وفد دبي العطاء يقوم بزيارة ميدانية إلى الهند ليختتم رسمياً برنامجاً تعليمياً ناجحاً ويطلق تدخلاً جديداً يُعنى بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة
• أكثر من 600,000 طفل استفادوا من دعم دبي العطاء لتعزيز مهارات القراءة والكتابة والحساب والإستعداد للمدرسة
• الوفد يجدد الشراكة مع منظمة براثام لتوفير الدعم لأكثر من 300,000 طفل
دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
قام وفد يترأسه سعادة طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بزيارة ميدانية إلى الهند ليشهد اختتام برنامج المؤسسة التعليمي الناجح الذي تم إطلاقه عام 2013 بالشراكة مع منظمة براثام. وركز هذا البرنامج على تعزيز مهارات القراءة والكتابة والحساب، إضافة إلى خدمات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. وعلى إثر هذا النجاح والأثر الإيجابي الذي حققه البرنامج، تم خلال الزيارة أيضاً إطلاق برنامجاً جديداً للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بهدف مواجهة التحديات وسد الفجوات في مجال التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في البلاد.
برنامج دبي العطاء يحقق النتائج المرجوة
هذا وقد أطلقت دبي العطاء سابقاً برنامجاً مدته 3 سنوات بقيمة 19,637,348 درهماً إماراتياً (5,345,678 دولاراً أمريكياً)، ساهمت شركة الأنصاري للصرافة بـ 3,122,475 درهماً إماراتياً (850,000 دولار أمريكي) منها. وتضمن البرنامج، الذي حمل عنوان “تعزيز التعلم السليم في الهند”، ثلاث مكونات وهي: حملة القراءة في الهند 3، وبرنامج التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في المناطق الحضرية، والفريق المركزي المعني بالموارد، حيث استفاد منها جميعاً 608,830 طفلاً من خلال تعزيز مهارات القراءة والكتابة والحساب في مرحلة الطفولة المبكرة والإستعداد للمدرسة. وساعد المكون الأول على تعزيز مستويات تعلم اللغة والرياضيات عند الأطفال في المدارس الحكومية في المناطق الريفية وذلك في 6 ولايات، وبالتالي تحقيق زيادة بنسبة %53 في عدد الأطفال القادرين على القراءة في المستوى 2 الأساسي. أما المكون الثاني، فقد ساعد على تعزيز الاستعداد للمدرسة للأطفال في سن مرحلة التعليم ما قبل الأساسي وتحسين مهارات القراءة والكتابة والحساب في مرحلة التعليم المبكر في 12 مدينة، من بينها مومباي ودلهي ومدن أخرى في مهراشترا وكجرات. وساعد المكون الثالث على تطوير محتوى التعليم والتعلم، وتدريب طاقم عمل منظمة براثام ومعلمي المدارس الحكومية.
وفي معرض تعليقه على نجاح البرنامج، قال سعادة طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: “أنا سعيد بالنجاح الذي حققه برنامج دبي العطاء لتعزيز مهارات القراءة والكتابة والحساب في الهند. تُولي حكومة الهند اهتماماً كبيراً بالمجتمعات التي تحتاج إلى الدعم في نطاق التعليم، ورغم ذلك ما زال هناك نقص في الموارد اللازمة لتوفير التعليم السليم. نحن فخورون بالدور الرئيسي الذي لعبته دبي العطاء في سد الفجوة في هذا المجال بما يتماشى مع استراتيجية الحكومة. كما أننا سعداء بالنتائج الإيجابية التي حققها البرنامج بشكل عام، وخصوصاً فيما يتعلق بتعزيز مستويات التعلم عند الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة. لقد كانت منظمة براثام شريكاً مهماً، وأنا مسرور جداً بعدد الأفراد الذين استطعنا تغيير حياتهم بشكل إيجابي في تلك المدة القصيرة من الزمن”.
وقال سعادة الدكتور أحمد عبدالرحمن البنا، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الهند: “نحن فخورون بجهود دبي العطاء الهادفة إلى دعم التعليم في الهند بالشراكة مع براثام. إن النجاح الذي حققته كلتا المؤسستين حتى الآن جدير بالثناء. وتندرج هذه الجهود في إطار دعم استراتيجية دولة الإمارات للمساعدات الخارجية، والتي من شأنها تعزيز الروابط بين البلدين. نتمنى لكلا الطرفين التوفيق في مساعيهما المستقبلية ونؤكد على ضمان دعم السفارة لهذه القضية النبيلة “.
