تواصل فعاليات مؤتمر ومعرض واجهة التعليم ومنتدى شباب الشرق الأوسط 2021
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
أكدت معالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع – خلال مشاركتها في أعمال اليوم الثاني لمؤتمر ومعرض واجهة التعليم ومنتدى شباب الشرق الأوسط 2021 .. أن دولة الإمارات تمتلك تجربة عطاء فريدة، وهي تجربة الحملة الوطنية “الإمارات تتطوع” التي تجسدت على أرض الواقع برؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، من منظور مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” “الجميع مسؤول عن الجميع”، ومن مضمون مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة “لا تشلون هم”.
وقالت معاليها خلال الجلسة الافتتاحية لليوم الثاني للمؤتمر ” هذه القيم التربوية والأخلاقية والتعليمية نريدها نهجا مستداما لنا ولأجيال الوطن” مشيرة إلى أن دولة الإمارات نجحت في تطوير منظومة متكاملة ومستدامة للعمل التطوعي في الدولة خلال الأزمات وفي كل الأوقات، وظهر ذلك جليا من خلال العطاء وروح المبادرة التي لمسناها عند الجميع.
وأضافت معاليها ” منذ مطلع العام الماضي 2020، مع بداية تفشي فيروس كورونا المستجد ، تم إطلاق الحملة الوطنية “الإمارات تتطوع”، من قبل اللجنة الوطنية العليا لتنظيم التطوع خلال الأزمات، التي تحظى برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي. هذه الحملة حظيت بإدارة وزارة تنمية المجتمع ومؤسسة الإمارات، بالشراكة مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وتم إثراؤها من خلال المنصة الوطنية للتطوع “متطوعين.إمارات”، بما يضمن تسخير خبرات ومهارات ومواهب أفراد المجتمع وإشراكها في عملية التطوع لدعم الجهود الوطنية في مواجهة انتشار – كوفيد-19 -.
وقالت معالي وزيرة تنمية المجتمع ” في سابقة إماراتية أثبتت تميزا وزخما بالمشاركة والعطاء، فقد تبنت حملة “الإمارات تتطوع” منذ البداية نوعين من التطوع هما: التطوع الميداني لدعم الجهود الميدانية المباشرة للتصدي لانتشار الفيروس، عن طريق مشاركة الخبرات والمهارات المتخصصة لمساندة أبطال خط الدفاع الأول. والتطوع الافتراضي لتحقيق الالتزام بالبقاء في المنزل للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع، والمساهمة عن بعد بتقديم المهارات والخبرات الخاصة أو عبر مؤسسة أعمال يمتلكها المتطوع، وهذا التطوع “الافتراضي” تم توفيره للمرة الأولى في دولة الإمارات، لتقديم خدمات جليلة للمجتمع بأسرع وأسلم الطرق، من جميع فئات المجتمع، ولترك أثر إيجابي، من أي مكان وفي أي زمان.
وأشارت معاليها الى أنه في غضون بضعة أشهر، وصل عدد المتطوعين المسجلين في الحملة إلى أكثر من 40,000 متطوع ومتطوعة، من المواطنين والمقيمين في الدولة من 155 جنسية، غالبيتهم من الشباب والشابات الحريصين على سلامة وسعادة ومستقبل دولة الإمارات وقالت ” هؤلاء المتطوعين ساهموا في إنجاز 650 فرصة تطوع ميدانية وافتراضية، منهم 11,500 متطوع تخصصوا في إسناد الفرق الطبية في خط دفاعنا الأول” وأضافت كما أن حملة الإمارات تتطوع بشقيها التطوع الميداني والافتراضي، تمكنت أيضا من استقطاب مئات المتخصصين المتقاعدين وكبار المواطنين، كمتطوعين في مجالات أكثر تخصصية وذات قيمة مجتمعية، بما يعكس واقع الجميع يتطوع من أجل الجميع. بذلك كان التطوع ولا يزال قاسما مشتركا ومظلة تجمعنا من عمر الطفولة حتى كبار المواطنين الذين وفرنا لهم في وقت سابق مبادرة “كبار المتطوعين”. فالتطوع لا يرتبط بعمر معين، وهو واجب وطني نؤديه بروح إيجابية وهمة عالية، لنعزز معا جودة حياة أفضل على مستوى الوطن.
وقالت معاليها ” على أرض الواقع هناك حجم عمل كبير حققته دولة الإمارات بالتطوع خلال الجائحة، وهو ما يعكس أهمية دور المتطوعين سواء كانوا في المستشفيات، وأماكن الحجر، وفي مراكز الفحص، وفي المطارات، والمنافذ، وفي المدارس والمراكز التجارية، وفي تقديم الدعم النفسي والأكاديمي والصحي للجميع”.
