“شيلا” ابنة فحل شادويل الراحل “شندغة” تكتسح منافسيها وتظفر بكأس شادويل “رولون” يتخطى “فاكيم” ليظفر بكأس آل مكتوم، و “إنديو” بطلا لشوط السفارة
في جولة ما قبل ختام جائزة حمدان بن راشد للخيول العربية في تشيلي
سانتياغو – محمد طه: تصوير: عبد الله خليفة
متابعه سلام محمد
اكتسحت المهرة “شيلا” ابنة فحل شادويل الراحل “شندغة”، منافسيها من الخيول الذكور وطارت الى فوز عريض بكأس شادويل على مسافة على مسافة 1000 متر لتعزز موقعها ضمن مهرات الصف الأول لهذا العام في تشيلي. جاء ذلك ضمن فعاليات جولة ما قبل الختام من سباق دبي الدولي للخيول العربية الأصيلة على جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم والتي استضافها يوم أمس مضمار هيبيكو العريق في أطراف العاصمة التشيلية سانتياغو.
وكان يوما تاريخيا لسباقات الجائزة احتفلت فيه بمرور 10 سنوات على انطلاقتها الأولى في تشيلي برعاية اسطبلات شادويل العائدة لسموه. وتألف السباق من ثلاثة أشواط للخيول العربية وهو ما لم يكن ممكناً سابقا نظرا لقلة أعداد الخيول العربية تحت التدريب والتي لم تكن تكفي لإقامة نصف شوط، فيما تكاثرت أعدادها الآن لتصبح بالعشرات وكل ذلك بفضل جهود ومثابرة سموه ودعم ومساندة اسطبلات شادويل ذات الذراع الطولى في هذا المجال.
شهد السباق ميرزا الصايغ مدير مكتب سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة المنظمة لسباقات الجائزة، وعبد الرزاق هادي سفير الدولة لدى تشيلي، وعبد الله صالح العواد سفير المملكة العربية السعودية، وعامر المجالي سفير المملكة الأردنية الهاشمية، ونور الدين سيدي عبد سفير الجزائر وسعادة هيرنان مينا مدير إدارة الشرق الأوسط وأفريقيا في الخارجية التشيلية، وريهام الفقي القائم بالأعمال في سفارة جمهورية مصر العربية، وفهد مبارك حترش السكرتير الثالث بسفارة الدولة في سانتياغو. كما شهد السباق عبد الله الأنصاري ومسعود صالح أعضاء اللجنة المنظمة وعدد من كبار مسؤولي السباقات ولفيف من أكابر ملاك ومربي الخيول في تشيلي.
عرض استثنائي في كأس شاويل
استمتعت جماهير الخيل وعشاق السباقات العربية بالعرض الاستثنائي الذي قدمته المهرة “شيلا” المستولدة في مزرعة ماندولين هيل في أمريكا من فحل شادويل الراحل “شندغة” عندما تألقت من أول تجربة لها في السباقات وسطرت فوزا ناصعا بكأس شادويل (تكافؤ 1000 متر) للخيول الناشئة عمر ثلاث سنوات حيث تصدرت منذ البداية بأداء هجومي لا نظير له في سباقات الخيول الناشئة المستجدة. باشراف المدرب خوسيه سيلفا وقيادة الفارس البارع مونيز جونيو، اتخذت هذه المهرة موقعا بارزا وكانت تجد مزيدا من القوة الدافعة مع تقدم السباق حتى انفردت تماما بالصدار وعبرت خط النهاية وحيدة بفارق سبعة أطوال عن وصيفها الجواد الخصي “ايبيدو” الذي اقتنص المركز الثاني بفارق عنق فقط عن “في باور” الذي قنع بالمركز الثالث.
قمة الإثارة في كأس آل مكتوم
بلغت الإثارة حدودها القصوى بالشوط الثاني في الحفل، كأس آل مكتوم للجياد العربية الأصيلة عمر ثلاث سنوات فأكثر على مسافة الميل، من خلال التبادل المثير للمراكز بين الخيول المتصدرة خاصة في ربع الميل الأخير وبأسلوب لم يكن معهودا من قبل في السباقات العربية. وفيما أيقن الجميع بأن “رومولو” مقبل على الفوز بعد ان اعتلى الصدارة في الفيرلونغ الأخير، إلا أن “فاكيم” كان له بالمرصاد وتخطاه خلال ثوان معدودة واندفع مسرعا الى خط النهاية في نصف الفيرلونغ الأخير ليتفاجأ الجميع بدخول آخر قوي من الجواد غير المهزوم “كال مار رولون” كفل له فوزا ساحرا وبفارق ضئيل عن “فاكيم” الذي يكون قد أحرز نفس المركز في ذات السباق للعام الثاني على التوالي! المركز الثالث ناله “رومولو” بنصف طول. وقد أشعل هذا الشوط حماسة الجميع وضج المضمار بتصفيق حار للجواد البطل.
أب يتغلب على ابنه في شوط السفارة!
