حصة تهلك: الأسر الإماراتية المنتجة واجهة اقتصادية وطنية.. ودعمها أولوية حكومية
عفراء بوحميد: دعم تطلعات المشاركين بــ “الصنعة” تعزيزاً للاستقرار الأسري والمجتمعي
مشاركون في السلسلة: 50% من اقتصاد أقوى الدول عالمياً قائم على المشاريع الصغيرة
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
نظمت وزارة تنمية المجتمع أولى حلقات “سلسلة حوارات لريادة المنتج الوطني”، التي تجسد حرصها على الارتقاء بالمنتجات الوطنية والأفكار التنموية ضمن المشاريع المنزلية المتناهية الصغر، إلى جانب إبراز تجارب متميزة وقصص نجاح لروّاد أعمال وأصحاب مشاريع وطنية، تحفيزاً لتطلعات الأسرة الإماراتية المنتجة.
أقيمت الجلسة في مسرح القرية العالمية، بحضور سعادة ناصر إسماعيل، وكيل وزارة تنمية المجتمع المساعد لشؤون الرعاية الاجتماعية، وسعادة حصة تهلك، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التنمية الاجتماعية، وعفراء بوحميد، مدير إدارة برامج الأسر المنتجة بالوزارة، وفهد الخاجة مدير إدارة عمليات الشؤون التجارية بالقرية العالمية، حيث أدار الجلسة حامد آل علي، فيما شارك فيها كل من: ابتهال الناجي، مدير أكاديمية دبي لريادة الأعمال في مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وروّاد وأصحاب الأعمال: جاسم البستكي وعبير اللوز، وعدد من الأسر الإماراتية المنتجة.
وتفقد سعادة ناصر إسماعيل وسعادة حصة تهلك والمشاركون في الجلسة الحوارية، جناح “الصّنعة” في القرية العالمية لموسم 2018/2019، والذي يقام للعام العاشر على التوالي بدعم من إدارة القرية، ومشاركة 55 أسرة منتجة، وذلك في إطار حرص الوزارة على دعم وتمكين الأسرة الإماراتية المنتجة اقتصادياً والمساهمة في استقرارها المادي.
وأكدت سعادة حصة تهلك، أن سلسلة الحوارات لريادة المنتج الوطني تعد مبادرة تنموية للوزارة، بهدف الارتقاء بالأفكار والإنتاجية وتعزيز التنافسية المحلية والعالمية للمنتج الوطني، مضيفة أن الحوارات ستستمر خلال الفترة المقبلة في إطار فعاليات وجلسات تفاعلية تستهدف مختلف فئات المجتمع لتحقيق النجاح والاستمرارية في المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وقالت إن دعم الأسرة الإماراتية من أولويات اهتمام حكومة دولة الإمارات، ومهمة أساسية لدى وزارة تنمية المجتمع، سعياً إلى تحقيق التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي انسجاماً مع السياسة الوطنية للأسرة، وتوافقاً مع محاور تمكين الأسرة ودعم استقرارها وترسيخ سعادتها.
وأوضحت أن الوزارة مستمرة في الارتقاء بمنتجات الأسر وتطويرها، لإيجاد المشاركة المنافسة، على اعتبار أن الأسر الإماراتية المنتجة تعد واجهة اقتصادية وطنية، وتعكس بكل ثقة جهود الوزارة المنبثقة من قاعدة “أسرة متماسكة.. مجتمع متلاحم”، تعزيزاً لجودة الحياة وتأكيداً لمزيد من المساهمة في التنمية المستدامة.
وكان حامد آل علي استهل في مقدمة الجلسة حديثه بالقول: إن الولايات الأميركية المتحدة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، وفيها 38 مليون مشروع منزلي تدرُّ 427 مليار دولار دخلاً سنوياً، وفيها 70% من أصحاب هذه المشاريع يحققون النجاح والاستمرارية.
أما ابتهال الناجي فقالت إن 50% من الاقتصاد الأميركي يرتكز على المشاريع الصغيرة، لذلك يجب على أصحاب المبادرات والمشاريع الانتاجية في دولة الإمارات أن يستثمروا دعم وتشجيع قيادتنا الرشيدة وما تقدمه صناديق الدعم، للبدء في مشاريع مستدامة تنعكس ايجاباً على الاقتصاد الوطني، داعية أصحاب المشاريع إلى الإبداع في أفكار تجارية وعدم التكرار، إلى جانب تنمية مهاراتهم بشهادات تخصصية.
وخلال العرض عن أسس وممكنات ريادة الأعمال، وأوجه الدعم التي تبادر بها القيادة الرشيدة في دولة الإمارات لتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة وإثراء قصص التميز والنجاح في هذا القطاع الهام، حضّت ابتهال الناجي أصحاب المشاريع على التوسع في قنوات التواصل مع الجمهور وعدم الاعتماد على قناة واحدة كما أكدت على أهمية التسويق للمنتجات.
وقدّم جاسم البستكي محاضرة قصيرة بعنوان “جرعة دواء في ريادة الأعمال”، شرح من خلالها صفات رائد الأعمال الناجح ومقومات نجاح المشروع الصغير، عبر حروف “جرعة دواء” (الجيم جرأة، والراء رغبة، والعين عزيمة، والتاء تخطيط، والدال دراسة، والواو وسائل، والألف اعتماد على الذات، والهمزة الأخيرة انطلاق). وفي السياق ذاته تحدّثت رائدة الأعمال عبير اللوز عن مشروعها التجاري “آرتوكوليت” للحلويات الذي دمجته بالفن ولاحقاً بالخدمة المجتمعية.
