ناشرون وكتّاب: الذكاء الاصطناعي يعجز عن مجاراة الإبداع
خلال فعاليات "الشارقة الدولي للكتاب 42"
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
حدد ناشرون وكتاب في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023 والذي تستمر فعالياته حتى 12 نوفمبر التحديات التي تواجهها الكتابة بعد ظهور برامج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT من OpenAI، وBard من Google، وقدرتها على تأليف الكتب، وأجمعوا على أن هذه التقنية وغيرها لا يمكن أن تلغي الإنسان المحور الأساسي في الإبداع، وأنه يمكن الاستفادة من التكنولوجيا بشكل عام في تعزيز الفكرة، لا صناعتها.
اللمسة البشرية
يرى سمير الخطيب صاحب دار “المستقبل الرقمي” من دولة الإمارات أن “المنتجات الحديثة من التكنولوجيا تغير معالم جميع المجالات، ولكن النشر على وجه الخصوص يرتبط بهذا التغير بشكل وثيق، وهذه التغيرات حدثت مرارًا وتكرارًا، ودخول التكنولوجيا عالم الكتب ليس جديدًا، وكان يشكل تحديًا في مرحلة ما للناشرين، ولكن دائما تثبت التجربة أنها مجرد وسائل لا تستبدل المؤلف والناشر الحقيقي، والمتخصصين الذين يعملون بجهد، و يضعون لمساتهم الحقيقية على المحتوى”.
ودلّل على ذلك قائلا، إن “الذكاء الاصطناعي يحدث فروقات، فهو يوفر الوقت والتكلفة، ولكن النصوص التي يكتبها تعاني من هشاشة المحتوى، وخلوها من اللمسة البشرية المهمة في صناعة المحتوى، والمؤلف الناجح يستفيد من هذه الوسائل، ويستغلها في الكتابة، لكن لا يمكن أن تستبدل هذه الوسائل المستخدم الحقيقي، ويبقى المؤلف مؤلفًا، والناشر ناشرًا”.
الإنسان محور الإبداع
بدوره، يؤكد ريتشارد عيراني مسؤول دار “ميترا” للنشر والتوزيع اللبنانية أن “الذكاء الصناعي لن يؤثر على حركة التأليف والإبداع، فالإنسان هو محور الإبداع، والكتاب هبة الإنسان ، لا يمكن أن يخلو من اللون والذوق والنكهة والرائحة والإحساس، خاصة بالنسبة للأطفال”.
وأضاف أن “الإنسان واجه تحديات سابقة مثل التلفزيون والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الكتاب ظل كما كان منذ فجر الحضارة مصدر المعرفة الانسانية، وظل الإنسان يكتب ويبدع”.
وشدد عيراني على أهمية تطوير الكتاب، ليواجه التطور التقني المتتابع، داعيا الجهات المسؤولة إلى دعم الناشر العربي، وتعزيز صناعة النشر التي تواجه تحديات مختلفة.
الأسلوب المتفرد
من جانبه، قال الكاتب الإماراتي أحمد الأميري الذي وقّع كتبه “العائلة المنسية” في جناح دار حروف في المعرض: “إن العالم اليوم يواجه ثورة صناعية رابعة تسمى (الذكاء الاصطناعي) والذي يمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة للأدباء والكتاب، ولكن هذا التحدي مثل التحديات التي مضت في العالم، وعلى الكاتب أن يكون له أسلوبه الخاص، ليواجه هذا الذكاء الاصطناعي”، مشيرًا إلى أن الأسلوب المتفرد أفضل سلاح لمواجهة هذا التحدي الذي يواجه جميع القطاعات وليس فقط قطاع النشر.
وأضاف أن “الذكاء الاصطناعي رغم إمكاناته العالية لا يستطيع أن يحل محل الكاتب المبدع والمدقق اللغوي والرؤية الإبداعية في صناعة الكتاب”
تعزيز الفكرة لا صناعتها
وعن إمكانية استفادته ككاتب من هذه التقنية، أوضح الأميري أن “الذكاء الاصطناعي يمكن الاستفادة منه بشكل عام في جوانب محددة، مثل البحث والتصنيف والنشر التفاعلي، وغيرها من الجوانب التي تعزز الإبداع وتنشره”، مشيًرا إلى أنه يمكن أن يساعد في تعزيز الفكرة ولا صناعتها.