نجاح أول عملية استبدال ركبة دون قطع “الصليبي” بالشرق الاوسط
اجرتها مستشفى بدبي وباستخدام الطباعة ثلاثية الابعاد
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
أجري فريق طبي بمستشفى في دبي، أول عملية جراحية لزرعة ركبة اصطناعية مع الحافظ على الرباط الصليبي الخلفي للركبة في منطقة الشرق الاوسط، لرجل اعمال امريكي، يبلغ من العمر 69 عامًا.
وأنتج الفريق الطبي، بالتعاون والتنسيق مع شركة سويسرية متخصصة، ركبة اصطناعية خاصة بالمريض باستخدام الطباعة ثلاثية الابعاد، حيث أنشأت الشركة المصنعة نموذجًا افتراضيًا حسب الطلب وبما يتناسب بنسبة 100 % مع مقاسات ركبة المريض.
وأدى الحفاظ على الرباط الصليبي الخلفي، الذي يتحكم في حركة الركبة ذهابًا وإيابًا، الى تحرك المريض والمشي بعد ساعة واحدة فقط من الجراحة وبدأ المشي بشكل مستقل في غضون ساعات قليلة من إجراء الجراحة، وهو أمر غير شائع في جراحات الركبة الأخرى.
وقال الدكتور سميح الطرابيشي، استشاري جراحة العظام بمستشفى برجيل للجراحة المتطورة بدبي، وأحد أشهر جراحي استبدال الركبة في الشرق الأوسط: ” عانى المريض محمد شفيق على مدى السنوات الثلاث الماضية، من آلام بسبب تشوه في ركبته اليمنى جعل الأنشطة اليومية مثل المشي صعبة”.
واضاف: ” أثر تفاقم الألم يوما بعد يوم، على طبيعة عمل المريض كرئيس تنفيذي لشركة رائدة مقرها دبي، حيث تتطلب وظيفته السفر كثيرًا، وهو ما تسبب في حدوث ألم بالركبة ومشاكل عند صعوده أو نزوله من الطائرة، مما أثر على خطط سفره وانجاز اعماله”.
واشار الى انه بعد فحص المريض، أظهرت الأشعة السينية عظمة كبيرة الحجم بشكل غير عادي لا تغطيها معظم المقاسات المختلفة من المفاصل الصناعية المتوفرة في السوق، وفضلنا عدم قطع الرباط الصليبي الخلفي أثناء الجراحة، للحفاظ على البنية الطبيعية للركبة، وهو ما جعلها جراحة فريدة من نوعها بالمنطقة.
تشير الإحصاءات الطبية والدراسات المختصة، إلى أنه عندما الحافظ على الرباط الصليبي، يمكن أن تستمر عملية الزرع للركبة الاصطناعية لفترة أطول، قد تستمر طوال حياة المريض، ولا يحتاج الى جراحة تصحيحية فيما بعد.
ولفت الطرابيشي، الى ان جراحة استبدال الركبة المصنوعة حسب الطلب شائعة، ولكنها تتم بشكل عام بطريقة التضحية بالرباط الصليبي الخلفي، وعلى الرغم من أنها طريقة فعالة، إلا أن طريقة التضحية بالصليب الخلفي يمكن أن تؤدي إلى البقاء في المستشفى لفترة طويلة بعد الجراحة.
ويوجد حوالي 24 نوعًا من غرسات المقاسات المختلفة من المفاصل الصناعية لإستبدال الركبة المتاحة في السوق التي يمكنها تلبية الفروق التشريحية لكل شخص.
وفقًا للدكتور الطرابيشي ، فان “الاستبدال الكامل للركبة أصبح أكثر تعقيدًا، وهناك العديد من الخيارات التي يمكننا تقديمها للمريض بناءً على حجمه واحتياجاته ونمط حياته وما إلى ذلك، حيث لم يعد المفهوم القديم لحجم واحد للركبة يناسب جميع المرضى معمولا به الآن”.
تشير الدراسات إلى أنه كلما كان الأمر أكثر دقة وتحديدًا في علم التشريح، كانت النتيجة وقوة بقاء الغرسة أفضل، وعندما نحتفظ بالرباط الصليبي الخلفي، تصبح الجراحة أكثر دقة.
من جهته، عبر المريض محمد شفيق، عن ارتياحه لاجراء جراحة استبدال الركبة وبالنتائج التي تحققت، قائلا: “قد عشت مع آلام في الركبة طوال السنوات الثلاث الماضية، لكن بعد الجراحة تمكنت من المشي خلال ساعات”.
وقال: ” في عام 2011، أجرى الدكتور الطرابيشي جراحة استبدال الركبة في ساقي اليسرى، هذه المرة، أنا سعيد لأن عمليتي أجريت باستخدام طريقة جديدة وآمل أن تكون هذه التكنولوجيا نقطة انطلاق في رعاية العظام “.