رأس المال الفكري يتمتع بأهمية كبيرة للمؤسسات فهو بمثابة قوة كبيرة داخل المؤسسة وخارجها بما يمثله من قدرة إحراز النجاح والتقدم من خلال تفوق مخرجاتها كماً ونوعاً وبما يضمن تطور المؤسسة وإعطائها الصدارة بين المنافسين ، ويتضح الأمر جلياً حينما نكتشف العلاقات الترابطية بين مكونات رأس المال الفكري ومكونات الأداء المؤسسي فهذه العلاقة الترابطية هى التى تحدد مدى تأثير رأس المال الفكري فى جودة الأداء المؤسسي حيث أن نوعية تلك العلاقة تأثيرية متبادلة بينهما . وهناك مكونات رأس المال الفكري مثل : رأس المال البشري وهو المصدر الأساسي للابتكار فى المؤسسة وذلك لتوافر قدرات عقلية ومهارية ومعنويات مرتفعة لموظفي المؤسسة تسهم فى إيجاد الحلول العملية لمتطلبات وحاجات المتعاملين ، و رأس المال الهيكلي : هو يتضمن القدرات التنظيمية للمؤسسة ، والتي تلبي احتياجات المتعاملين من خلال نقل المعرفة وتعزيزها فى الأصول الفكرية الهيكلية كنظم المعلومات ، وسمعة المؤسسة وبراءات الاختراع ، ومقاييس الجودة المصممة لحاجات المتعاملين ، و العلاقات كرأسمال للمؤسسة: وهو يعكس طبيعة العلاقة التي تربط المؤسسة بمتعامليها ومورديها ويمثل القيمة التى ينتجها سعادة المتعاملين وولائهم عن الخدمات المقدمة من المؤسسة . وأما مكونات الأداء المؤسسي مثل : تمكين الموظفين : وتعني مدى امتلاك الموظفين لعملية اتخاذ القرار على مختلف المعلومات ، إدارة الفريق ذاتياً : المقصود تمكن الفرق من اتخاذ القرار حول عملية التخطيط وسير أداء العمل وتقييم عملهم كنمط من أنماط الإدارة الذاتية ، الموارد التكنولوجية : وتعني التكنولوجيا المستخدمة داخل المؤسسة والتى تعمل على تقديم خدمات أفضل للمتعاملين ، التدريب والتعليم المستمر : وهو مدى توافر المعلومات داخل المؤسسة واستخدامها فى ظروف العمل ومواجهة التغيرات الدائمة ، إدارة الجودة الشاملة : تهدف تلك العملية إلى الحصول على نتائج ذات جودة عالية بهدف تحسين إدارة الموظفين على الإدارة العملية الذاتية لعملهم . يتضح من السرد السابق نتيجة غاية فى الأهمية هى أن العلاقات كمكون من مكونات رأس المال الفكري للمؤسسة تتمحور حول سعادة المتعاملين،وفى نفس الوقت نجد أن الموارد التكنولوجية كمكون من مكونات الأداء المؤسسي يعمل على تقديم أفضل الخدمات للمتعاملين لتحقيق سعادتهم واكتساب ولائهم للمؤسسة ، كما نجد أن رأس المال الهيكلي المتمثل فى الأصول الفكرية الهيكلية كنظم المعلومات يتصل بعلاقة طردية بالموارد التكنولوجية كمكون من مكونات الأداء المؤسسي فكلما زادت الموارد التكنولوجية للمؤسسة كلما كان هناك رأسمال هيكلي لنظم المعلومات يمكن الاستفادة منه وتنظيمه لتحقيق سعادة المتعاملين ، وأخيراً فإن رأس المال البشري كمكون لرأس المال الفكري يهدف إلى تلبية حاجات المتعاملين فى نفس الوقت تهدف عملية إدارة الجود الشاملة تحسين إدارة الموظفين بهدف تقديم خدمات ذات جودة عالية للمتعاملين .
