مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث ينظم ندوة “اللغة العربية في عصر التحول الرقمي: الجهود والمبادرات”
دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
نظم مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث يوم الخميس الماضي الموافق 10 سبتمبر، ندوة افتراضية عن بعد بعنوان “اللغة العربية في عصر التحول الرقمي: الجهود والمبادرات”. شارك في الندوة كل من معالي الأستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والأستاذ الدكتور محمود عبدالعاطي، مدير مشروع معامل التأثير العربي، والدكتور مصطفى بن عاشور، الباحث اللغوي في مجمع اللغة العربية في الشارقة، والخبير المجمعي الأستاذ الدكتور وافي حاج ماجد، رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة العالمية بلبنان .
يهدف المركز من خلال إقامة هذه الندوة إلى تسليط الضوء على الجهود والمبادرات التي اتخذتها المؤسسات العربية الأكاديمية في عصر التحول الرقمي دعماً للغة العربية وتعزيزاً لمكانتها بين لغات العالم .
بدأت الندوة مع معالي الأستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة حيث تحدث عن الاهتمام الكبير الذي يوليه إتحاد الجامعات العربية بقضايا اللغة العربية وشؤونها على المستويين الثقافي العام والأكاديمي الخاص، وذلك من خلال عدد من الجمعيات واللجان التابعة للاتحاد والتي أبرزها جمعية كليات الآداب في الجامعات العربية، كذلك الإشراف المباشر على مشروع مُعامل التأثير العربي لتصنيف المجلات العلمية العربية والارتقاء بها إلى المعايير الدولية. ومن جملة المبادرات المهمة اعتماد امتحان دولي لقياس الكفاءة في اللغة العربية على غرار الامتحانات الدولية كالتوفل والآيلتس، وهو ما شكل خطوة مهمة طال انتظارها.
ثم تحدث الأستاذ الدكتور محمود عبد العاطى مؤسس ورئيس مشروع معامل التأثير العربي ومدير مركز العلاقات الدولية بجامعة سوهاج – مصر، عن فكرة معامل التأثير العربي، وأوضح أن العمل على نشر المعرفة المكتوبة باللغة العربية والحفاظ عليها أمر ضروري لايصال رسالة مهمة وهى أن الطاقات والكفاءات العربية مميزة إذا توفرت لها البيئة المناسبة للإبداع، وقدم شرحا مبسطا عن آلية عمل اللجان العلمية والاستشارية فى المشروع وكيفية تصنيف المجلات.
كما تطرق الباحث اللغوي الدكتور مصطفى عاشور إلى أهميّة حوسبة اللغة العربية وما أنجز في مجمع اللغة العربية بالشارقة من إنشاء قاعدة بيانات على القوانين الصرفيّة والنحويّة وقواعد الاشتقاق، وأنه يتم حوسبة آلاف الكتب والمصادر بعد إخضاعها للقارئ الآلي الذي من شأنه تيسير سبل البحث والتدقيق، ومن ثَمَّ الحصول على كمّ هائل من المعلومات المحوسبة التي ستتيح لنا في المستقبل القريب العاجل بناء معاجم وقواميس بضغطة زر.
ثم تناول الخبير المجمعي الأستاذ الدكتوروافي حاج ماجد في الندوة محاورعدة؛ حيث تطرق في محورها الأول إلى عدد من الشواهد التاريخية والعلمية التي تثبت المرونة الخاصة التي تميزت بها اللغة العربية على مر العصور عن سائر اللغات، واعترافات مشاهير المفكرين الغربيين بأهمية العربية وفضلها على الحضارة الغربية، وأن الإشكالية الكبرى هي في “وجود الغواص الماهر المؤهل لاستخراج الدرر من بحر العربية الزاخر”. وفي المحور الثاني تحدث عن مفهوم الاستثمار اللغوي في توليد المصطلح العلمي بالاستفادة من الثروة اللغوية وتميز العربية بمستويات وصور متعددة من الاشتقاق، بما يؤهلها لأن تكون لغة العلم والحضارة الأولى في الماضي والمستقبل.
وفي نهاية الندوة عبر المشاركون عن إعجابهم بالموضوع من خلال الاستبيان الذي أرسل لهم عبر موقع المنصة، كما أبدوا تفاعلاً كبيراً من خلال الأسئلة التي تم طرحها على الأساتذة ضيوف الندوة .