سباقات جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للجياد العربية تحط رحالها في مملكة الفرسان
تنطلق عصر غد الخميس بميدان الأمير سلطان بن عبد العزيز
بطل كحيلة كلاسيك الجواد العملاق “طلاب الخالدية” يقبل التحدي على لقب الشوط الرئيس
الرياض –المملكة العربية السعودية. محمد طه
اعداد سلام محمد
من أرض الدهناء ومهد الخيل، تنطلق عصر غد الخميس ، من ميدان الأمير سلطان بن عبد العزيز في عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة الرياض، سباقات جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للخيول العربية الأصيلة في أول محطة عربية لهذه الجائزة المرموقة التي ظلت تخدم سباقات الخيول العربية الأصيلة على مدى 37 عاما منذ أن أطلقها سموه بميدان كيمبتون بارك في المملكة المتحدة. ويتألف الحفل التاريخي من ستة أشواط مثيرة للجياد العربية الأصيلة من مختلف الدرجات.
ويأتي اختيار مملكة الفرسان لتكون الوجهة العربية الأولى التي تطل منها الجائزة على مجتمع الخيل عربياً وعالمياً، تقديرا لمكانة المملكة الشقيقة في قلب جزيرة العرب حيث نبتت الجياد العربية الأصيلة وولد على صهواتها فرسانها الميامين قبل أن تنداح الى كافة أرجاء العالم لتنشر قيم الأصالة والفروسية والحقة.
والمملكة الشقيقة التي تمثل خط الدفاع الأول عن قيم وتراب العروبة والاسلام، تولي عناية خاصة واهتماماً عظيما بهذا الجانب نظراً لتغلل حب الفروسية والخيل في وجدان الشعوب السعودي حيث تنتشر مرابط واسطبلات الخيل حيثما وقع البصر.
اهتمام خاص من راعي السباق
يحظى السباق باهتمام خاص ومتابعة مباشرة من راعيه سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم حيث وجه سموه اللجنة المنظمة لسباقات لسموه لتوسيع رقعة سباقات الجائزة لتقام في 6 دول عربية على رأسها المملكة العربية السعودية. وأكد سموه أن المملكة تمثل إحدى مراكز الثقل فيما يتعلق بالخيل والسباقات العربية التي شهدت تطوراً وازدهارا كبيراً في المملكة خلال الأعوام الماضية ومشيداً سموه بالنجاح الكبير الذي حققه كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيل العربية بميدان الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود في الفترة الأخيرة، لافتا سموه الى أن هذا السباق يمثل تجسيداً لاهتمام دولة الإمارات بالمحافظة على الخيل العربية ونشر سباقاتها عالميا.
وعبّر سموه عن فخره بدخول اسطبلاته الخاصة التي تحمل اسم شادويل، ولها مقرات في بريطانيا وايرلندا والولايات المتحدة، راعية لهذا السباق الذي يثمل الجولة الختامية لهذا العام من جائزة سموه لسباقات العربية التي تقام في 10 دول في جميع قارات العالم، لكنها المرة الأولى التي تحط رحالها في دولة عربية ما يشير الى أهمية المملكة كمحطة رئيسية في هذا البرنامج.
الكبار في الميدان
نجم إسطبلات الخالدية وبطل سباق الفئة الأولى كحيلة كلاسيك بميدان لهذا العام، الجواد الفذ “طلاب الخالدية” للأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، يكتب العنوان الرئيس للحفل المشهود ويقبل التحدي على لقب الشوط الرئيس (تكافؤ 1800 متر) ويمثل معيار القياس في هذا الشوط وربما في أي سباق عربي في الوقت الحاضر بفضل معدله البالغ 124 رطلا، ما يجعله أحد أعلى الخيول العربية تصيفاً في العالم، وهو غير مهزوم وفائز بكلتا مشاركتيه هذا العام بما في ذلك كأس الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمي، وهو جواد استثنائي يمثل فخر الإنتاج السعودي وعز اسطبلات الخالدية وتصعب هزيمته في أي سباق. ويشارك الى جانبه رفيقه “مراد الخالدية” (تصنيف 110) والفائز مرتين هذا العام وكلاهما باشراف المخضرم مشرف بن مطلق. ويواجهان هنا الثنائي الدولي لمربط عذبة “مذهاف عذبة” (107) و”منتصر الخالدية” (109) باشراف البريطاني فيل كوينغتون، وهما من خيرة الخيول وأعلاها تصنيفا. ويضم الشوط خيولا أخرى يقل تصنيفها عن 100 أبرزها “نصار الخالدية” و”جنوبي الخالدية” و”عاصم الخالدية” ما يجعل الشوط ممتعاً بالفعل وخير ختام للحفل التاريخي.
إثارة لا تنقطع
يفتتح الحفل بشوط للأفراس فقط على مسافة 1400 متر بمشاركة ثماني منهن أبرزهن وأعلاهن تصنيفا “هنوف الخالدية” لمربط عذبة، ورفيقتها الدولية “شموس عذبة” فيما تشكّل خيول مربط سيالة تحدياً عن طريق “الريم سيالة” و”مليحة سيالة” بإشراف ريعان البراهيم.