ملمح آخر لقوة المنافسة بين الجياد العربية على مسافة السرعة، تكشّف في الشوط الثالث والأخير (تكافؤ 1200 متر) بمشاركة ثمانية جياد أصيلة انطلقت بقوة منذ البداية دون أن تترك مجالا للمناورة لأحد. وبنهاية الفيرلونغ الأول، انتقل الجواد “جيم شاه” لمالكه خوسيه ادواردو الى الصدارة وتشبث بها بعناد حتى المراحل الأخيرة حيث كان الأقرب للفوز قبل أن ينقض عليه “إنديو” المملوك لوالده خوان إدواردو ويسبقه بفارق ضئيل الى خط النهاية في مشهد لا يتكرر إلا نادرا تغلب فيه الأب على ابنه فكان الخاسر منهما رابحاً!! المركز الثالث ناله “أنتار” بفارق رأس.
رسالة محبة وصداقة
توجه عبد الرزاق هادي، سفير الدولة لدى جمهورية تشيلي، بأسمى آيات الشكر والتقدير الى سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، على النجاح الكبير الذي حققه سباق جائزة سموه للخيول العربية في تشيلي على كافة الصعد فنيا وإداريا وتنظيميا أو من حيث المنافسة في ميدان السباق، حيث حفلت جميع الأشواط بإثارة كبيرة وشهدت تنافسا شرسا يؤكد تطور قدرات السلالات الحديثة من هذه الخيول.
وقال: “نحن ممتنون حقا لسموه على مبادراته الطيبة ودعمه السخي لسباقات الخيل التي أصبحت قاسما مشتركا بين كافة الشعوب المتحضرة، مشيرا الى أن سباقات الخيل رياضية نبيلة تحظى بتقدير خاص من أبناء الإمارات وتنعم بدعم ورعاية أصحاب السمو الشيوخ باعتبارها مظهرا من مظاهر التراث الوطني للدولة.
وقال: نحن في سفارة الإمارات في تشيلي نفخر حقا بالمشاركة في إنجاح هذا الحدث الكبير ونشكر سموه على اتاحة الفرصة لنا للاقتران بهذا الحدث الكبير الذي يحقق شهرة واسعة لدولة الإمارات ويعكس جانبا مهما من تطورها الحضاري، مشيرا الى أن السباق يمثل رسالة صداقة ومحبة من شعب الإمارات الى الشعب التشيلي العاشق للفروسية والخيل. كما توجه بالشكر والتقدير الى ميرزا الصايغ وأعضاء اللجنة على جهودهم التي كفلت النجاح لهذا السباق.
وقال ان كل ما نقوم به تجاه هذا الحدث الكبير إنما يصب في خانة المسؤولية والواجب، وأن السفارة لن تألو جهدا في القيام بكل ما من شأنه إعلاء شأن دولة الإمارات وتعزيز مكانتها في المحافل العالمية. وكان سعادة السفير وجه دعوات الى السفراء العرب الذي لبوا الدعوة وكان حضورهم مميزا في السباق وشاركوا في تقديم الجوائز للفائزين.
رئيس اللجنة المنظمة:
جهود حمدان بن راشد جعلت شادويل قوة فاعلة في صناعة الخيل
قال ميرزا الصايغ رئيس اللجنة المنظمة للسباق، ان دخول اسطبلات شادويل الى دول أمريكا اللاتينية كان خطوة موفقة من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الذي وجه اللجنة لتنظيم سباقات في هذه البلدان في وقت مبكر لم تكن فيه تلك الدول تعترف بالسباقات العربية ولا يوجد بها خيول سباق ما يشير الى بعد نظر سموه الذي كان ينظر الى اليوم الذي ترتفع فيه راية الخيول العربية عالية خفاقة وهو ما نشهده ونسعد به اليوم وأصبحت شادويل بموجبه قوة فاعلية ومؤثرة في صناعة الخيل.
وقال: نحن لا شك سعداء بهذا النجاح لكننا نترك الحكم للآخرين، غير ان ما لمسناه من إشادة وتقدير يجعلنا مطمئنين الى أننا نمضي في الطريق الصحيح. وقال إن السباقات هي الرافعة التي ترتقي بصناعة الخيول وتفتح أمامها الفرص كما حدث هنا في تشيلي التي لم تكن بها خيول عربية التي تصلح للسباقات عندما أسسنا هذا السباق قبل 10 سنوات، لكن مع مرور الأيام بدأت الحركة تدب في أروقة هذا النشاط الذي تطور من هواية والى رياضة ثم الى صناعة وتجارة أوجدت أسواقا للخيول فرصا كبيرة للعمل.
الصايغ أكد أن السباق سيستمر خلال الأعوام المقبلة حيث تم الاتفاق منذ الآن بين شادويل والنادي على إقامة سباقين في تشيلي 2019 أحدهما في مارس، والآخر في نوفمبر سيكون أفضل وأكبر من هذا السباق. وقال نحن نتطلع لدعم أحد المشايع الرائدة في مجال الخيل سيرى النور قريبا في تشيلي ويعنى بنشر الوعي بالخيول والسباقات العربية في المجتمع وتطوير مهارات العاملين ما يضمن مستقبلا زاهرا لهذا النشاط.