من جانبه أكد معالي المهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي أن المعرض يمثل حجر الزاوية في الحياة الطلابية والذي تطور خلال السنوات القليلة الماضية ليصبح منصة رائدة تدعم وتمكن الشباب من تطوير نظام التعليم وفقا لرؤية قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وبناء اقتصاد معرفي تنافسي عالمي حيث تقام فعالية هذا العام في الوقت الذي تحتفل فيه دولة الإمارات باليوبيل الذهبي وتستعد للخمسين عاما القادمة، وهو ما يمثل في حد ذاته رسالة قوية تؤكد اهتمام قيادتنا بتمكين الشباب، وتطوير مهاراتهم لتتناسب مع متطلبات سوق العمل المستقبلي، وتحفيزهم للانضمام إلى الجهود المبذولة لبناء اقتصاد ومجتمع مستدامين.
وقال معاليه إن إشراك الشباب وصقل مهاراتهم في جميع القطاعات لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي ومع استمرار تغير المناخ الذي لا يزال يمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه تشكيل المستقبل، يظل التعليم ضرورة لا غنى عنها من أجل مواجهة العقبات وتعزيز العلوم والتعليم والمعرفة بین جيل المستقبل. نحن نعتمد على نظام من ثلاث ركائز يتمحور حول الشباب والتعلم والتنمية المستدامة.
وأضاف إن التعلم هو نهج كامل ومتكامل يتجاوز التعلم القائم علي التعليم المدرسي، ليشمل التعلم من خلال المجتمع المحلي انطلاقا من التفاعلات بين الطلاب ومجتمعهم ونظام قيمه وتقاليده وهذا بدوره يمكن أن يساعد في توجيه السلوك الفردي والاجتماعي وتعزيز الممارسات المستدامة.
وتوجه معاليه بالنصح للشباب قائلا ” إن نصيحتي لكم هي أن تتبنوا التكنولوجيا في حياتكم اليومية وتتعلمون المهارات المناسبة للتكيف مع متطلبات المستقبل، لأن وظائف المستقبل لن تكون هي ذاتها الوظائف التقليدية التي نعرفها اليوم. لذلك، ستحتاج إلى تعلم مهارات جديدة، ورعاية إبداعكم، وصقل قدراتكم على حل المشكلات، واعتناق الأخلاق البيئية والذكاء العاطفي” مؤكدا أن الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة والقادة والخبراء، تسير في الاتجاه الصحيح بالفعل نحو تنفيذ استراتيجيتنا لتطوير أنظمة التعلم المتكاملة التي تحقق تمكين الشباب وتعزز من دولة الإمارات كنموذج يحتذى به في التقدم والتنمية البشرية المستدامة بفضل قدرة شبابنا وطاقاتهم لقيادة الطريق نحو مستقبل مشرق.
وأشار الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا في محاضرته حول الابتكار في المستقبل و ريادة الأعمال إلى أن الابتكار في المستقبل وريادة الأعمال أصبحت من أهم الموضوعات التي تهم مستقبل طلبتنا وخاصة في مجال استشراف مهارات المستقبل وكيف نهيئ طلابنا وطالباتنا لهذا الدور الهام وليكونوا بالفعل لهم دور في تنمية الاقتصاد في دولة الإمارات واستعرض دور كليات التقنية في دعم ورعاية الطلبة في مجال الابتكار ومجال ريادة الأعمال وكيف يكون لهم دورا أكبر في إطلاق مشاريعهم في مجال المشاريع الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وتحدث عن إستراتيجية الجيل الرابع لكليات التقنية التي تعتمد على ثلاثة أركان رئيسة، أولها تخريج الشركات ورواد الأعمال حيث أن دور كليات التقنية ليس فقط في تخريج الآلاف من الطلاب بشهادات أكاديمية وشهادات احترافية بل كذلك الدعم في تخريج الشركات التي أصبحت جزء من منظومتنا الاقتصادية في دولة الإمارات. والجزئية الثانية تهيئة الفرص لجميع الطلبة وتكون بالفعل تهيئهم لفرص وظيفية وفرص في مجال ريادة الأعمال بطريقة مختلفة على حسب البرامج التي يلتحقون بها، وتخريج قيادات فنية بمعنى أن كل خريج اليوم لديه شهادة أكاديمية وشهادة احترافية في آن واحد.
من جانبها أشارت العنود الكعبي مديرة البرامج التعليمية في مكتب ولي العهد بأبوظبي إلى أهمية ربط مهارات المستقبل بالبرامج التعليمية للشباب وكذلك أهمية الاستماع للشباب حيث أجرى مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل استطلاعا وصل إلى 3000 طالب وطالبة داخل وخارج الدولة ركز على طموحاتهم ومخاوفهم ومصادر القلق لديهم وآمالهم في المستقبل وأيضا أجرينا مختبر اليوبيل الذي كان مع نخبة من شباب الإمارات لـ 100 من طلاب الإمارات المبدعين والمبتكرين والذين لديهم استعدادا للمساهمة في بناء مستقبل دولة الإمارات، وتخيل الإمارات 2071 وتطرقنا إلى أساليب تعلم جديدة مثل التعلم التفاعلي والتجريبي والتعاوني وإدراج الذكاء الاصطناعي وتكامل الذكاء الاجتماعي والعاطفي، والتقنيات الحديثة لاستخدامها في العديد من القطاعات مثل التنقل والأغذية وتدوير النفايات.
