دبي الامارات العربية المتحدة
سلام محمد
أكد الدكتور أحمد سيف بالحصا رئيس مجموعة بالحصا رئيس جمعية المقاولين بالدولة، أن التوطين الحقيقي لا يكون في زيادة الكوادر الوطنية فحسب، وإنما في إشراك الكفاءات منها في صنع القرار الاقتصادي لوطنهم. مشيداً بجهود غرفة دبي بهذا الشأن، حيث عملت منذ فترة ليست بوجيزة على تشكيل لجان عمل استشارية يشارك من خلالها نخبة رجال وسيدات الأعمال من أبناء الوطن في مراجعة واقتراح التشريعات الاقتصادية بإمارة دبي ضمن آلية تحفّز على وضع مرئياتهم حيز الدراسة والتنفيذ.
جاء ذلك خلال استضافة مجلس حنيف حسن القاسم الثقافي، للدكتور أحمد سيف بالحصا ليتحدث عن ملامح النهضة الاقتصادية والتنموية في الدولة بصفته شاهداً على ما عاصرته هذه المسيرة منذ عهد الإدارة البريطانية مروراً بتأسيس الاتحاد وما بعده. وحضر الندوة التي حملت عنوان “تجربة وطن” كل من معالي عبدالله المزروعي ، ومعالي سعيد الرقباني المستشار الخاص لحاكم الفجيرة، وسعادة أمين الأميري وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لسياسات الصحة العامة والتراخيص، ولفيف من المهتمين في الشأن الاقتصادي والوطني.
وتناول بالحصا تجربة العمل في لجنة التشريعات ولجنة السياسات في غرفة دبي، ودورهما في صنع القرار الاقتصادي على صعيد الإمارة والدولة، حيث شارك بالحصا بمشاركة أعضاء هذه اللجان في مراجعة التشريعات والقوانين ذات الصلة ببيئة الأعمال ورفع المقترحات بشأنها بالتعاون مع اللجنة العليا للتشريعات بإمارة دبي وغيرها من جهات.
كما دعا بالحصا إلى ضرورة سن قانون يقضي بأهمية كشف الوثائق التاريخية للعامة في وطننا العربي أسوة بالتجربة البريطانية، حيث تمر على الدول تجارب تتطلّب الوقوف على دروسها والاستفادة منها، منها مرحلة ما بعد الإدارة البريطانية للدولة والتي تفتقر للتوثيق الكافي بحكم قلة الموارد في حينها.
وجدّد بالحصا دعوته بأهمية صون نعمة الاتحاد والمحافظة على مكتسباته من كافة مواطني الدولة، لا سيما الأجيال القادمة والتي لم تعايش حساسية تلك المرحلة وما واجه تأسيس هذا الكيان الذي ننعم بظله اليوم من تحديات جسام . وأشار بالحصا لبركات الاتحاد مستشهداً بتخصيص أول ميزانية اتحادية والتي بلغت حوالي ١٧٥ مليون درهم والتي شهدت قفزات مذهلة في الأعوام التالية لتسهم في بناء النهضة الاستثنائية والتنمية الشاملة التي عمت أرجاء البلاد.
واستذكر بالحصا بداياته الوظيفية المتواضعة، إذ عمل سائقاً لنقل الركاب مما أكسبه أكثر من 1000 درهم شهرياً، ثم قرر بيع سيارته والعمل في إحدى مؤسسات رجل الأعمال عبدالله الغرير في عام 1968، براتب لا يتجاوز الـ300 درهم شهرياً طمعاً بكسب الخبرة والتوجيه، وهو ما على شباب اليوم البحث عنه، فالخبرة قيمتها لا تقدّر بثمن. وكشف بالحصا عن أهم المنعطفات الإيجابية في مسيرته المهنية حين قرّر بيع منزله بـ 50 ألف روبية، ليؤسس شركة الاتحاد التجارية والتي اختار لها هذا الإسم تيمناً وإيماناً بأهمية اتحاد إمارات الدولة، ومازالت هذه الشركة شامخة منذ ذلك الحين. وختم بالحصا ندوته بثلاثة نصائح، أولها التمعّن في دروس الماضي لما فيه من كنوز وطنية، ثم الإرادة والإصرار في تحقيق الأهداف، فالعقبات قادمة لا محالة. وأخيراً بمواصلة التعليم، فالعلم منبع التواضع والنور.