وفد دبي العطاء يقوم بزيارة ميدانية إلى البيرو لرصد وتقييم التقدم المحرز لبرنامجيها الجاري تنفيذهما واللذين يركزان على الدمج الاجتماعي من خلال الموسيقى وتنمية الطفولة المبكرة
دبي العطاء تعلن عن تمديد برنامج “الدمج الاجتماعي من خلال تدريس الموسيقى” الذي سيستفيد منه أكثر من 1,000 طالب تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عاماً
• برنامج تنمية الطفولة المبكرة الذي يمتد لـ 3 سنوات يستفيد منه 500 طفل دون 3 سنوات من خلال تدريب وتمرين 351 عائلة محرومة و32 من وكلاء خدمة المجتمع
دبي، الإمارات العربية المتحدة،
سلام محمد
اختتم وفد يترأسه الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، زيارة ميدانية إلى جمهورية البيرو لرصد وتقييم التقدم المحرز في برنامجين يجري تنفيذهما حالياً في البلاد. وأعلنت دبي العطاء خلال الزيارة عن إطلاق المرحلة الثانية من برنامج “الدمج الاجتماعي من خلال تدريس الموسيقى” حيث ستقوم بتوفير الدعم لمركز موسيقي في مدينة أريكيبا لمدة عامين آخرين، وذلك من خلال المساهمة في توظيف معلمين إضافيين وموظفي الإدارة، فضلاً عن الوصول إلى العائلات في المناطق الأكثر فقراً وذلك من خلال تمكين أطفالهم عبر التعليم الموسيقي. أما البرنامج الثاني فيتناول تنمية الطفولة المبكرة ويمتد لـ3 سنوات ويستفيد منه الأطفال دون 3 سنوات، من خلال تدريب وتمرين الأسر المحرومة ووكلاء خدمة المجتمع.
برنامج دبي العطاء يعزز دور الموسيقى في التنمية الاجتماعية
وأسفر برنامج دبي العطاء الذي يحمل اسم “الدمج الاجتماعي من خلال تدريس الموسيقى”، والذي تم إطلاقه في العام 2017 بالشراكة مع مؤسسة “سنفونيا بور البيرو” عن تأسيس مركز موسيقي جديد في مدينة أريكيبا، ثاني أكبر المدن في جنوب غرب البيرو. ولم يوفر المركز الجديد في مرحلته الأولى على فرص تعليم الموسيقي لـ748 طالباً بين عمر 5 و15 عاماً فحسب، بل تم استخدامه أيضاً كمحفز للتنمية الاجتماعية. ومن المتوقع أن يستفيد من المرحلة الثانية التي خصصت دبي العطاء لها مبلغ 1,836,750 درهماً إماراتياً (500,000 دولار أمريكي)، 300 طالباً إضافياً، فضلاً عن توظيف 25 معلماً وموظفاً إداراياً جديداً في المركز الموسيقي، علاوة على إنشاء 3 نماذج إضافية تُطبق في مدارس أخرى. كما يُتوقع أن يرتقي الصف الرقمي المزمع تطويره بتجربة التعلم للطلاب وأن يمكنهم من التفاعل بسهولة مع المراكز والمعلمين الآخرين في البلاد وخارجها.
وفي تعليقه على تمديد الدعم لهذا البرنامج، قال الدكتور القرق: “نحن سعداء جداً بافتتاح المركز الموسيقي في أريكيبا في 2018، ورؤية الأثر الإيجابي الذي يتركه على الطلاب الصغار. للموسيقى تأثير واسع على التغيير السلوكي والمهارات الاجتماعية والعاطفية، ما يجعلها أداة فعالة للارتقاء الاجتماعي، كما هو منصوص عليه في الهدف الرابع من أهداف التننمية المستدامة. وكانت نتائج البرنامج إيجابية للغاية على المستوى التعليمي للطلاب، ويسرنا تمديد هذا البرنامج لعامين إضافيين، والمساعدة في دعم المزيد من العائلات، وتعزيز تجربة التعلم من خلال الوسائل الرقمية، وحتى الارتقاء بالمهن الموسيقية على المدى البعيد. وقد تشكل الموسيقى مستقبل بعض الأطفال، ونحن نأمل أن نساهم في تحقيق هذا الهدف، أو أن نساعدهم ببساطة على تحسين نتائجهم التعليمية ومنحهم فرصة الوصول إلى حياة أفضل لهم ولعائلاتهم”.
ومن جانبه قال ميغيل موليناري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “سنفونيا بور البيرو”: “نقوم يداً بيد مع دبي العطاء بتحسين حياة آلاف الأطفال والمراهقين المحرومين. ’سينفونيا بور إلبيرو‘ ودبي العطاء تجسدان المعنى الحقيقي لـ ’الموسيقى من أجل التنمية‘”.
