“جامعة حمدان بن محمد الذكية” ترفد أعضاء هيئات التدريس الأعضاء في اتحاد الجامعات العربية بأدوات نجاح التعليم الذكي
ندوة إلكترونية لنقل فلسفتها التعليمية وخبراتها التراكمية إلى الأوساط الأكاديمية العربية
منصور العور: “فخورون بانتمائنا إلى “اتحاد الجامعات العربية” الذي يمضي في توثيق أواصر العمل العربي للارتقاء بالتعليم العالي بما يواكب متطلبات العصر”
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
في دفعة قوية باتجاه نقل وتعميم تجربتها السبّاقة في إرساء دعائم التعليم الذكي، استضافت “جامعة حمدان بن محمد الذكية” ندوة إلكترونية باللغة العربية تحت مظلة وبرعاية “اتحاد الجامعات العربية” (AARU)، مستعرضةً إمكاناتها التكنولوجية وخبراتها التراكمية وفلسفتها التعليمية القائمة على التكنولوجيا والابتكار والإبداع والبحث العلمي التي تمثل دفعة قوية لمسيرة النهوض بالمنظومة التعليمية وفق متطلبات المستقبل، تماشياً مع توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى للجامعة. وشكلت الندوة منصة استراتيجية لتعريف هيئات التدريس بالجامعات العربية الأعضاء بـ “اتحاد الجامعات العربية” على ملامح التجربة السبّاقة التي تقودها الجامعة لترسيخ ثقافة التعليم الذكي والتعلم عن بعد، باعتبارها أداة فاعلة للاستثمار في الشباب ليكونوا قادة المستقبل.
وتميزت الندوة، التي حملت عنوان “تطبيقات التعليم الذكي في جامعة حمدان بن محمد الذكية”، بمشاركة أكثر من 500 شخص من المجتمع الأكاديمي في العالم العربي، وعلى رأسهم سعادة الأستاذ الدكتور عمرو سلامة، الأمين العام لـ “اتحاد الجامعات العربية”. وثمّن المشاركون الدور المحوري لـ “جامعة حمدان بن محمد الذكية” باعتبارها النواة الأولى والمنارة الرائدة للتعليم الذكي في العالم العربي، وسط إشادة واسعة بمبادراتها النوعية التي تستهدف توحيد وتوجيه الجهود نحو رفد الجامعات بالأدوات اللازمة لتبني نهج التعليم الذكي ومواكبة التغيرات المتسارعة في مجال التعليم العالي، لا سيما في ظل التحديات الراهنة. وأكّد المشاركون ثقتهم بـ “اتحاد الجامعات العربية” الذي يقود عجلة تبنّي ودعم الأفكار الابتكارية في العالم العربي، استناداً إلى استراتيجيته الطموحة في تقديم أرقى الخدمات النوعية للارتقاء بجودة وكفاءة التعليم العالي في المنطقة العربية، وفتح آفاق جديدة أمام الباحثين العرب ليكونوا مساهمين بارزين في الحراك البحثي العالمي.
وفي كلمته الترحيبية، توجّه الدكتور عمرو سلامة، الأمين العام لـ “اتحاد الجامعات العربية”، بالشكر إلى “جامعة حمدان بن محمد الذكية”، مثمّناً نجاحها المستمر في خلق بيئة محفزة لبناء مهارات الإبداع والابتكار والمشاركة المجتمعية وتنمية الثقافة الفكرية وتوطيد التواصل الفعال بين عناصر العملية التعليمية، من معلمين وإدارة وأولياء الأمور والمجتمع. وشدّد الدكتور سلامة على أهمية التعليم الذكي الذي بات ركيزة أساسية لمنتج تعليمي يحاكي وظائف المستقبل ومتطلبات سوق العمل الذي يحمل للمجتمعات مسميات لوظائف جديدة لم تكن موجودة من قبل، لا سيما في ظل التوقعات بـأن تسهم التقنيات السحابية في توفير 18 مليون فرصة عمل مع الآفاق الجديدة المرافقة للثورة الصناعية الرابعة.
وأضاف: “تتّجه الأنظار اليوم نحو تقنيات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات التي توفر تجربة تعلم جديدة غنية وجاذبة بغض النظر عن الزمان والمكان، مقدمةً حلولاً ناجعة لمواجهة التحديات المترتبة عن انتشار وباء كورونا بظلاله الثقيلة على مناحي حياتنا، بما فيها التعليم. وعلى الرغم من أنّ التعلم عن بعد في الوطن العربي لايزال محدوداً، إلاّ أنّ التجارب الجادة شهدت تطوراً لافتاً في السنوات الأخيرة مع إنشاء جامعة حمدان بن محمد الذكية في دبي والجامعة الافتراضية السورية وجامعة تونس الافتراضية، إلى جانب الدور المحوري لـ “جامعة حمدان بن محمد الذكية” في دولة الامارات، والتي تقود تجربة سبّاقة على مستوى العالم العربي في وضع معايير نوعية وكمية محددة لقياس وتقييم مخرجات برامج التعلم عن بعد ومتابعة الإشراف والرقابة على جودة البرامج للحصول على الاعتماد الأكاديمي، مقدمةً مساهمات استثنائية في تعزيز الاعتراف بشهادات التخرج للجامعات الالكترونية. ويسعدني أن أضع آخر تحديث لـ “منصة اتحاد الجامعات العربية للتعليم الإلكتروني”، والتي تم تأسيسها بالشراكة مع “الأكاديمية البريطانية للتعليم الإلكتروني”، في خدمة المجتمع الأكاديمي العربي لمواجهة تداعيات الأزمة العالمية الناجمة عن “كوفيد-19″.”