وفي الشوط الثاني مفتوح الدرجات، (حصن وأفراس) بمشاركة 14 منها على مسافة الميل، تتجه الأنظار نحو ثنائي الخالدية “مباشر الخالدية” ورفيقته “وثابة الخالدية الثانية” بإشراف مطلق بن مشرف، فيما يشكل “عساف الخالدية الثاني” خطورة معتبرة بجانب “أخزم عذبة” للأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز والمدرب عبد الله بن مشرف. ويحتدم التنافس في الشوط الثالث للخيول المبتدئة والفائزة بسباق أو سباقين (حصن وأفراس) بين 11 رأسا أبرزها “نادر الخالدية” ورفيقه بالاسطبل “شبل الخالدية الثاني” ويبلغ معدلهما 95 رطلا. وينازعها شرف الفوز “منيع الخالدية” لأحمد بن عبد الله الشمري، و”ضافي البشري” ملك عبد الملك أحمد الحصين. الفرصة مهيأة أيضا لكل من “لبيب الخالدية” و”صدام الهنا لإثبات وجودهما.
حصة كاملة من الخيول (18 خيلا) تتصارع بالشوط الرابع المفتوح (تصفيات بطل الميادين) على مسافة الميل وتتاح فيه الفرصة للخيول المصنفة وأعلاها “نافذ الخالدية” (77 رطلا) باشراف مالكه بندر آل حثلين و”لهيب الشحانية” لعبد الله بن علي العريني بجانب “رزين الخالدية” لمحمد ظافي آل محمد و”شداد” لأحمد بن عبد الله الشمري والمفاجآت ورادة من بقية الخيول في هذا الشوط الصعب.
تتنافس أحد عشر من خيول الإنتاج السعودي (حصان وأفراس) بالشوط الخامس على مسافة 1800 متر، وهو شوط تتقارب فيه مستويات الخيول المشاركة وعلى رأسها “جلمود الخالدية” لموسى عبد الرحمن آل موسى ويبلغ معدله 85 رطلا، لكنه يواجه تحديا من حصان مربط براحة الخيل “أحزم الخالدية” الذي يطرق بقوة على باب الفوز باحتلاله المركزين الثالث والثاني مؤخرا، و”سبّاق الخالدية” لبندر بن حزام آل حثلين و”بارع الخالدية” لمربط السنجر والذي يتطلع لإظهار براعته في هذا الشوط.
الصايغ: الرياض في طليعة المحطات الجديدة لسباقات الجائزة
أعرب ميرزا الصايغ رئيس اللجنة المنظمة لسباقات جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم العالمية للجياد العربية، عن اعتزازهم بدخول سباقات الجائزة الى المملكة الشقيقة للمرة الأولى في إطار الخطط التوسعية للجائزة والتي أقرها سموه في الفترة الماضية ووضع على رأسها المملكة الشقيقة. وقال إن السباقات العربية في المملكة تمثل واقعاً لا يمكن القفز عليه خاصة بعد اعتماد الإتحاد الدولي تصنيف سباقات ميدان الأمير سلطان بن عبد العزيز التي أقيمت العام الماضي، ومنوهاً الى أن الخيول السعودية لها حضورها بالبارز بالساحة العالمية ولها مشاركات مقدرة وإنجازات مشرّفة في قمة سباقات جائزة سمو الشيخ حمدان راشد العالمية بمضمار نيوبري، فضلا عن فوزها التاريخي بسباق الفئة الأولى دبي كحيلة كلاسيك في أمسية كأس دبي العالمي لهذا العام عن طريق الجواد الموهوب “طلاب الخالدية” الذي كان خير سفير لإنتاج المملكة من خيول السباق ذات المستوى الرفيع، ولإسطبلات الخالدية الشهيرة على نحو خاص.
ورحب الصايغ بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الى اللجنة لتنظيم هذا السباق ما يعكس متابعة واهتمام سموه بالسباقات السعودية. ونتمنى أن يضع هذا السباق لبنة وأسساً متينة للتعاون بين اسطبلات شادويل وصناعة الخيل السعودية عبر اسطبلات ومزرعة الخالدية ومعرباً عن تطلعهم لرؤية أبناء فحول شادويل يشاركون في المنافسات بالميدان السعودي خلال السنوات القليلة القادمة.
الصايغ أكد أن الرياض تقع في صدارة المحطات الجديدة للجائزة والتي ستنطلق منها الى العديد من الدول العربية والأجنبية خلال الفترة المقبلة، لافتاً الى أن الجائزة حطت رحالها هذا العام في سبع دول تشمل إيطاليا، هولندا، السويد، المملكة المتحدة، فرنسا، اسكتلندا، تشيلي والبرازيل، فيما غطت في أعوام سابقة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا التي ستزورها الجائزة في العام القادم حال الاتفاق على التواريخ المناسبة.
وأعرب الصايغ عن ثقته في نجاح السباق بفضل جهود واهتمام أعضاء اللجنة المنظمة بالتعاون مع الأخوة المسؤولين في ميدان الأمير سلطان بن عبد العزيز وعلى رأسهم الأخ متعب بن زيد الشمري ومتمنياً ان يأتي السباق ملبياً للتطلعات ويشكل إضافة مقدرة للميدان السعودي.
وفد اللجنة المنظمة يغادر الى الرياض
غادر فجر اليوم وفد اللجنة المنظمة لسباقات الجائزة متوجهاً الى الرياض للإشراف على تنظيم السباق الذي يقام هناك للمرة الأولى وينتظر أن يشكل إحدى أهم المحطات العربية لسباقات الجائزة التي تحظى باهتمام عالمي غير مسبوق.
وضم الوفد الذي ترأسه الأستاذ ميرزا الصايغ مدير مكتب سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة المنظمة لسباقات الجائزة، فيصل الرحماني، رئيس الإتحاد الدولي لسباقات الخيل العربية، وأعضاء اللجنة المنظمة عبد الله الأنصاري ومسعود صالح ومحمد طه وتوفيق الداعوق والمصور عبد الله خليفة، بجانب وفد اعلامي من قناة ياس.