نجوى بن شتوان تستل حكاية مهاجرة من قلب إيطاليا في “روما تيرمني”
تعرضها "روايات" في "أبوظبي للكتاب"
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
ترحل الروائية الليبية نجوى بن شتوان بالقارئ العربيّ إلى إيطاليا في روايتها الجديدة (روما تيرمني)، الصادرة عن “روايات”، إحدى شركات مجموعة كلمات، لتحكي قصة المُهاجرة “ناتاشا” التي تعمل في منزل لعجائز إيطاليات ثلاث، يعشن في ثراء الرأسمالية التي وهبتهن حياةً رخيّةً في الظاهر، يتسلّطن بها على بقيّة شعوب الأرض، لكن لم ينل أبناءهن منها شيئًا، وكأن الأبناء في هجرة داخلية موازية.
الرواية تصافح القراء بطبعتها الأولى في الدورة الثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يقام حتى 29 مايو الجاري، وتتساءل فيها “ناتاشا”: “ما حاجتي للنجوم، أنا حاجتي بالمال فقط، غادرت بلدي من أجله ومن أجله سأعمل تحت أي سماء”، لترد عليها إحدى العجائز الثلاث “ليست لإيطاليا قدرة عليكم أنتم المهاجرون، تغزونها من كل مكان وتسدون فرص العمل في وجوه شبابنا”.
تستهل الكاتبة عملها بمقولة لكارل ماركس: “الرأسمالية ستقطع الشجرة إذا لم تستطع بيع ظلها”، وبهذه العبارة تمهد لأجواء عملها الذي يمتد على مدى 181 صفحة، لتقدم لنا بن شتوان رواية تنظر إلى الغرب المعاصر بعين المهاجر الجديد، وهي نظرة لا تخلو من هجاء الرأسمالية الغربية، التي تفتقر إلى المنظور الإنساني للحياة ولحركة البشر وتنقلاتهم القسرية على الخريطة.
من أجواء العمل، تقول ناتاشا في منولوج تتأمل عبره ما يحدث من حولها: “إن موت عجوز هنا حدث سيء للغاية، ليس فقط للأبناء والأحفاد الذين يعتاشون على تقاعدهن، بل للمهاجرات مثلي بالدرجة الأولى. كلما رحل مسن توقفت حياة امرأة مهاجرة جاءت إلى هنا بحثاً عن الحياة”.
إنها رواية عن حياة المهجَر المعاصرة، وعن التنازلات التي يضطر لها الإنسان، في عصر تصبح فيه الضحيّة هي المُلامة دومًا، لا لذنب اقترفته، بل لهُويّتها ومن تكون. الرواية لا تحكي عن بطلتها فحسب، بل تصوّر لنا مساحة من عالم اليوم الحاضر بخريطته البشرية دائمة التحوّل والسيلان، لا تلك الجغرافيّة بألوانها الثابتة، فالهِجرة فِعلٌ لا ينقطع، ويبدأ فعليًّا ساعة الوصول إلى المهجَر، أكانَ بلدًا أو مجرّد فكرة.