ومن جهته، أعرب الدكتور منصور العور، رئيس “جامعة حمدان بن محمد الذكية”، عن اعتزاز الجامعة بالانتماء لـ “اتحاد الجامعات العربية”، مشيداً بدوره المحوري في توثيق أواصر العمل العربي المشترك بين مختلف المؤسسات الأكاديمية المنضوية تحت مظلته، وتعزيز جهود مؤسسات التعليم العالي للتغلب على التحديات التي تواجه واقع التعليم في العالم العربي، والارتقاء بجودة التعليم العالي. وثمّن العور المساهمات الكبيرة التي تقدمها المؤسسات العريقة المنضوية تحت لواء الاتحاد، من خلال دورها البارز في دعم وتنسيق جهود الجامعات العربية لتطوير المسيرة التعليمية والحفاظ على الحضور القوي للغة العربية بين الأوساط الأكاديمية وتعزيز الابتكار والبحث والتطوير، باعتبارها روافد هامة من روافد التنمية الشاملة والمستدامة.
وصرّح العور بالقول: “نثمّن جهود “اتحاد الجامعات العربية” في توثيق أواصر العمل العربي المشترك وتفعيل أطر التعاون المثمر والشراكة المتينة بين مختلف المؤسسات الأكاديمية، الأمر الذي يصب في صلب قيمنا الجوهرية في “جامعة حمدان بن محمد الذكية”. إذ يمثل الحرص على العمل المشترك قيمة عليا لدينا ضمن منظومة القيم العليا التي تنظم مبادراتنا ونشاطاتنا في الجامعة. ومنذ تأسيسها بناءً على رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وتوجيهات سيدي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى للجامعة، اختارت جامعتنا أن تختط لنفسها مساراً مختلفاً عن المعروف والمألوف في التعليم العالي، وأخذت على عاتقها مسؤولية قيادة السبق والتميز والجودة والابتكار من أجل إعادة هندسة مستقبل التعليم العالي والتعليم عامة. ومن هنا، استلهمنا الاستراتيجيات والخطط التي أفضت بنا إلى ابتكار تطبيقات التعليم الذكي التي تلاقي صدى إيجابي لدى مجتمعات التعليم العربية والعالمية.”
واختتم العور: “نجحت الجامعة في أن تكون رائدة عربياً وعالمياً في حمل لواء التعليم الذكي، الذي أثبت بأنه مكون رئيس من مكوّنات تطوير جودة وكفاءة ومرونة المنظومة التعليمية والدعامة الضامنة للاستجابة بفعالية للأزمات العالمية الطارئة، لا سيّما مع الانتشار العالمي لوباء “كوفيد-19” المستجد. وجاءت الندوة الإلكترونية الموجهة للأوساط الأكاديمية العربية نتاج التزامنا في “جامعة حمدان بن محمد الذكية” بمسؤولياتنا تجاه إثراء المعرفة وقيادة دفة الابتكار والتميز والجودة في التعلم والبحث العلمي إقليمياً وعالمياً، ومساعينا المتواصلة لتعميم تجربتنا المتفردة في تحويل جامعات المستقبل إلى عناقيد معرفية تخرج أجيال ممكنة معرفياً وتكنولوجياً وعلمياً لحمل لواء صنع غدٍ أفضل. و نمضي قدماً في إطلاق مبادرات نوعية لتصدير ووضع خبراتنا العالية في خدمة مسار تطوير التعليم والتعلم في العالم العربي استناداً إلى روح المبادرة والإبداع والابتكار، وإتاحة فرص التعلّم مدى الحياة للجميع، بما يعزز حضور المنطقة العربية في تحقيق “أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030” في توفير التعليم الجيد والمنصف كونه الرهان الحقيقي لإحداث فارقٍ إيجابي وملموس في حياة الشعوب. وسنواصل بلا شك سعينا لتعزيز شراكتنا مع “اتحاد الجامعات العربية” لتعزيز تبني أدوات التعليم الذكي في الجامعات العربية ومواكبة التغيرات المتسارعة التي يشهدها القطاع التعليمي على كافة المستويات.”
ويجدر الذكر بأنّ جدول أعمال الندوة الإلكترونية انطلق بكلمة الأستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لـ اتحاد الجامعات العربية”، تلتها مناقشات معمّقة بإشراف الدكتور مصطفى حسن، نائب رئيس “جامعة حمدان بن محمد الذكية” للتعاون الدولي. واستمع أعضاء هيئة التدريس بالجامعات العربية إلى عرض تقديم تناول أبرز عوامل نجاح التعليم الذكي وكيفية تطبيقها في الجامعات دون الحاجة إلى أنظمة إلكترونية معقدة، مع استعراض تجربة “جامعة حمدان بن محمد الذكية” كقصة نجاح. وشهدت الندوة أيضاً الوقوف على محاور هامة، أبرزها إنشاء بيئة تعليمية ذكية محفزة للدارسين وإعادة تصميم المقررات لتناسب التعلم الذكي وسبل الاستعانة بالمصادر التعليمية الإلكترونية المتاحة، فضلاً عن إرشادات التقييم والتغذية الراجعة في التعليم الذكي وغيرها.