بلدية دبي تحتفل باليوم العالمي للطيور المهاجرة من خلال عقد ندوة افتراضية بمشاركة متحدثين من مختلف دول العالم
دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
في إطار احتفال بلدية دبي باليوم العالمي للطيور المهاجرة للعام الرابع عشر على التوالي، نظمت إدارة البيئة ورش عمل وندوات ومعارض وزيارات ميدانية ومسابقات وغيرها من الفعاليات التوعوية والتي توجه لصناع القرارات والمجتمع بهدف توعيتهم وطلبة المدارس بهدف رفع مستوى الوعي لديهم حول موضوع الطيور المهاجرة، وتثقيف وتشجيع وتوعية الجمهور، بأهمية حماية الطيور، ومدى ارتباطها بحماية البيئة والمحميات، وذلك في إطار دور البلدية وسعيها للحفاظ على التنوع البيولوجي والنظم البيئية في الإمارة وريادتها في رفع مستوى الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع، وشعار المناسبة الطيور تربط عالمنا والتي تركز على أنظمة التتبع الحديثة والمنهجيات المستخدمة لتتبع الطيور خلال هجرتها حول العالم والاستفادة من هذه البيانات لتكون كمساعد لتقديم الحماية ولاستقرار لها.
تناولت برامج التوعية والورش، مدى أهمية الطيور المهاجرة وأنواعها المختلفة والتهديدات التي تواجهها وكيف يمكن التخفيف منها، ويتم التناول بطريقة مبسطة وشيقة وجذابة لطلبة المدارس، بهدف زيادة الوعي، وتقوم إدارة البيئة بتنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج من أجل حماية الأنواع المهاجرة من الطيور مثل برنامج تتبع الطيور البرية بالأقمار الصناعية والذي يهدف إلى تحديد مسارات الهجرة للطيور لفهم سلوكها من أجل حمايتها خلال حركتها بين الدول المختلفة.
وقامت بلدية دبي بعقد ندوة افتراضية بمشاركة متحدثين من مختلف دول العالم ركزت على المحاور مختلفة كأنظمة تتبع الطيور المحلية والمستخدمة في دول العالم الأخرى، ومشاركة طرق تتبع الطيور ومراقبة خط هجرتها، وعلاقة الإنسان بالطيور واتكيت التعامل معها، والتحديات والمخاطر التي تواجه الطيور خلال هجرتها، ومساهمة المجتمع في حماية الطيور المهاجرة.
وشهدت الندوة مشاركة كل من وزارة التغير المناخي والبيئة السيدة ميثاء المهيري من قسم الأحياء حيث تم تسليط الضوء على جهود الوزارة في حماية الطيور المهاجرة والطيور التي تقع ضمن القائمة الحمراء والمناطق الهامة في الدولة للطيور المهاجرة، وبلدية الفجيرة الدكتور علي حسن الحمودي، مدير محمية وادي الوريعة الوطنية تحدث عن طرق مراقبة الطيور-آلية التغلب على التحديات التي تواجه قطاع الطيور المهاجرة.
بلدية دبا الفجيرة-المهندسة فاطمة الحنطوبي-رئيس قسم حماية البيئة والمحميات الطبيعية – تحدثت عن علاقة الإنسان بالطيور-أنواع الطيور المهاجرة التي تصل إلى الفجيرة، وقد وبلغ عدد حضور الندوة أكثر من 350 من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة حول العالم وطلاب مدرسة دبي الوطنية والوحيدة في دبي 150 طالب.
وقالت المهندسة علياء الهرمودي مدير إدارة البيئة ببلدية دبي: “إن التوعية باليوم العالمي للطيور المهاجرة يمثل أداةً فعّالة للمساهمة في رفع مستوى الوعي بشأن التهديدات التي تواجهها الطيور المهاجرة وأهميتها، وضرورة التعاون الدولي للحفاظ عليها.
وأوضحت أن اهتمام بلدية دبي بالطيور المهاجرة يأتي ضمن أولويات العمل البيئي للدولة بشكل عام وبإمارة دبي بشكل خاص، وتابعت بأن “كل المدن التي ترتادها أنواع الطيور المهاجرة تتحمل مسؤولية استضافتها وتوفير بيئة سليمة لها وحمايتها، حيث أن مستقبل الطيور مهم، ليس فقط للحياة الفطرية ولكن أيضاً يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للمدن، لأنه يمكن أن يؤثر بشدة على السياحة والصحة والزراعة وغيرها من الموارد التي تدعم سبل العيش والرفاهية لمجتمعنا”.
وأظهرت خرائط هجرة الطيور التي تمت متابعتها عبر الأقمار الصناعية حجم المدى الذي تغطيه الطيور على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي لتعكس الترابط بين هذه المكونات والبيئات لتظهر العالم كقرية صغيرة تتنقل فيها الطيور بحرية وتربط كل جوانبها في مشهد بديع، وتقوم إدارة البيئة بإحصاء الطيور بصفة دورية في المحميات الطبيعية والمواقع المهمة بإمارة دبي ليتم لاحقاً تقييم الأعداد والأنواع والتأثيرات المحتملة لتطوير طرق الحماية والتدابير الاحترازية.
وتلعب المحميات الطبيعية دوراً مهماً في توفير بيئات آمنة ومناسبة للطيور المهاجرة تتوفر فيها المتطلبات الحياتية مثل الماء والغذاء والمأوى بجانب الحماية حيث تستقبل المحميات الطبيعية سنوياً خلال موسم الشتاء الآلاف من الطيور المهاجرة بمختلف أنواعها.
وفي هذا السياق، أشارت الهرمودي، إلى أن إمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام تمثل موطناً رئيسياً للعديد من الطيور المهاجرة بسبب توفر الملاذ الآمن لهذه الطيور أثناء هجرتها، كما تمثل الدولة، إحدى الاستراحات المفضلة لدى الكثير من الطيور المهاجرة بسبب وفرة مصادر الغذاء وتوفر المحميات الطبيعية داخل الدولة، إلى جانب اعتبار المياه الضحلة الساحلية والممرات المائية الداخلية وأشجار القرم والمستنقعات المالحة من العناصر الأساسية المهمة للطيور التي تهرب من المناطق الجليدية المتجمدة في القطبين وسيبيريا أثناء رحلة سعيها للبحث عن مناخ أكثر دفئاً جنوبا في الشرق الأوسط و إفريقيا.
وتجدر الإشارة إلى أن بلدية دبي، قامت باستحداث برامج تتبع للطيور ذات الأهمية على المستوى الإقليمي والدولي عن طريق تكنولوجيا الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية، وذلك لتعقب مسار هجرة هذه الأنواع التي تمر في محمية رأس الخور في مواسم الهجرة، ومن هذه الأنواع، العقاب المنقط الكبير وهو من الأنواع المهددة بالانقراض والتي تقضي فترة الشتاء في محمية راس الخور بينما تهاجر شمالاً في موسم التكاثر في فصل الصيف لتصل حتى روسيا وكازاخستان في أقصى الشمال.
وتم أيضاً تتبع طيور الفلامنجو لتتبع مسار رحلتها في موسم الهجرة وقد كشفت البيانات الواردة أهمية العديد من المناطق الرطبة داخل الدولة إضافة إلى محمية رأس الخور، محمية الوثبة في إمارة أبوظبي، وجزيرة السينية في أم القيوين، حيث يعتمد هذا النوع من الطيور على هذه الأراضي الرطبة للتعشيش في موسم التكاثر والتغذية قبل موسم الهجرة نحو وسط آسيا.