تنافس “12”متسابقة في اليوم الخامس من الدورة “الرابعة ” لمسابقة الشيخة فاطمةبنت مبارك الدولية للقرآن الكريم
أصوات ندية ومنافسة قرآنية قوية تنال إشادة واستحسان الحضور
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
أشاد جمهور المتابعين لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم بمستوى المتسابقات الحافظات لكتاب الله في فعاليات اليوم الخامس للدورة “الرابعة ” من مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم والمقامة فعاليتها على مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي، حيث تنافست 10 متسابقات بأصوات قرآنية ندية في تنافس شريف وذلك بحضور المستشار إبراهيم محمد بوملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة وأعضاء اللجنة وعدد من المسؤولين ومرافقي المتسابقات، وجمهور غفير من المتابعين لفعاليات المسابقة في فترتيها الصباحية والمسائية.
واستمتعت لجنة التحكيم في الفترة الصباحية ست متسابقات وهن شفاعة ايسفو محمد من النيجر و امنة يوسف عوض محمد من السودان و لدن حسن حسين من جيبوتي و دك نور فاطن وحيدة من بروناي و تماري انتادزي من جورجيا و سلمى شمس الدين ادريس من اثيوبيا أما في الفترة المسائية فقد تقدمت أمام لجنة التحكيم كلا من عائشة بشير علي من ليبيا و زين خميس عبدالله النعيمي من البحرين و سمية علمى محمود من موزنبيق و فاطمة داسا ايدجا من توجو و رميصاء حساني من البانيا وسارة شابانوفا جيجادزهوفا من بلغاريا.
وأشاد المستشار إبراهيم محمد بو ملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بمستوى المتسابقات في حفظ كتاب الله وتلاوته وثقتهن العالية في أنفسهن أثناء تلاوتهن القرآن الكريم أمام لجنة التحكيم وسعيهن لتحقيق أفضل النتائج في المسابقة وتمنى لجميع المتسابقات التوفيق واستمرار العطاء في حفظ كتاب الله والسعي دائما لتطوير أنفسهن في التلاوة والحفظ والتجويد ، و أشار المستشار بو ملحة أن النجاح الكبير الذي لاقته مسابقات الجائزة في الأوساط المحلية والعالمية منذ بدايتها وحتى الدورة الرابعة لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم هو بفضل الله أولا وبالدعم السخي والرعاية الكريمة والمستمرة من راعي ومؤسس الجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
و أضاف أن التنافس والتسابق في مجال القرآن الكريم هو تنافس في أشرف ميدان وأعظم مجال فهو من أجل الأعمال وأرفع القربات “و في ذلك فليتنافس المتنافسون ” وإن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وكافة المسابقات التي تنظمها الجائزة والتي تستقطب خيرة حفظة كتاب الله تعالى من جميع أنحاء العالم وأصحاب الفضيلة العلماء في فعالياتها وأعضاء لجان تحكيم المسابقة هم علماء بكتاب الله تعالى وقراءاته وأحكامه، وهذا ما جعل جائزة دبي الدول للقرآن الكريم و جميع فروعها في محل الاهتمام لدى جميع المسلمين في أنحاء العالم والمهتمين بتعاليم وحفظ كتاب الله وقيمه الإيمانية والروحانية والتي تتزين بها أجواء مدينة دبي على مدار العام.