من جانبه، قال سعادة نافديب سوري، سفير جمهورية الهند لدى دولة الإمارات العربية المتحدة: “أُعجبت جداً بالأثر الإيجابي الذي تحققه دبي العطاء في مجال التعليم الأساسي. إن تعاون دبي العطاء مع منظمة غير حكومية تحظى بتقدير كبير مثل براثام لا يساهم في مساعدة أعداداً كبيرة من الأطفال في الهند فحسب، إنما أيضاً يساهم في تطوير نماذج لأفضل الممارسات في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة والتي بدأت بلدان أخرى في تبنيها بشكل مشابه”.
برنامج جديد لمعالجة التحديات وسد الفجوات فيما يتعلق بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة
ومن خلال النجاح الذي حققه البرنامج الأول، جددت دبي العطاء شراكتها مع منظمة براثام في الهند عبر إطلاق برنامج جديد بعنوان “تعزيز التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في الهند”. ويسعى البرنامج الذي تبلغ قيمته 7,347,000 درهم (2 مليون دولار أمريكي) إلى تحسين قدرات التطور والاستعداد للمدرسة لـ 302,000 طفل في عمر 3 إلى 6 سنوات، وتعزيز مشاركة الأمهات في تطوير المهارات الأساسية عند الأطفال، وكذلك الإرتقاء بالبنية التحتية الحكومية لتوفير التعليم السليم في مرحلة الطفولة المبكرة. والأهم من ذلك، أن البرنامج سيمكن منظمة براثام من توفير دعم كبير للحكومة والتشجيع على اعتماد وتسليم المحتوى والمناهج بشكل مستدام.
وفي تعليقه على أهمية البرنامج الجديد، قال سعادة القرق: “أثبت التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ارتباطه بشكل إيجابي بالأداء الأكاديمي في المستقبل، فهو يعد استثمار مدى الحياة بسبب الدور الذي يلعبه في تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمزدهر. نحن على يقين أن منظمة براثام، من خلال هذا البرنامج، بوسعها تقديم الدعم للحكومة بشكل فعال في سعيها للارتقاء ببرامج التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة إلى المستوى المطلوب. ونحن على ثقة تامة أن البرنامج الجديد سيمهد الطريق لآلاف الأطفال الآخرين للنجاح في المدرسة والحياة”.
وقالت الدكتورة روكميني بانيرجي، الرئيس التنفيذي لمنظمة براثام للتعليم: “تعد دبي العطاء أحد الشركاء الأساسيين لمنظمة براثام منذ عام 2013. وتمكنا من خلال دعمهم من العمل على تحسين جودة برامجنا، بينما قمنا في الوقت نفسه بتعزيز أواصر التعاون مع الحكومات خلال السنوات الماضية. وتعتبر المرحلة القادمة من الدعم المقدم من دبي العطاء ذات أهمية خاصة، حيث سينصب تركيزنا ونكثف جهودنا في مجال التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في الهند. نيابة عن فريق عمل براثام وجميع الأطفال الذين استفادوا من برامجنا على مر السنين، أود أن اتوجه بالشكر إلى دبي العطاء ونتطلع إلى مواصلة مسيرتنا جنباً إلى جنب.”
وفد دبي العطاء يشارك في اجتماعات رفيعة المستوى ويزور مواقع تنفيذ البرامج
وضمن جدول أعماله، التقى وفد دبي العطاء ماداف تشافان، الشريك المؤسس لمنظمة براثام للتعليم والدكتورة روكميني بانيرجي، الرئيس التنفيذي للمنظمة وذلك في دلهي، كما زار الوفد مواقع تنفيذ البرنامج في تريلوكبوري التي تشكل جزءاً من البرنامجين الأول والجديد، ثم انتقل الوفد إلى لاكناو حيث قام بزيارة ميدانية لعدد من مواقع تنفيذ البرنامج والتقى بـسارفيندرا فيكرام باهادور سينغ، مدير التعليم الأساسي في حكومة أتر برديش. بعد ذلك، عاد الوفد إلى دلهي حيث اختُتمت الزيارة بلقاء معالي مانيش سيسوديا، نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم في حكومة دلهي.
تجدر الإشارة إلى أن الهند حققت معدلات التحاق شبه الكامل بالمدرسة. وتشير الأرقام الحديثة الخاصة بالمناطق الريفية الهندية إلى أن أكثر من %96 من الأطفال (في الفئة العمرية من 6 إلى 14 عاماً) هم ملتحقين بمدارس قريبة. ويعتبر الالتحاق الكامل بالمدرسة في بلد كبير وشديد التنوع مثل الهند إنجازاً مبهراً. لكن رغم هذه النجاح، فإن نتائج التعلم بالنسبة للأطفال ما زالت مُتدنية، مع تأخر كبير آخذ في التراكم في المهارات الأساسية. وتم الاعتراف بأهمية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في الهند وذلك من خلال إقرار مواد دستورية وتشريعية وسياسات ذات الصلة. ولكن، مع وجود 164 مليون طفل دون سن السادسة في الهند، تبقى المهمة كبيرة جداً.