منتدى الإعلام العربي يبحث “التحولات الإعلامية الجيوسياسية” في المنطقة
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
ناقش المتحدثون خلال جلسة “الإعلام العربي.. تحولات جيوسياسية” – ضمن برنامج الدورة التاسعة عشرة لمنتدى الإعلام العربي التي عقدت أعمالها اليوم افتراضياً من دبي، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” -.. سبل استعادة دور الإعلام في خدمة الناس ومناقشة قضايا المجتمع، والأسباب التي تقف وراء تراجع أداء الإعلام العربي، وتأثيره اثناء الأزمات.
وأجاب المتحدثون خلال الجلسة التي تحدث فيها الدكتور علي النعيمي، رئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي ، والدكتور فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، والكاتبة والإعلامية سوسن الشاعر، وأدارها الإعلامي حسين الشيخ، من قناة “العربية الحدث”، على بعض التساؤلات التي تشغل بال المواطن العربي فيما يخص التحولات القادمة في المنطقة سواء كانت سياسية أو إعلامية.
وأكد الدكتور علي النعيمي، خلال الجلسة الافتراضية.. أن الإعلام الرقمي لم يعد خياراً بل أصبح ضرورة مُلحّة للوصول إلى الجمهور العربي كما أن الإعلام العربي بحاجة إلى صناعة رأي عام يحمل هماً تنموياً لمستقبل المنطقة.
وقال إن المنطقة العربية عانت خلال السنوات الماضية من هيمنة ثقافية سياسية بحكم تكرار الأزمات على المنطقة، حتى أصبحت السياسة حديث الساعة للشعوب العربية وأحد التفاصيل اليومية التي يعيشها باستمرار، ولكن للأسف هذا الاهتمام كان على حساب القضايا الأكثر أهمية للشعوب العربية مثل قضايا التنمية، والتعليم، والصحة، والاقتصاد، والابداع، وغيرها من القضايا المهمة.
وأضاف إنه نتيجة الاهتمام المبالغ فيه من قبل بعض المؤسسات الإعلامية بالقضايا السياسية في المنطقة، أصبحنا نعيش أزمات الآخرين، ودفعنا هذا الإعلام نحو تبنّي مواقف متشنجة من قضايا ومواقف سياسية لا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد.
وأوضح أن على الإعلاميين أن يواكبوا التغييرات الحاصلة في المشهد الإعلامي، الذي لا مفر منها ويستخدموا وسائل التقنية الحديثة كي يكونوا فاعلين ومؤثرين في المتلقي العربي.. مشدداً على ضرورة التمسّك بالقيم الأخلاقية لمهنة الإعلام، والتعامل بواقعية مع التحولات التي يشهدها الإعلام في المنطقة العربية، ومحاولة التكيف معها بدلاً في التفكير في إلغائها.
من جانبه أكد الدكتور فهد الشليمي، إن ما يعانيه الإعلام العربي من أزمات يأتي نتيجة مباشرة لما أسماه “الخريف العربي” وليس الربيع العربي كما يفضل البعض تسميته، وأن الإعلام في المنطقة العربية قبل الخريف العربي، كان إعلاماً يركز على القضايا التنموية ويعمل وفق ميثاق الشرف الإعلامي وبالتالي ينطلق دوماً من الحقيقة، مؤكداً أن الإعلام البديل الذي جاء للمنطقة بعد هذا الخريف، هو إعلام وصفه بأنه “ملوث” واعتمدته بعض الدول التي تبنّت خطاب المؤامرة والأخبار الكاذبة.
وقال الشليمي خلال الجلسة، إن الإعلام العربي بدلاً من الالتفات إلى احتياجات شعوب المنطقة، التفت إلى انقسامات الدول ونزاعاتها التي لم تأت إلا بالخراب لشعوب المنطقة.
وعن دور الإعلام العربي في التغلب على الأزمات التي حلّت ببعض الدول، أكد رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، حاجة المنظومة الإعلامية العربية لمجموعة من الضوابط التي تعيد ثقة الشعوب العربية بإعلامها.
وحول مدى تأثير الرقمنة على الإعلام العربي ودور صناع الإعلام العربي في الاستثمار في هذه المنصات، قالت الكاتبة والإعلامية سوسن الشاعر خلال الجلسة الافتراضية، إن وجود رؤية الاستراتيجية متماسكة في الإعلام العربي هو الأساس الأول الذي يمكن أن ننطلق منه لبدء صناعة إعلامية منافسة تخدم مصالح شعوب المنطقة وتتحدث لغتها.
وأضافت إن مواكبة وسائل الإعلام العربية لمختلف المنصات الرقمية وتوظيفها في النمو والاحتفاظ بمكانه الإعلام العربي، أمور تظل مرهونة بإمكانية تطوير هذا الإعلام من ناحية الشكل والمضمون وبما يواكب روح العصر ويراعي متطلباته.
وأوضحت أن المطلوب من الحكومات العربية في الوقت الراهن هو الاستثمار في المنصات الرقمية الجديدة للوصول الى شرائح أوسع، فأساليب الاتصال والتواصل في تبدل وتغير دائم، والعصر الحالي غلبت عليه الثقافة الرقمية، وأصبح استخدام المنصات الرقمية الغالب في تواصلنا، سواء في البيت أو في العمل أو مع الأصدقاء والزملاء.