أما شذى النقبي، فقالت في مداخلة خلال أولى حلقات سلسلة الحوارات لريادة المنتج الوطني، التي تتبناها وزارة تنمية المجتمع في سياق مستدام، دعماً للباحثين عن أقصر الطرق لنجاح مشاريعهم الصغيرة أو المتوسطة، إنها كانت في زيارة للقرية العالمية ولفت نظرها عنوان الجلسة فقررت الانضمام إليها، مضيفة أنها تخرجت قبل أكثر من 10 أعوام بتخصص اللغة العربية وحاولت الحصول على وظيفة ولم تجد، فاتجهت إلى والدها لتستلف مبلغاً من المال تفتتح به مشروعاً تجارياً، وسريعاً حققت إنجازات ونجاحات محفزة، فافتتحت صالون تجميل وشركة للإعلام، وحصلت على شهادة الماجستير، ثم اقتحمت مجال العقارات، وهي الآن تحقق نجاحات متلاحقة، وكل ذلك نتيجة خروجها عن المألوف وتفكيرها بالعمل الحر.
بدورها، قالت عفراء بوحميد مديرة إدارة برامج الأسر المنتجة إن للصنعة دوراً مهماً في تعزيز استقرار الأسرة ودعم المستوى الاقتصادي لها، ومنح المشاركين فيها فرصة إيجاد مصادر دخل بديلة، شريطة استغلال طاقاتهم ومواهبهم، وبذل المزيد من الجهد لتطوير منتجاتهم وابتكار أفضل المسميات خارج صندوق الأفكار التقليدية، مؤكدة أن جناح الصنعة بالقرية العالمية لهذا العام يتيح المجال لأسر منتجة من مختلف الفئات، فيما تبرز أيضاً مشاركة الشباب من طلبة الجامعات والموظفات والمستفيدين من الضمان الاجتماعي وأصحاب الهمم، حيث يُبدع المشاركون في إنتاج مختلف منتجات الأشغال اليدوية.
ويتضمن جناح “الصنعة” لهذا العام مجموعة من المنتجات المبتكرة والعصرية، والتي تتضمن: المطبوعات، وملابس الأطفال، والجلابيات، والعبايات، والعطور، والأواني المزخرفة، والبهارات المصنعة بأيادٍ إماراتية، والعسل المحلي والزيوت الطبيعية والحلويات، وسواها من المنتجات، وكل هذه المنتجات تم انتاجها بطرق تمزج بين الماضي والحاضر وتلبي رغبة المتسوقين من مختلف الأذواق.
وكانت وزارة تنمية المجتمع أبرمت اتفاقية تعاون مع القرية العالمية كجزء من مبادرات المسؤولية الاجتماعية، دعماً للأسرة الإماراتية المنتجة، ولمساعدتها على إيجاد مصادر دخل إضافية تمكّنها من توفير الحياة الكريمة لأفرادها، بما يدعم استقرارها وتماسكها اجتماعياً.
يذكر أن عدد الأسر الإماراتية المنتجة المسجلة منذ انطلاق الصنعة في العام 2008 تجاوز (2408) أسرة إماراتية منتجة. وقد نفّذت الوزارة أكثر من (1343) معرضاً تسويقياً في جميع إمارات الدولة بمشاركة (5465) أسرة منتجة، ووفرت لهم وزارة تنمية المجتمع، بالتعاون مع شركائها (9) منافذ تسويقية منتشرة في مختلف إمارات الدولة في كل من: مركز بن سوقات وأسواق الورقاء ومنطقة دبي الحرة وشرف دي جي في فروعه في ابن بطوطة وستي سنتر وتايم سكوير وأبوظبي مول ودبي مول. وتعمل الوزارة باستمرار على زيادة عدد المنافذ بتفعيل الشراكات مع جهات متنوعة في الدولة.
ويعتبر جناح “الصنعة” أحد مشاريع الوزارة المستدامة الهادفة إلى الارتقاء بالمستوى الاقتصادي للأسرة الإماراتية المنتجة، وتنويع مصادر دخلها واستثمار طاقات أفرادها وتطوير قدراتهم وصقل مهاراتهم ليكونوا أصحاب مشاريع رائدة برؤى مطورة ومبتكرة، تسهم في دعم اقتصاد الأسرة خاصة والاقتصاد الوطني عامة، حيث تحرص الوزارة على توفير وضمان دعمها للأسرة الإماراتية المنتجة من خلال تنفيذ سلسة من البرامج والورش التدريبية المجانية مع عدد من الخبراء والمختصين.
وتتولى إدارة برامج الأسر المنتجة في وزارة تنمية المجتمع، الإشراف المتكامل على جناح الصنعة بالقرية العالمية، الذي يحتضن طموحاً متزايداً لأبناء الوطن مُنطلقاً من تعدد الفئات المشاركة في الجناح من: أصحاب الهمم، والشباب المسجلين في مبادرة أنامل إماراتية، إضافة إلى تواجد أكثر من فرد من أفراد الأسرة في المشروع الواحد.