لقاء مثمر مع وزير الأراضي
في إطار الجهود المبذولة لتأسيس قرية متكاملة للخيل في سانتياغو، وهو المشروع الذي يحظى بدعم سفارتنا في تشيلي واسطبلات شادويل ورابطة ملاك ومربي الخيول العربية وعدد من رجال الأعمال هناك، استقبل معالي فيليب وارد وزير الأراضي في الحكومية الشيلية وفدا ضم عبد الرزاق هادي سفير الدولة في تشيلي، وميرزا الصايغ رئيس اللجنة المنظمة وأعضاء اللجنة وخوان ادواردو مالك المزرعة المناط بها تنفيذ المشروع. واستمع الوزير الى شرح مستفيض من السفير ورئيس اللجنة وبقية أعضاء الوفد حول المشروع الذي نال اعجابه وموافقه الفورية وأكد أن البحث سيجري عن قطعة أرض مناسبه ليقام عليها المشروع الذي ينتظر ان يكون مركزا للجودة في صناعة الخيل ويضم اسطبلات للخيول مرافق حديثة ومدرسة للتعليم وأنشطة خيرية أخرى. وجرى عرض تصميم مبدئي للقرية أمام الوزير. وأكد السفير الذي يتحدث الاسبانية بطلاقة أن الاجتماع كان مثمرا وأسفر عن موافقة الوزير على طلبات اللجنة ومعربا عن تقديره لعطاء دولة الإمارات في شتى المجالات. وعبّر ميزرا الصايغ عن ارتياحه لإجازة المشروع وتخصيص أرض لإقامته مشيرا الى أن المشروع سينتقل بالخيول العربية الى مستوى آخر من التطور والازدهار.
السفراء العرب يثمون جهود الامارات في نشر سباقات الخيول العربية
اشاد عدد من السفراء العرب المعتمدين في تشيلي والذين حلوا ضيوفا أعزاء على السباق بدعوة كريمة من سفير الدولة في تشيلي عبد الرزاق هادي، أشادوا بالمكانة المرموقة التي تحتلها دولة الإمارات في عالم الفروسية والخيل.
وقال السفير السعودي عبد الله صالح العواد: “سعدنا اليوم بحضور هذا السباق المميز الذي يقام باسم دولة الإمارات تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم ونشكر الأخ السفير عبد الرزاق على الدعوة الكريمة التي تشرفنا بها حقا. وقال: العرب هم أهل الخيل قديما وحديثا ويعود لهم الفضل في المحافظة على نقاء سلالاتها وتوثيق أنسابها لأن الجزيرة العربية هي مهد الخيول العربية مشيرا الى ان الفروسية هي مفتاح فهم الشخصية العربية وتوصف الخيل في التراث السعودي بأنها (عز وهيبة) لاسيما العربية منها. وقال ان السباق كان ناجحا ومصدر فخر لنا جميعا ونشكر دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على هذا الحدث الذي يجد تقديرا كبيرا.
ومن جانبه قال عامر المجالي سفير المملكة الأردنية الهاشمية ان الخيل نالت الشرف من ذكرها في القران الكريم والسنة المطهرة، والخيل ظهورها عز وبطونها كنز وأهلها معانون عليها. وقال: لا بد وأن نتوجه بالشكر الى الأخ السفير عبد الرزاق على الدعوة الكريمة لحضور السباق والشكر كذلك لدولة الإمارات وللشيخ حمدان بن راشد المعروف بحبه للخيل ويعد من أكابر ملاكها ومربيها عالميا. وقال ان مثل هذه الأحداث تعكس صورة طيبة عن الدول والشعوب العربية خاصة وأن هذه البلاد تشتهر بحب الخيل ومعربا عن تمنياته بمزيد من التوفيق والنجاح.
وقالت ريهام الفقي، القائم بالأعمال في سفارة جمهورية مصر العربية ان السباق كان بمثابة تظاهرة عربية رائعة في سانتياغو وكان حدثا فريدا وممتعا جرى في أجواء اجتماعية وترفيهية مميزة مشيرة الى ان ما رود في الأحاديث الشريفة من أن الخيل معقود بنواصيها الخير يشير الى أهميتها في حياة الناس في مختلف العصور ومنوهة الى أن مصر عرفت الخيول منذ عصر الفراعنة. وقالت: إن دولة الإمارات لها باع طويل في هذا المجال لأنها خرجت بالفروسية العربية الى العالم وأنا في غاية السعادة بحضور هذا السباق للمرة الأولى خاصة وأنني وصلت حديثا الى تشيلي قبل عدة أيام فقط فكانت بادرة لطيفة من دولة الإمارات ولا يسعني إلا أن اشكرهم وأشكر الأخ السفير عبد الرزاق على الدعوة الكريمة التي أسعدتنا حقا وأمضينا لحظات سعيدة في أحضان الخيل.