برنامج دبي العطاء في البيرو يعالج الفقر والنمو البطيء في مناطق الأنديز الريفية والأحياء الحضرية الفقيرة
قام وفد دبي العطاء أيضا بزيارات ميدانية لرصد وتقييم برنامج المؤسسة “دعم نموذج الرعاية الشاملة للطفولة المبكرة في البيرو”. ويقدم هذا البرنامج الذي يجري تنفيذه بالشراكة مع مؤسسة كوسي وارما، الدعم في مرحلة الطفولة المبكرة لـ500 طفل محروم دون الـ 3 سنوات. ويدعم هذا البرنامج 351 أسرة لذوي الأطفال الذين يبلغون من العمر حتى 3 سنوات عبر تزويدهم بالتدريب والتمرين في منازلهم ومراكز تنمية الطفولة المبكرة، فضلاً عن تدريب 32 وكيلاً لخدمة المجتمع على مواضيع تتعلق بالصحة والتغذية والتعليم والحماية. ويتم تنفيذ هذا البرنامج في منطقة توربو الريفية في مقاطعة أنداهوايلاس في الإنديز – حيث يعيش أكثر من %60 من السكان في حالة من الفقر، والأحياء الحضرية الفقيرة في منطقة فينتانيلا، في مقاطعة كاياو – حيث يعيش %33 من السكان في حالة فقر أو فقر مدقع. علاوة على ذلك، يتضمن البرنامج مكوناً صحياً يعالج مشكلة فقر الدم المزمن في بيرو ويهدف إلى الحد من انتشاره بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و3 سنوات من أجل تعزيز نموهم العقلي واللغوي. وبشكل عام، يعالج البرنامج الآثار الوخيمة للفقر على نمو الأطفال البدني والنفسي والاجتماعي، ويتضمن بناء قدرات المجتمعات والسلطات المحلية لتعليم الآباء والأمهات وزيادة الوعي بحقوق الأطفال في مرحلة رياض الأطفال.
معلقةً خلال الزيارة الميدانية على أهمية هذا البرنامج، قالت ندى الحجري، مدير برامج في دبي العطاء: لقد أدركنا من خلال هذه الزيارة أن الأطفال المصابين بفقر الدم يعانون من تأخر كبير في تطور اللغة. ويركز برنامجنا على توفير الوقاية من النمو البطيء أو معالجته بالنسبة للأطفال من خلال تعزيز التغذية المناسبة. ونحن نوفر الدعم لأسرهم أيضاً لضمان نمو الأطفال في بيئة توفر الحماية قائمة على الرعاية والاهتمام والحنان. وقد مكن التواجد المحلي لـ’كوسي وارما‘ في توربو وفينتانيلا، من تعزيز قدرات السلطات المحلية وأفراد هذه المجتمعات لرصد تطور البرنامج بهدف تحقيق الإستدامة.”
وقالت غلوريا غونزاليس نافارو، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “كوسي وارما”: “أكمل البرنامج عاماً ونصف العام من التنفيذ ونحن راضون جداً عن النتائج التي شهدناها حتى الآن. وتمكن البرنامج حتى اليوم من الوصول إلى %80 من إجمالي الأطفال دون عمر 3 سنوات وعائلاتهم. ونحن واثقون من أن العمل مع الأمهات أثناء حملهن والتركيز بشكل خاص لأول 3 سنواتٍ من حياة الأطفال هو الاستثمار الأفضل الذي يمكننا القيام به كمجتمع. ويساعد تركيز جهودنا على تنمية هذه المرحلة التأسيسية من حياة الإنسان على إنشاء أساسٍ لمجتمع أفضل وعالم أفضل. إن الدعم التقني والمالي المقدم من دبي العطاء قيّم جداً لأطفال البيرو، ونأمل أن نستمر بتوطيد أواصر التعاون المشترك بحيث يستطيع الأطفال كسر حلقة الفقر من خلال التعليم”.
اقتصاد مزدهر
تعتبر جمهورية البيرو التي تقع على الساحل الغربي لقارة أمريكا الجنوبية بلداً ذات دخل أعلى من المتوسط، وتحتل المرتبة 89 بين 189 بلداً ضمن مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية. وتمكن البلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 32.5 مليون نسمة، من تخفيض مستويات الفقر بشكل كبير بين عامي 2006 و2012 بفضل زيادة صادراتها المعدنية، ولكن هذا التوجه تباطأ في السنوات الأخيرة. ويعد الأطفال في المناطق الريفية من البلاد الأكثر تأثراً حيث يشكلون %60 من السكان الذي يعيشون في حالة فقر. وتتعرض المناطق الريفية للتحديات، إذ تتوفر مياه الشرب لـ %53 من السكان فقط، وهو معدل أقل بكثير من العاصمة (%83). وكانت البيرو بين عامي 2002 و2013 واحدة من أسرع البلدان نمواً في أمريكا اللاتينية، حيث بلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي %6.1، لكنه تباطأ بين عامي 2014 و2017 ليصل إلى معدل 3% ثم عاد وارتفع إلى 3.7%في عام 2018. ومع ذلك، فإن الفوائد غير موزعة بالتساوي ضمن المجتمع والفجوات آخذة بالاتساع بين المدن الكبرى والمناطق الريفية، حيث يكمل %44.6 من الطلاب فقط دارستهم الثانوية.