المجلة تعزز الاتجاهات الإيجابية وتستهدف أطفال المدارس وأصحاب الهمم والمجتمع
دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
أطلقت وزارة تنمية المجتمع العدد الــ 20 من مجلة “كن صديقي” للعام 2019، والذي يأتي بالتزامن مع معرض إكسبو الدولي لأصحاب الهمم الذي عقد في دبي مؤخراً من 5 -7 نوفمبر، وفي ظل المبادرات المنسجمة مع “عام التسامح” في دولة الإمارات، حيث يحتوي العدد الجديد على مجموعة من القصص التي تمثل حياة أصحاب الهمم من مختلف الإعاقات، ويُبرز الترتيبات التيسيرية المتوفرة لهم في الدولة، بما يضمن توفير متطلبات العيش المستقل والاندماج الكامل في المجتمع.
وتصدر مجلة “كن صديقي” بصفة فصلية بواقع عددين كل سنة، وتعد المجلة ترجمة لمبادرات السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم ضمن محور التعليم الذي يتضمن إطلاق برامج توعوية للمجتمع وطلبة المدارس، حيث تركز على بناء اتجاهات مجتمعية إيجابية تقوم على فكرة التسامح والمحبة نحو أصحاب الهمم في مدارس التعليم العام، وتستهدف الأطفال في المراحل التعليمية الدنيا، والأطفال أصحاب الهمم للتعريف بحقوقهم، والمجتمع بشكل عام، من خلال مجموعة شخصيات هي: نور – إعاقة بصرية، وناصر – إعاقة سمعية، ومحبوب – إعاقة ذهنية، ووحيد – توحّد، وعزام – إعاقة جسدية.
وتعايش شخصيات المجلة قصصاً واقعية تمثل حياة أصحاب الهمم في دولة الإمارات، من حيث تغلّبهم على التحديات التي تواجههم في حياتهم اليومية، وتوفير مصادر الدعم اللازمة لهم في المجالات التعليمية، الترفيهية، الثقافية وغيرها، حيث يتبين من خلال القصص حجم التطورات التي وصلت إليها دولة الامارات في توفير البيئات المادية المساندة لأصحاب الهمم في ظل كود الإمارات للتصميم الشامل والبيئة المؤهلة.
ويُسلط العدد الــ 20 من “كن صديقي” الضوء على معلومات مميّزة عن طرق التعامل مع أصحاب الهمم في مواقف متعددة، منها المواقف الترفيهية والصحية والتعليمية، ومعلومات عامة مُفيدة للأطفال بشكل عام، تعزيزاً لحضور وتميز أصحاب الهمم في المدارس، والتمهيد لبيئات دامجة ومرحبة بهم. علاوة على التعريف بحقوق أصحاب الهمم الواردة في القانون الاتحادي رقم 29 لسنة 2006، وإبراز قدرات أصحاب الهمم، وإدماجهم في المجتمع.
ويشتمل محتوى المجلة على مجموعة من الأبواب التي تتضمن القصص والمسابقات وأنشطة التلوين والمعلومات والأفكار الموجهة للأطفال بشكل عام، والتي تُعرض بأسلوب شيق ومحبب. ومن أبرز الموضوعات التي تناولتها المجلة قصة صديقتنا نور من ذوي الإعاقة البصرية، التي دخلت برفقة أسرتها إلى أحد المساجد للصلاة، لتواجه مجموعة من التحديات أثناء الوضوء والصلاة، وتخرج في النهاية بمبادرة جميلة بمشاركة أختها فاطمة للتغلب على هذه التحديات.
وفي المجلة قصة أخرى لصديقنا ناصر من ذوي الإعاقة السمعية، الذي تعرض لحادثة بسيطة أثناء لعب كرة القدم، ونقل صديقه إلى المستشفى، وواجه صعوبة في التواصل مع الطبيب، ثم خرج بفكرة مجدية ومقنعة. أما صديقنا عزام الهمّام من ذوي الإعاقة الحركية، فهو يستخدم في العادة كرسيه المتحرك، ولكن هذه المرة يبدو الأمر مختلفاً حين قدّم له والده مفاجأة تتيح له التحرك بشكل أسهل والوصول إلى الأشياء بقدر عالٍ من الاستقلالية، وهذه المفاجأة غيّرت حياة صديقنا عزام.
وتضمن العدد الجديد قصة أخرى لصديقنا وحيد من ذوي اضطراب التوحد، الذي أحبّ أن يشاهد فيلماً في السينما مع أسرته، ولكنه كان متعباً في ذاك اليوم فبَدَرت منه بعض السلوكيات التي أزعجت أحد الحضور، لتدور أثناء مشاهدة الفيلم أحداث قصة مليئة بالمواقف والاعتبارات، تعكس جملة من الإرشادات الواجب اتباعها مع فئة التوحد عند دخولهم للسينما.
ويرتكز أسلوب العرض في مجلة “كن صديقي” على الأسلوب المصور عبر رسومات كرتونية لإعطاء المجلة طابعاً شيّقاً ومفيداً، إضافة إلى ربط المعلومات المقدّمة بالشخصيات الكرتونية التي تمثل أنواعاً مختلفة من أصحاب الهمم (الحركية، الذهنية، السمعية، البصرية، التوحد، متلازمة داون)، بما يتيح للمجلة من خلال شخصياتها الأساسية، إيصال مفاهيم وقيم إيجابية عن أصحاب الهمم، وتحبيب الأطفال بهم، وذلك في إطار السعي المستدام نحو تهيئة وتشجيع اندماج أصحاب الهمم في المجتمع.