وفي لقاء مع متسابقات اليوم الخامس، ذكرت لدن حسن حسين من جيبوتي والبالغة من العمر ستة عشر سنة أنها بدأت حفظ القرآن الكريم بسن الثانية عشر في مركز التحفيظ الوحيد في منطقتها، واستغرقت أربع سنوات لختمه، شجّعتها والدتها التي لم تحفظ القرآن لكنها شاركت في دعم ابنتها لتحفظه، توفي والدها قبل ثلاث سنوات، شاركت في المسابقة المحلية في جيبوتي لاختيار مترشح لمسابقة الشيخة فاطمة وأحرزت على المركز الثاني فحزنت كثيرًا، لكن الله شاء أن تأتي عندما اعتذرت الفائزة بالمركز الأول عن المجيء لظروف خاصة ، حكت عن تجربتها مع حفظ القرآن وكيف تحوّلت حلقة التحفيظ المكونة من قرابة خمسين طالبًا من أمر اعتيادي إلى علاقة حبٍّ وبذلٍ وعطاءٍ، إذ كانت تحفظ القرآن في البداية على أنه دراسة لأنها لم تلتحق بالمدرسة النظامية إلا السنة الماضية، وعندما وصلت في الحفظ إلى سورة الشورى استبدلوا مدرّسهم بمدرّس جديد كان السبب في تغيّر علاقتها مع حلقة التحفيظ وحبّها لها، إذ ركّز هذا المعلم على درس التجويد أكثر من تركيزه على الحفظ كما يفعل المدرّس الذي قبله، ثم إنه كان يملك صوتًا جميلا كانت تتمنى أن تقرأ مثله، فصارت تبذل جهدًا أكبر للحفظ، وبخاصة عندما بدأت الجزء العشرين فزادت الهمة والشغف والحب، والآن بعدما ختمت حفظ القرآن الكريم توجّهت لتعليمه للنساء والبنات حيث تسكن مع من لا يستطعن الالتحاق بالمركز، وصارت تزورهن في بيوتهن وتحفّظهن القرآن الكريم، وقد بلغ الآن عدد من تحفظهن القرآن في بيوتهن يوميًّا قرابة العشرين امرأة وبنتًا تقوم بنفسها بالذهاب إلى بيوتهن لفعل ذلك، بكل حب، وقالت: “أحب القرآن الكريم، وبعبارة صار كلّ حياتي، إمّا أن أراجعه وإمّا أن أحفّظه، وحلمي أن أصبح معلمة قرآن بمركز تحفيظ أو أن أمتلك يومًا ما مركز تحفيظ لأننا في جيبوتي لا نملك إلا مركزًا واحدًا في العاصمة، وله فرع في كلّ إقليم، والمركز الواحد لا يغطي كل أعداد المحبين للقرآن الكريم والراغبين في حفظه، أسأل الله أن يوفقني للفوز، ولتحقيق حلم بناء مركز تحفيظ أقوم بتعليم القرآن فيه”.
وقالت عائشة بشير علي الزليطي من ليبيا، إنها بدأت حفظ القرآن الكريم بسن التاسعة في المسجد، وختمته بعد أربع سنوات، وهذه أول مشاركة لها في مسابقة دولية، وتنصح الأهالي أن يهتمّوا بأولادهم ويدخلوهم بسن مبكرة إلى مراكز التحفيظ، ويهتمّوا بحفظهم للقرآن أكثر من اهتمامهم بتفوّقهم في الدراسة، لأنه الغالب على الأهالي، إذ يحرصون على دراسة أولادهم مهملين تحفيظ القرآن الكريم، ظنًّا منهم أنّه يلهيهم عن الدراسة، ولكن عن تجربتي أقول لهم إنّ القرآن ييسّر الدراسة ويوفّق الطالب أيّما توفيق، بل إنه يجعله من المتفوقين، وقد كنت صباحًا أذهب للمدرسة، ومساء أذهب للمسجد، وكنت متفوّقة في دراستي، وتخرجّت من قسم اللغة الإنجليزية بتفوّق. وأحمد الله أن رزقني بوالدين حريصين على تحفيظي القرآن الكبير، ولا سيما أخي الأكبر الحافظ، والذي كان قدوتي في الحفظ. ورغم أنني أطلت في مدة الحفظ، لتثبيته، كما كنت أشارك كثيرا في المسابقات القرآنية لكنني لا أحرز على مراكز، ولا أوفق لكنني لم أيأس، وبذلت جهدا كبيرا لتعلم مخارج الحروف وصفاتها، وأحكام التجويد، والحمد لله، اجتزت مسابقة مكتب الأوقاف والشؤون الإسلامية، وفزت فيها لتمثيل بلدي في هذه المسابقة المباركة. أمنيتي أن أتقن القراءات العشر، وقد بدأت في ذلك، لأنتقل للمشاركة في مسابقاتها بعد ذلك بإذن الله.
