ليلى زيكو.. منهج علمي لاستشراف مستقبل التصدي للالتهابات والسرطان
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
تستيقظ باكراً كل صباح لتبدأ نهارها الحافل بين الأبحاث العلمية التي تجريها والمحاضرات التي تقدمها في قسم علم الأحياء بالجامعة الأمريكية في القاهرة، حيث تقضي الساعات الطوال لإنجاز مهامها اليومية ومع طلابها وزملائها من الباحثين، لكنها لا تنفك تفكّر في مرضى السرطان وخاصة الأطفال منهم، وتسخّر وقتها في البحث عن علاجات تساعد في تخفيف معاناتهم.
تقدم الباحثة المصرية الشابة ليلى زيكو الحائزة على جائزة “مبتكرون تحت 35″، التي تكرّم في دبي 20 مبتكراً شاباً من العالم العربي ضمن مؤتمر “إيمتيك مينا” للتقنيات الناشئة أحد فعاليات “أسبوع دبي للمستقبل”، شرحاً تفصيلياً عن أبحاثها في مجال المضادات الحيوية والجزئيات والميكروبات التي يمكن استخدامها في منتجات دوائية واعدة، للتصدي للالتهابات وتعزيز كفاءة علاجات السرطان ومن بينها العلاج الكيميائي.
محفز لإبداع الشباب وتوليد الأفكار المبتكرة
وتعتبر ليلى أن المشاركة في مثل هذه الجوائز، محفز للبحث عن الابتكارات التي تسهم في إيجاد الحلول للكثير من التحديات وصولاً إلى إسعاد الإنسان، كما أنها تشجع الشباب على مواصلة الإبداع، لأنهم الأقدر على توليد الأفكار المبتكرة القادرة على تغيير العالم من حولنا، وتطوير مبادرات المستقبل.
وترى أن الطبيعة تقدم علاجات مختلفة للأمراض بمختلف الحالات، وهي صيدلية وفّرت مكونات أحدثت حراكياً عالمياً في المنتجات الدوائية، فأعطت البنسلين كمضاد حيوي ساهم في علاج أمراض مثل التهابات الدم والالتهاب الرئوي والسحايا وأنقذ حياة ملايين البشر منذ اكتشافه عام 1928.
دراسة عيّنات البحر الأحمر
وتركّز الأستاذة المساعدة في كلية الأحياء في الجامعة الأمريكية بالقاهرة على الميكروبات التي تعيش في المناطق العميقة من البحر الأحمر في بيئات استثنائية ذات ظروف قاسية، مثل الحرارة العالية والملوحة المرتفعة.
وهي تعتمد في أبحاثها على طرق تجريبية وحسابية تقوم على النهج الـ”ميتا جينومي” أو كما يعرف بـ”الجينوم البيئي” الذي يدرس الحمض النووي بعد أخذه مباشرة من العينات الموجودة في البيئة الطبيعية في مياه البحر الأحمر، وهو ما يسمح بتطبيق المنهج العلمي لاستشراف مستقبل التصدي للالتهابات والسرطانات، خصوصاً مع ظهور واكتشاف ميكروبات جديدة، وتنامي مقاومتها للمضادات الحيوية والعلاجات الكيميائية للسرطان.
وتفتش ليلى في أبحاثها، التي توظف فيها أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الطبية والبحثية، عن التأثيرات المضادة للبكتيريا والسرطان، حتى جمعت في مكتبتها للعينات أكثر من 10500 عينة، تحوي كل منها على الحمض النووي من ميكروبات بالبحيرة الملحية “أتلانتيس 2” التي تقع في البحر الأحمر.
وقد أظهرت مجموعة فرعية من النسخ التي اختبرتها أشكالاً أولية من هذه التأثيرات المضادة للبكتيريا، ناتجة عن مجموعات من الجينات ضمن الحمض النووي في “الجينوم الجمعي”، والذي استنتجت ليلى أنه المسؤول عن تصنيع المنتجات الطبيعية التي تتمتع بهذه التأثيرات.