيف بلوم لأهداف التعلم، وأوضح أنه نظام التعليم التقليدي يعتمد على اكتساب مهارات التفكير الدنيا من خلال عملية التذكر والفهم والتطبيق، في حين يقوم التعلم الإلكتروني على اكتساب مهارات التفكير العليا والتي تقوم على التحليل والتقييم والإبداع.
وأكد أن الوصول إلى مستوى أعلى من مهارات التفكير، يتطلب اكتساب مهارات التفكير الدنيا أولا، وقال: “في ثقافة التعليم الجديدة، ينصب التركيز على المهارات المتعلقة بالوصول إلى المعلومات ومعالجتها والتفكير النقدي وحل المشكلات والتواصل، والتي تمكّن المشاركون ليس فقط من توسيع قاعدة معارفهم ولكن أيضًا تطبيق هذه المهارات والمعرفة على ارض الواقع، وتحويل المعارف المكتسبة إلى خبرات جديدة”.
وناقش أبو عباس تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دفع عملية التحول من التعلم المتسلسل إلى التعلم عبر الوسائط الفائقة الذي يتميز بمستوى عالٍ من التفاعل والاستكشاف والبحث، وأوضح أن التحول الرقمي نتج عنه تعليم حسب الاحتياجات والمتطلبات، وقابلية التحكم في وتيرته، بالإضافة إلى التعلم التعاوني عوضاً عن نهج التعلم التقليدي على مقاعد الدراسة.
وتوقف عند الاستراتيجيات الرئيسية لزيادة التفاعل وأعداد المشاركين في التعلم عبر الإنترنت والتي تتضمن توفير فرص التعلم النشط من خلال اشراك الطلبة في حل مشاكل حقيقية بالتعاون مع زملائهم محلياً وعالمياً. وشدد على أنه يمكن لبرامج صنع الطلبة الاستفادة من المجتمعات لتوسيع نطاق أنظمة التعلم الخاصة بهم خارج الفصل الدراسي.
وفي ختام الجلسة، دعا أبو عباس المعلمين إلى “تدريس أقل” والاستعاضة عنه بتقييم الطلبة على قدراتهم ومهارتهم ومعارفهم في مجالات مختلفة.