“مؤتمر المكتبات” يختتم أعماله بالتأكيد على أهمية دور المكتبات المدرسية في التعليم (عن بعد)
بعد سلسلة جلسات عقدت بمشاركة 723 ضيفاً من 51 دولة
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
اُختتمت (أمس الخميس 12 نوفمبر) أعمال الدورة السابعة من “مؤتمر المكتبات”، التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب افتراضياً خلال الفترة من 10 حتى 12 نوفمبر الجاري، بالتعاون مع جمعية المكتبات الأمريكية، بمشاركة 723 ضيفاً، من 51 دولة عربية وأجنبية، بينها 11 دولة تنضم للمرة الأولى.
وشهد اليوم الختامي من المؤتمر، الذي يتم بثه من الولايات المتحدة الأمريكية، تنظيم جلستين حواريتين، قدمت الأولى أماندا جينتاوت، أمين مكتبة أكاديمية دبي الأمريكية، تحت عنوان “كيف تحافظ على تفاعل الطلاب”، فيما قدم الثانية تحت عنوان “توسيع دور أمناء المكتبات المدرسية في التعلم الافتراضي”، سعيد خالد، أمين مكتبة مدرسة إبن خلدون الوطنية في البحرين.
وسلطت الجلستان الضوء على أبرز أدوات التواصل بين الطلبة، بالإضافة إلى الأنشطة التي تعزز آفاق التعاون مع المعلمين من خلال تخطيط الدروس، بالإضافة إلى أهمية دور أمناء المكتبات المدرسية في عملية التعليم الافتراضي، من خلال استعراض المعارف المتمثلة في دعم وتدريب المعلمين والطلاب طبقاً لاحتياجاتهم وتنفيذ التطبيقات المختلفة لأنشطة المكتبة الافتراضية وغيرها.
وفي مستهل جلستها أكدت أماندا جينتاوت على ضرورة الاستفادة من الأوقات التي تتيحها الأزمات، وتوفير مصادر القراءة والاطلاع للطلبة، من خلال نوادي القراءة، وإشراك الطلبة في معرفة وفهم الخدمات التي توفرها المكتبات المدرسية، وبناء علاقات مهنية تعزز من الثقة والمصداقية بين المعلمين والطلبة.
وأوضحت الأهمية التي ينطوي عليها وجود فرق التربية الاجتماعية والإرشادية في المدارس، وضرورة العمل على تطوير أدوات التواصل مع الطلبة وإشراكهم مع التطلعات والأهداف التي تسعى المدرسة إلى تحقيقها، عبر إطلاعهم على مصادر المعلومات التي تقدمها ورش التدريب والتعليم التي تتيحها الفيديوهات المرئية، وما تقدمه منصة يوتيوب.
وشددت على أهمية أن يتعرف المعلم على قواعد البيانات التي يستخدمها الطالب، ومعرفة ما يحتاجه المجتمع المدرسي، إلى جانب إشراك المجتمع المحلي في المنظومة التعليمية بصورة فاعلة، وتقديم الآليات الملائمة لتطوير المناهج المقدمة.
كما استعرضت ما تقدمه مكتبة أكاديمية دبي الأمريكية من خدمات تتضمن التوصية بأبرز الكتب، ودعم التعليم الافتراضي، وتشجيع التواصل مع أولياء أمور الطلبة، فضلاً عن تقديم نشرة إخبارية كل أسبوعين تتناول ما تتيحه المكتبة الإلكترونية من كتب وخدمات، لإطلاع المجتمع المحلي، وتعزيز أدوات التواصل مع الطلبة وذويهم.
بدوره تطرق سعيد خالد خلال جلسته إلى أهمية توسيع دور أمناء المكتبات المدرسية في التعليم الافتراضي، ودعم الطلاب والمعلمين، وتطوير المناهج الدراسية، لا سيما أن دور أمناء المكتبات لا يتغير، فيما يتغير الشكل والآليات والوسائل التي يؤدون بها مهامهم سواء في العملية التعليمية الواقعية أو الافتراضية.
وعرف خالد أمين المكتبة بالشخص الذي يمتلك قدرات ومهارات خاصة، تتضمن المعرفة بالمواد التعليمية وكيفية إدارتها والتعامل معها، بهدف توسيع نطاق خدمة المكتبة، وتدعيم وإثراء المناهج الدراسية.
وبين خالد أن دور أمين المكتبة يتطلب دعم الطلبة معرفياً وتنمية مواهبهم، وتوفير المصادر الإلكترونية للمكتبة المدرسية من خلال الاشتراكات، والمصادر المفتوحة، وإنشاء المحتوى الإلكتروني الخاص، وتفعيل منصات القراءة، وقاعدة البيانات، وتزويد الاشتراكات بما تتيحه الميزانية المدرسية، والبحث عن الخيارات المناسبة للطلاب.
كما شدد المتحدث على أهمية الفاعلية والتأثير لدى أمين المكتبة، وقدرته على إنشاء محتوى يناسب الطلبة، ويرفد المكتبة ، بما يتضمن شرح لقواعد البحث عن البيانات الخاصة، بشكل يسهم في الارتقاء بمهارات الطلبة، من خلال إشراكهم والمعلمين في إنشاء محتوى إلكتروني يسهم في تعزيز مهاراتهم.
وحول طرق وأساليب توفير أمين المكتبة الدعم للطلبة والمعلمين في بيئة التعليم الافتراضية، أكد أن ذلك يستدعي فهم طبيعة المستفيدين، وتلبية احتياجاتهم، وتطوير مهاراتهم، والحرص على تنظيم الأنشطة الافتراضية، بهدف تطوير نظام التعليم عن بعد، وتنمية قدرات الطالب والمعلم، إلى جانب توفير مصادر المعلومات، فضلاً عن تقديم الدعم الفني، بهدف تطوير قدراتهم للتعامل مع المصادر الرقمية، ومهارات البحث، وتوثيق المعلومات.
وفيما يتعلق بالمنهج وتمكين المعلم من شرح فصوله أمام الطلبة، أوضح خالد أن من ضمن مهام أمين المكتبة توفير مصادر ترتبط بالمنهج، ووضع استراتيجيات متطورة في أساليب تدريسه، وإنشاء مجموعات خاصة بوحداته ذات مداخل واضحة وتحتوي على مصادر إلكترونية موثقة، فضلاً عن متابعة الاجراءات المتعلقة بتحقيق أهدافه.
وتفاعل الحضور مع المحاور التي تناولتها الجلستين، من خلال مجموعة من الأسئلة والمداخلات النقاشية، التي فتحت المجال أمام أمناء المكتبات، والمعنيين بهذا القطاع لطرح أسئلتهم، والاطلاع على الأدوات اللازمة، لمواصلة تطوير أداء المكتبات، وتعزيز مكانتها كواحدة من الصروح العلمية والمعرفية التي تسهم في تنمية وازدهار مجتمعاتها.