وقال سعادة حمد بن غانم بن علي بن حمودة الظاهري إن الشباب هم الركيزة الأساسية لكافة المجتمعات الناجحة والمتطورة، والاستثمار في طاقات الشباب وتمكينهم من مواجهة التحديات والعمل على إعداد قيادات شبابية ناضجة، قد أصبح من الضرورة والأهمية الكبيرة في بناء الوطن، كما أن تنمية المهارات القيادية للشباب وطلبة الجامعات وتوفير التدريب الفعال لهم يعزز من صقل شخصية الطلبة الشباب ويحفزهم على المشاركة المجتمعية وتطوير الصفات المؤهلة لأن يكونوا الشخصية الناجحة والقادرة على تحقيق التغيير الاجتماعي الإيجابي ويكتسب أهمية إستراتيجية واستشراف المستقبل، فكلما كان الشباب متعلما وقياديا تكون المجتمعات أكثر تطورا.
وقالت سعادة لورين ويلي الملحق الثقافي في سفارة الولايات المتحدة لدى الدولة إن من أكثر الأمور إلحاحا هي معرفة كيفية تعليم الجيل القادم حيث يحتاج التعليم في المستقبل إلى إمكانية التغيير والتكيف بالسرعة التي يتغير بها المجتمع والتكنولوجيا والأعمال ويحتاج التعليم في المستقبل إلى تقديم خيارات التعلم مدى الحياة، والتي تتواءم مع ما تحتاجه الشركات وأصحاب العمل كما أن الجامعات يتطلب منها تقديم خيارات تعليمية بطريقة يسهل للطلاب والموظفين الذين هم بحاجة إليه.
وأكد طلال أبوغزالة المؤسس والرئيس لمجموعة طلال أبوغزالة خلال مشاركته في معرض واجهة التعليم.. أن التحول الرقمي أصبح واقعا وملزما للجميع وهو يسري على كل شيئ، سواء كان عملا ، أو إنتاجا، أو أداء وإننا بحاجة لأن ننتقل من التعليم إلى التعلم أي نتحول من ثقافة التعليم أي القراءة وتعليم العلوم والآداب وغيرها، ثم فحص الطالب على ما حفظه من هذه العلوم حيث أن الهدف من الامتحانات معرفة قدرة الطالب على الحفظ وأنا أحدهم، أما الآن قد انتقلنا إلى مرحلة التعلم وليس التعليم حيث يقوم الطالب بتثقيف نفسه وتعليم نفسه.
وقال إنه يجب أن يكون هدف التعليم الوحيد هو الابتكار، لن أستفيد من طالب تخرج وتفوق في الحفظ أو “متلقن” أجاد قدرة التلقن ليلقن غيره وبذلك نبقى مكاننا دون تقدم، يجب أن ننتقل إلى الإبداع والإختراع. ونحن بحاجة ماسة لأن يكون دور المعلم دورا تقنيا وليس ملقنا يحمل الكتاب الذي يحتوي على معلومات تتكرر من سنة إلى أخرى ليعيدها للطالب ويمتحن الطالب على حفظ هذه المعلومات. هذا الأسلوب في التعليم لا يفيد، أنا أمام مسؤولية تجاه أبنائنا بأن أقول لهم ” لا أريدك أن تقول أنك متعلم؛ لأن المتعلم ليس له فضل لأنه تعلم وحفظ عن غيره، أريدك أن تكون مخترعا”، ودور الأستاذ لن ينتهي بل أنه سيتغير ويتحول ليصبح موجه تقني، لأن عملية التحول الرقمي تسري على جميع الأعمال في التعليم تسري على الطالب الذي يتعلم وعلى الأستاذ الذي يعلم الطالب كيف يمكنه الاختراع.
وكانت الدورة السابعة من مؤتمر ومعرض ” واجهة التعليم” ومنتدى شباب الشرق الأوسط 2021 انطلقت امس افتراضيا تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لمدة يومين بمشاركة 150 جامعة ومؤسسة تعليمية من داخل وخارج الدولة لتسليط الضوء على أحدث ما توصلت إليه العلوم وتطبيقاتها المختلفة والتقدم التقني والبحوث في مستقبل التعليم ومهارات المستقبل من خلال تواجد أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين وصناع القرار وخبراء التعليم ونخبة من ممثلي جامعات ومؤسسات تعليمية حكومية وخاصة من داخل الدولة وخارجها.