دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
نظمت دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، ضمن برنامج طموحي، المخيم الصيفي للإرشاد المهني والأكاديمي، بهدف تأهيل جيل واعي ومستعد لمواجهة التغيرات والتحديات المستقبلية، وبناء قدرات الشباب المواطنين في مجالات مختلفة، وتوجيههم للتخصصات ذات الأولوية في المستقبل شارك فيه 72 طالباً ممن تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 22 عاماً، عبر نظام مايكروسوفت تيم.
وتم تنظيم المخيم افتراضياً، وتضمن تقديم ورش عمل تفاعلية تم خلالها مناقشة مواضيع مختلفة تهم الشباب المواطنين، مثل أهمية القدرات الوطنية في القطاع الصحي، والتركيز على الوظائف الحيوية التي تحتاجها حكومة دبي خلال العشر سنوات القادمة، والتسويق الشخصي لبناء المهارات الذاتية من خلال ترك بصمة في المجتمع، والصحة النفسية والتحكم بقدرات العواطف وتسييرها لتطوير الذات خاصة بعد تجربة أزمة كوفيد 19.
وأكد سعادة عبد الله علي بن زايد الفلاسي المدير العام لدائرة الموارد البشرية لحكومة دبي أن الدائرة تضع الخطط والاستراتيجيات من أجل تأهيل الكوادر المواطنة لوظائف المستقبل، واستقطاب المواهب للعمل في القطاع الحكومي في دبي، وتوجيه الجيل الحالي نحو التوجهات المحلية والعالمية للتخصصات المستقبلية خاصة وأن بيئة العمل وسوق الوظائف تشهد متغيرات متسارعة نجمت عمّا أفرزته الثورة الصناعية الرابعة، وكذلك انتشار فيروس كورونا المستجد ( كوفيد 19) والتي فرضت واقعاً جديداً لابد من التعامل معه وتأهيل الكوادر البشرية القادرة على مواجهة انتشار الأوبئة والأمراض، من خلال توجيه الطلبة لدراسة التخصصات الطبية وتقنيات الذكاء الإصطناعي.
وقال إن دائرة الموارد البشرية تعمل بوتيرة متسارعة لتحقيق الرؤية المستقبلية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتعزيز مكانة العنصر البشري، وتنفيذ توجيهات سموه التي تركز على التخطيط وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في تطوير القطاعات الحيوية وتدريب الكوادر الوطنية وإعدادها للمستقبل.
وأضاف سعادة عبد الله الفلاسي أن الدائرة دأبت على إجراء الدراسات والبحوث وتنظيم ورش العمل والجلسات الحوارية من أجل مواكبة المتغيرات، والمشاركة المجتمعية والتعرف على التخصصات والوظائف وبيئة العمل المستقبلية في دوائر حكومة دبي، والعمل على إعادة صياغة المناهج والتخصصات التعليمية بما يتناسب مع توجهات الحكومة.
وأشار إلى أهمية فهم التغييرات الجذرية المصاحبة للثورة الصناعية الرابعة، وكذلك المتغيرات الناجمة عن جائحة كوفيد 19، والتي بالتأكيد ستغير من واقع سوق العمل، مما يوجب الاستعداد المبكر لتنفيذ للمتطلبات والاحتياجات المستقبلية من الوظائف من خلال التركيز على الارشاد المهني، وتأهيل مرشدين مهنيين مواطنين يتمتعون بمعرفة واسعة لاحتياجات دولة الإمارات المستقبلية من الوظائف والتخصصات في الجامعات والمدارس لتوجيه الطلاب من أجل ايجاد تكافؤ في سوق العمل وتوفير الكادر البشري المتخصص في القطاعات الحيوية المستقبلية.
ويعد المخيم الصيفي للإرشاد أحد مبادرات برنامج “طموحي” الخاص بإعداد وإرشاد الطلبة المواطنين، الذي يقدمه قسم التوطين في دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي سنوياً.
ويهدف المخيم الصيفي للإرشاد المهني والأكاديمي كذلك إلى تسليط الضوء على أهمية الوظيفة الحكومية وتوجيه الطلاب نحو احتياجات الدولة المستقبلية في القطاع الصحي، وزيادة ثقة المجتمع بأهمية بعض الوظائف التخصصية، وتشجيع الطلاب المواطنين للتوجه للتخصصات الحيوية ورفع نسبة الوعي لديهم عن أهمية التوجه لهذه التخصصات، بالإضافة لبناء قدرات الشباب المواطنين في مجالات مختلفة
وتضمن المخيم الصيفي للإرشاد المهني والأكاديمي ورشة حول “أهمية القدرات الوطنية في القطاع الصحي”، شارك في تقديمها طبيبات وممرضات مواطنات، سلطن الضوء على أهمية القطاع الصحي والذي برز جلياً خلال جائحة كوفيد 19، وكيف أن الكوادر الطبية والتمريضية شكلت خط الدفاع الأول في مكافحة الفيروس.
وأبرزت الطبيبات والممرضات المشاركات في الورشة، الصورة المشرفة للطاقات المواطنة العاملة في القطاع الصحي، وألهمن العديد من الطلبة في التوجه والتفكير لدراسة التخصصات الصحية، والعمل في القطاع الصحي والإسهام في بناء الوطن وازدهاره.
ومن جانبها قالت وفاء خليل إبراهيم العجماني مشرفة تمريض بالإنابة، في هيئة الصحة بدبي، والتي شاركت في المخيم الصيفي للإرشاد المهني والأكاديمي، إن المخيم كان تجربة جميلة، تم خلاله توعية الطلاب والطالبات بأهمية مهنة التمريض في المجتمع الاماراتي، إن عمل أبناء الإمارات في القطاع الصحي مهم جداً، وخاصة مهنة التمريض لإن عدد العاملين الإماراتيين العاملين في التمريض قليل جدا مقارنة بباقي التخصصات.
وأضافت أن الكوادر التمريضية قامت بدور كبير لمواجهة جائحة كوفيد 19 بما فيها العمل لساعات طويلة ومتواصلة دون راحة، وأيضا التخلي عن المهام العائلية حرصا على سلامة العائلة وتقديم الرعاية الصحية للمرضى، ونصحت أبناء الإمارات من الجنسين لدراسة التمريض والعمل في هذا القطاع المهم والحيوي
وقد لاقى المخيم الصيفي استحسان الحضور، ونجح في تقديم الإرشاد المهني، والصحة النفسية للطلبة لمساعدتهم في مواجهة تحديات الوضع الحالي الناجم عن جائحة كوفيد 19.