وقالت زين خميس عبد الله النعيمي من البحرين، إنها بدأت حفظ القرآن الكريم، في سن الثالثة، وختمته بعد تسع سنوات، ورغم أنها استغرفت وقتًا طويلاً لأنّ الحفظ كان متقطّعًا، إلا أنها بدأت الحفظ منذ دخولها إلى الروضة بسن الثالثة التي كانوا يحفّظونهم فيها ثلاثة أجزاء (جزء: عم وتبارك والملك)، ودخلت الابتدائية وهي تحفظ هذه الأجزاء، لتكمل مشوراها بعد ذلك مع حفظ القرآن الكريم، وتذكر أنها بدأت الحفظ بالسماع والتكرار، لما كانت صغيرة، وعندما تعلّمت الكتابة والقراءة اختلفت طريقة حفظها عن مجرد التكرار والتلقين إلى أن وصلت إلى حفظ خمسة أوجه في اليوم، ورغم مرور فترات ركود كثيرة إلا أنها تغلبت عليها. وعن استعدادها لمسابقة الشيخة فاطمة قالت إنها دخلت حلقة للمراجعة المكثفة، فكانت لها ختمة في الشهر مع المجموعة عدا ختمتها على الشيخة، وبدأت بمراجعة خمسة أجزاء إلى أن وصلت إلى مراجعة عشرة أجزاء في اليوم، إذ تراجع جزئين بعد كل صلاة.
كما روت لنا رميصاء حساني من ألبانيا -البالغة من العمر سبعة عشر ربيعًا – قصة أسرتها مع مسابقات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، إذ جعلوا همّهم المشاركة فيها، وكان التنافس بينها وبين بنات وأولاد خالها وخالاتها كبيرًا، وقد فاجأتنا بأن المتسابقة فاطمة برذوشي في الدورة الثانية والمتسابقة زينب برذوشي في الدورة الثالثة من مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم كانتا ابنتي خالتها، والمتسابق عبد الرحمن برذوشي في الدورة الثالثة والعشرين للمسابقة الدولية للذكور التي تقام في رمضان ابن خالتها أيضًا. وقد كانوا يتنافسون على المراكز التي يحصلون عليها في هذه المسابقات، وبعد مشاركتها الآن فهي حزينة لأنّ باب التنافس والتحدي الذي كان بينهم أُغلق. وإنها ترجع فضل حفظها للقرآن الكريم بعد الله عزّ وجلّ لوالدتها التي كانت لا تتركهم ينامون بعد الفجر، فكانوا يجلسون جميعًا في البيت ليحفظوا القرآن الكريم حتى يذهبوا للمدرسة، وبقيت حتى الآن على ما ربـّتهم والدتهم من عادة حفظ القرآن بعد الفجر، وإنها تعجز وإن أرادت أن تنام عن النوم لأنها تحس أنها تتخلى عن شيء ثمين، وهكذا حفظت أغلب القرآن الكريم في البيت على يد والدتها، ولمّا بقي على ختمها جزءان التحقت بمركز للتحفيظ ختمت فيه ما تبقى لها، وبقي حلم الحصول على إجازة بالسند المتصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلمها، حتى إنها التحقت بحلقة أيمن السويد يلكنها لم تحصل منها إلا على إجازة الجزرية، ولم تستطع الحصول على سند الحفظ لصعوبة شروطهم، وظلت حزينة حتى العام الماضي عندما ذهبت إلى مكة، وتعرّفت هناك على شيخة أجازتها بحفظ القرآن الكريم بالسند المتصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الآن تقوم بتحفيظ القرآن الكريم وتدريس أحكام التجويد بالمركز نفسه الذي حفظت فيه، ورشحها للمشاركة -هي وأبناء خالتها- في مسابقات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم. وفي ختام حديثها قالت: “هناك حالات يشعر فيها الإنسان بالاكتئاب، ولا يجد العلاج، ويلجأ للأطباء، وأنا أعتقد أنّ القرآن علاجه، وأنه سيشعر بالتحسّن والراحة والطمأنينة بمجرد لجوئه إليه، فالكلّ يريد الحياة الهادئة، والجميلة، وأعتقد أنّ القرآن هو الطريقة الوحيدة لهذه الحياة، والوسيلة للحصول على السلام الداخلي.
واختتمت جلسات المسابقة الصباحية والمسائية بتوزيع جوائز نقدية وعينية كهدية مقدمة من اللجنة المنظمة للجائزة بالسحب على كوبونات جمهور الحضور.