مركز “حمدان بن راشد آل مكتوم للموهبة والابتكار” يتبنى المواهب ويعزز الابتكار
دبي، الإمارات العربية المتحدة
من سلام محمد
تماشياً مع أهداف مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز الذي يواكب جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء مستقبل مستدام قائم على الابتكار والمواهب، يتبنى مركز “حمدان بن راشد آل مكتوم للموهبة والابتكار” التابع للمؤسسة مهمة انتقاء أفضل المواهب الإماراتية على مستوى الدولة وصقل مهاراتها وفق أحدث النظم التعليمية التي تهدف إلى الارتقاء بمنظومة التعليم المحلية وتفتح آفاق العلم في كافة المجالات أمام المواهب الصغيرة. ومنذ إنشاء المركز، نجحت إدارته في ضم نخبة من أفضل الطلاب الإماراتيين من مختلف مدارس الدولة من أجل وضعهم في بداية الطريق السليم نحو المزيد من العلم والتجارب والتدريب وفق أحدث النظم التعليمة في أفضل مختبرات العالم التكنولوجية، وكذلك إشراكهم في العديد من البطولات العلمية المحلية والإقليمية والعالمية في مختلف التطبيقات العلمية والتكنولوجية للوقوف على حجم التحدي والمنافسة العالمية في المستقبل.
وقال الدكتور جمال المهيري، نائب رئيس مجلس الأمناء الأمين العام لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز: ” يهدف مركز حمدان بر راشد آل مكتوم للموهبة والابتكار إلى نشر ثقافة الإبداع والابتكار والتصنيع في المجتمع بكل شرائحه، وهو أول مركز خدمي عام على مستوى الدولة، يقدم الرعاية والإرشاد والتدريب وفرص التصنيع الرقمي للطلبة والجمهور على مدار العام. كما نفخر في مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز بانتقاء أفضل العناصر من الطلاب الموهوبين والمبدعين للالتحاق بالمركز بهدف صقل مواهبهم ونقل مختلف العلوم إلى مدارسهم وأصدقائهم وتشجيع الجميع على تبني العلوم والتطبيقات الحديثة من أجل قيادة الإمارات في مختلف المجالات العلمية في المستقبل القريب”.
وفي هذا الإطار يبرز مركز “حمدان بن راشد آل مكتوم للموهبة والابتكار” مجموعة من المواهب الواعدة التي يعوّل عليها الوطن لحمل راية العلم في المستقبل ويكونوا قدوة لغيرهم من الطلاب لمستقبل باهر يعم أرجاء الوطن في كافة المجالات. ويؤكد مروان محمد مروان ناصر آل علي”15 عاماً” طالب في مدرسة “ATHS” للتكنولوجيا التطبيقية في دبي، والذي التحق بمركز حمدان منذ أكثر من 5 سنوات، أن المركز كان له الفضل في تطور مستواه العلمي في البرمجة وعلوم الحاسوب، وهو ما كان يطمح إليه قبل الانضمام له، حيث أجريت له العديد من الاختبارات مثل الـ “آي كيو” والبرمجة والمعلومات العامة للالتحاق. ولم يكن انضمام آل علي للمركز وليد الصدفة، بل أنه يتمتع بمواهب علمية معددة قد أهلته. فمنذ أن كان عمره لا يتعدى 10 سنوات كان مهتماً بالفيزياء، كما كانت لديه اهتمامات في علوم البرمجة، والتي أصقلها داخل المركز. وبعد ذلك صار مشاركاً في العديد من بطولات البرمجة المحلية والعربية والدولية. فقبل 3 سنوات شارك في بطولة “FLL” للروبوتات على المستويات المحلية والعربية والدولية، بالإضافة إلى إتقانه مهارات الطباعة ثلاثية الأبعاد والعديد من المهارات الشخصية مثل التحدث الجماهيري ومهارات القيادة والتفاعل والتواصل مع مختلف العلوم. ويطمح آل علي إلى التخصص في الفيزياء وتطبيقاتها التكنولوجية لما لها من أهمية كبرى في مختلف المجالات الصناعية والبحثية.
