من الألم إلى الأمل في ندوة الثقافة والعلوم
دبي الامارات العربية المتحدة
سلام محمد
نظمت ندوة الثقافة والعلوم محاضرة طبية بعنوان من الألم إلى الأمل للدكتور علي العطار أخصائي العلاج الطبيعي في الكويت، وحضرها بلال البدور وعبدالغفار حسين ود. سعيد حارب وجمع من المهتمين، وقدم للمحاضرة ناصر عراق مدير تحرير مجلة حروف عربية.
ود. علي العطار أخصائي العلاج الطبيعي والألم المزمن من دولة الكويت، حاصل على ماجستير علاج طبيعي – جامعة شيفيلد هالام/ بريطانيا ٢٠١٢، ومهتم بالتوعية والتعليم وخدمه المجتمع، كما يعمل على البحث العلمي في مجال العمود الفقري، الالام المزمنة، والتأثير الذهني والاجتماعي على الالام، ويعتبر أحد أهم المؤثرين في مجال الصحة بمواقع التواصل الاجتماعي حيث يتجاوز متابعيه نصف مليون متابع.
بدأت المحاضرة بأسئلة طرحها د. العطار على الحضور حول عدد ساعات النوم هل هو من 5 – 7 ساعات يومياً، وهل يتم شرب من 6 – 8 أكواب مياه يومياً، وهل يمشي أو يتحرك الإنسان لمدة 30 دقيقة يومياً، وهل طبيعة العمل أو نمط\ الحياة يتطلب الجلوس لفترات طويلة، والسؤال الأخير هل أنت من النوع سريع الغضب والعصبية؟ هذه الأسئلة جميعها مهمة جداً لتحديد ما تعانيه من آلام وطريقة العلاج.
المدرسة القديمة من العلاج الطبيعي كانت تعتمد على تمارين محددة ولكن المدرسة الحديثة من العلاج تدمج ما بين العقل والجسد عند التمرين وخاصة التمارين الحركية أثناء الوقوف، فجسم الإنسان يعمل ككتلة واحدة وما يحدث في القدم يؤثر على الرقبة وما يحدث في الرقبة يؤثر على القدم.
وأضاف العطار أن العمود الفقري يمثل حلقة الوصل ما بين جسم الإنسان العلوي والسفلي، وليس كل آلام الظهر سببها مشكلة في الظهر قد تكون بسبب ألم في القدم، أو الرقبة، أو خطأ في طريقة النوم والتي تتوالى مع الوقت وتسبب ألم الظهر.
وأن أفكار ومعتقدات الإنسان تمنعه عن رؤية الحقائق حتى لو توفرت الأدلة، وهذا ما يؤثر على معظم المرضى حتى مع العلاج فبداخلهم يقين باللا جدوى، وهذا غير صحيح لأن العقل يسهم إلى درجة كبيرة في العلاج. فأي مشكلة في جسم الإنسان تتكون من ثلاثة عوامل (عوامل نفسية وعوامل طبيعية وعوامل اجتماعية)
وأكد على أن الإنسان يحتاج يومياً إلى تمارين لتحريك المفاصل والتحكم الحركي وتمارين التقوية والتوازن، وتمارين فك التشنجات وتنشيط العضلات.
وذكر أن المشي على الرمال وعلى المسطحات الخضراء تساعد إلى حد كبير على علاج مشكلات القدم، مع أهمية المشي للخلف والذي يعمل على تقوية الظهر.
وأكد على أنه كلما تقدم العمر بالإنسان من الطبيعي أن تحدث تغيرات وليست أمراض وهذه تغيرات طبيعية تحدث دائماً.
وعن طبيعة الأشخاص وعلاقتها بالأمراض ذكر أن هناك أنواع مختلفة من الإناث والذكور، فهناك المرأة الدقيقة في تفاصيل الحياة وتكون (مهووسة بالنظام والترتيب، تضغط على نفسها في الواجبات الاجتماعية، تتوتر من تصرفات الاخرين الاجتماعية غير المناسبة)، أما المرأة حمالة هموم الآخرين فتكون (مستمعة جيدة، تخزن هموم الآخرين، لا تشتكي). وعن المرأة العصبية الكتومة (سريعة الغضب، كتومة، تهيج الألم عندما تنفجر عاطفياً).
أما الرجال فهناك النوع الشقردي وهو (لا يرتاح، يبذل مجهود بدني فوق المحتمل، يستنزف طاقته الجسدية)، والنوع الثاني البطل (لا يحب الطبيب، ينتظر حتى اللحظات الأخيرة قبل ان يبحث عن علاج، يحاول ان يثبت للآخرين أنه سليم عن طريق زيادة المجهود الحركي وهو متألم) أما النوع الخامل (لا يحب الحركة، كثير الشكوى إذا تطلب الموضوع نشاط حركي، حتى إذا تحرك، نجد لديه هناك خمول ذهني).
وختم العطار محاضرته قائلاً جميع هذه الشخصيات تسبب أمراضها وآلامها لنفسها وعلاجها ممارسة الرياضة بالعقل والجسد أي أن تتريض بإدراك تام لكل ما تقوم به، فالألم هو رسالة من العقل ليحمي الإنسان جسده من المرض.