دبي، الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
استضافت ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع صالون المنتدى جلسة حوارية بعنوان “النقد وآليات القراءة” بمشاركة زينة الشامي متخصصة في الأدب واللغة العربية في جامعة تونس، ومعلمة لغة عربية في الليسيه الفرنسي وجامعة السربون بأبوظبي، وإيهاب الملاح الكاتب الصحفي والناقد الأدبي والمهتم بالدراسات النقدية في مجال القراءة.
وحضور عائشة سلطان عضو مجلس إدارة، ود. عبدالخالق عبدالله، ود. نادية بوهناد، ود. بروين حبيب، ود. مريم الهاشمي، ود. أمل صقر، وفتحية النمر وهالة شوقي وأحمد علي ونادر مكانسي ونخبة من المهتمين
تساءلت عائشة سلطان ماذا نقرأ، وكيف، ماذا يريد القارئ بالانضمام لمنتديات القراءة، وكيف تختلف قراءتهم للعمل، وما هي آلياتهم في القراءة. والقراءة النقدية أو التفكيكية للرواية، وكيف نقيم الرواية، وكيف ننظر للنص الأدبي، وعلاقتنا بالنص وسلطتنا عليه، ما نناقشه وما لا يجوز فرض وصاية عليه، التناول الأدبي والنظرة الأخلاقوية..
وذكرت عائشة سلطان بأنه لا يستطيع أحد أن يعلم آخر كيف يكتب، إلا أنه هناك اصول وأساسيات للكتابة وبالطبع وجود موهبة، وحتى القراءة تحتاج إلى أسس وأصول في القراءة.
وأضافت زينة الشامي أن أبو حيان التوحيدي قال “إن الكلام على الكلام صعب” لذلك فعل التحدث عن عمل مكتوب يعتبر عمل صعب، وأمور تحتاج جملة من الشروط أهمها أن نعي مدى اتساع القراءة، لأنه لا توجد قراءة نموذجية فهناك قراءة أكاديمية متخصّصة، وقراءة لغوية صرف تهتمّ بالرواية من حيث أنّها لغة ونصّ محكم النسيج مثل (المدارس الأسلوبية التي ترى النصّ الروائيّ بناء لغويّا ومنتجا كلاميّا بالأساس)، وقراءة تعنى بالمضمون وحده مثل: القراءة الاجتماعيّة، القراءة النفسيّة، القراءة التاريخيّة، الأيديولوجيّة، والقراءة غير المتخصّصة (البريئة).
وأكدت أن للإبداع ثلاثة أركان: مبدع ينشئ نصاً ويلقيه بأيدي القارئ، ونص يقرأ أو يسمع، وقارئ أو متلقي لا تستقيم العملية الإبداعية إلا به، والقراء ثلاثة أنواع: من يستمتعون بالرّواية دون تقييمها، ومن يقيّمون أو يقوّمون الرواية دون أن يستمتعوا بها. ومن يقيّمون الرّواية ويستمتعون بها في نفس الوقت، وهذا الصنف هو الذي يعيد إنتاج الرواية بشكل جديد.
وأشار إيهاب الملاح إلى أن المشهد الأدبي في ظل التحولات الحادثة في المجتمع ووسائل التواصل خلال السنوات الماضية أتاحت كم المعلومات والمعرفة بشكل سهل وإمكانية أعلى للتداول اظهر صعوبة تنظيم وإنتاج المعرفة، وصعوبة السيطرة عليها ما يدعو للتشتيت وعدم الاتفاق على بعض المفاهيم، وهي تحتاج إلى وقت لإنتاج خبرات خاصة وضمنها خيرة القراءة بنوعيها القراءة شديدة التخصص وهي شديدة النخبوية، وخبرة القراءة العامة بامتلاك حد أدني من المهارات للتعامل مع النصوص المكتوبة واكتساب الشخص حد أدني من الهبرة لتحقيق متعة من القراءة بمختلف أنواعها وصنوفها. وأن الإنسان يقرأ أو يكتب لإنشاء معارفه الخاصة.
وأكد الملاح أن لكل قارئ ذائقته القرائية، ومراكمة القراءة يعلي تلك الذائقة التي تستطيع أن تصنف القارئ، وتضعه في مصاف الناقد لأن الناقد اكتسب خبرات مثقلة من القراءة ومع الممارسة والخبرة امتلك آلية المقارنة وإدراك ما وراء العمل المكتوب، سواء من حيث الشكل أو الكيفية، فالقراءة لا تسير في طريق واحد هي محاولة لتنظيم الخبرات المعرفية وتشكيل فهم أوسع لما وراء الكتابة.
وأكد أنه لا سلطة للقارئ على النص، من حقه إبداء الرأي، وليس محاكمة النص، وهذا خلط في ثقافتنا العربية.
وذكر د. عبدالخالق عبدالله أن للقراءة مستويات ولا تحتاج للبحث عن جواب للسؤال لماذا نقرأ، أو لماذا تختلف ذائقتنا القرائية، لأنها لكل شخص ميوله، وأن القراءة تتدرج وكل قارئ يختار ما يناسبه، وأكد أن معدل القراءة بين الجيل الحالي مرتفعة ومذهلة.
وذكرت د. بروين حبيب أن الرواية “فنّ” في المقام الأول، عجينته الواقع ووسيلته الخيال، يجب أن تبتعد الرواية مسافات ومسافات عن النقل المباشر والمرآوي للواقع. البعض لا يفهم من الرواية سوى أنها مجرد “حامل” للأفكار وكراسة لتدوين الأحداث والوقائع التي جرت، وليست هي بحد ذاتها منتجة للأفكار أو أنها تشكيل جمالي في المقام الأول!
للأسف إذا غاب الخيال وانتفت الغاية الجمالية من الكتابة، فلا رواية ولا فن، ستصبح أي شيء آخر غير الرواية، وهناك برامج تشجع على القراءة أيام الزمن الجميل والكتب المسموعة لروائع الأدب العالمي افتقدنا هذه البرامج>
وتساءل الحضور ما الفرق بين القراءات الأدبية مثل الشعر أو القصة القصيرة مثلا والرواية وليس باقي أفرع المعرفة، وهل الخلفية الثقافية والتجربة الشخصية للقارئ تؤثر في القراءة، وهل تختلف طريقة القراءة باختلاف غرض القراءة.
وأكدوا دور الذائقة في القراءة، وأن نمط الرواية ونوعها وليد كل مجتمع وظروفه فالأدب متنوع ولكل ذوقه واهتمامه.
وأن الشباب آراءهم مختلفة حول الأعمال الأدبية، حسب الذائقة والخبرة القرائية المتراكمة وممكن نجد بينهم من يتفق أنها أعمال خالدة، وأن وسائل الاعلام تسلط الضوء على بعض الكتب ضعيفة المحتوى ما يلقي بظلاله في تكوين الذائقة القرائية لدى الشباب والقارئ عموما.
وأن القراءة عادة تكتسبها الشعوب بتراكم تاريخي نحن مازلنا نشكو من الأمية في كثير من مجتمعاتنا، إضافة إلى أن ثقافتنا الأولى أو التقليدية كانت شفوية أو ربطت بين الكتاب والمصحف الكريم فالقراءة كانت بهدف دينيّ بالأساس.. كما أن المرأة حصلت على حقها في التعليم متأخرا وكما نعلم المرأة هي التي تكسب الطفل مهاراته الأولى.