ويقول خليفة ناصر لوتاه “12 عاماً” طالب في مدرسة دبي للتربية الحديثة، والملتحق لمركز حمدان للموهبة والابتكار منذ 3 سنوات، إنه كانت لديه خلفية علمية في مجال الطابعات ثلاثية الأبعاد، وبعد التحاقه بالمركز أصبحت لديه خبرة أكبر في الطباعة ثلاثية الأبعاد ولغات البرمجة المتطورة، كما أصبح مصمماً للروبوتات داخل المركز. ويرى لوتاه أن المركز جعل منه محترفاً في هذه المجالات بعد أن كان هاوياً ويأمل في المستقبل أن يكون متخصصاً بتطبيقات ثلاثية الأبعاد، التي سوف تشمل كل شئ تقريباً بدءاً من الروبوتات والآلات والمحركات، ومروراً بأعضاء الجسم البشري الحيوية، وانتهاءً بالمنازل والهياكل العملاقة، والتي من المنتظر أن تكون الحل الأمثل لبناء مستوطنات بشرية على القمر وسطح المريخ خلال العقود القليلة المقبلة وفق تصوره.
ومن جهتها، ترى موزة خالد عبيد المنصوري “13 عاماً” طالبة في مدرسة جميرا النموذجية، والتي التحقت بالمركز منذ 4 سنوات، أن المركز فتح لها آفاق المستقبل وجعلها تكتشف مواهبها الدفينة في المجالات العلمية بالإضافة إلى مواهبها الأدبية. حيث التحقت المنصوري بالمركز بعد عدة اختبارات جماعية وفردية، وكانت أحد أسباب اختيارها هو تميزها في الرياضيات. وقبل انضمامها بالمركز شاركت المنصوري في مسابقة “فرسان الرياضيات” في دبي، حيث فازت بالمركز الأول، كما حصلت على جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز عن فئة الطالب المتميز. وتعلمت المنصوري داخل المركز لغة البرمجة والطباعة ثلاثية الأبعاد وصناعة الروبوتات والمهارات الشخصية والقيادية. وتأمل المنصوري أن تصبح مهندسة روبوتات لأنها ترى أنه الروبوتات يمكن لها تطبيق العديد من المجالات وتسهل حياة البشر داخل المنازل والصناعات المختلفة.
بدوره، انضم عبدالله عمر آل بشر “11 عاماً” طالب في مدرسة الاتحاد الوطنية الخاصة، بمركز الموهبة والابتكار منذ عامين، وأوضح أنه قبل الاتحاق كان مهتماً بتصنيع الطائرات بدون طيار والروبوتات. وبعد التحاقه بالمركز عمل على كافة تلك التطبيقات ضمن فرق كبيرة. كما أنه شارك العام الماضي ببرنامج تدريبي مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بهدف دراسة وتصميم الصواريخ النفاثة، حيث أنه صمم نموذجاً لصاروخ قادر على الطيران وفق أحدث التقنيات الحديثة. ويطمح آل بشر إلى أن يصبح مهندس طيران في المستقبل لما لهذه التكنولوجيا من مستقبل واعد في مجال الفضاء الذي أصبح مجالاً خصباً لدولة الإمارات العربية المتحدة وما يتماشى مع استراتيجيتها بإرسال مهمة لاستكشاف المريخ وتصنيع القمر الصناعي “خليفة سات”، حيث يتطلع آل بشر إلى ريادة تصنيع صواريخ الدفع الحاملة للأقمار الصناعية والمركبات الفضائية في المستقبل القريب.
وتقول سارة سعيد الحنطوبي “13 عاماً” والتي التحقت بالمركز منذ 4 سنوات، إنها قبل التحاقها بالمركز كانت تشارك في مسابقات الرياضيات الذهنية “يوسي ماس”، وانتهت من أول مرحلتين ولازالت حالياً مستمرة في المراحل المتقدمة. وتعلمت الحنطوبي داخل المركز تطبيقات الطابعات ثلاثية الأبعاد والروبوتات ولغات البرمجة، كما شاركت عن طريق المركز في العديد من المسابقات المحلية في الرياضيات والفيزياء وتصميم الروبوتات. وأضافت الحنطوبي أنه بفضل تشجيع والديها وأنشطة وبرامج المركز، أصبحت أكثر إقبالاً على تخصصات الهندسة والإلكترونيات على الرغم من تعقيدها، وأن المركز يوفر لها الكثير من المعدات والأبحاث والمختبرات المتطورة غير الموجودة في المدارس التقليدية، وهو ما يفتح لها أبواب المستقبل مبكراً للإبداع في التطبيقات الهندسية وإجراء التجارب المختلفة. وتتطلع الحنطوبي إلى التخصص في الهندسة في مجالات التصميم والاختراع والابتكار، ولديها طموح أن تكون من أصغر المخترعين في الإمارات.
وفي سياق متصل، انضمت فاطمة فرج حسن الأميري “12 عاماً” طالبة في مدرسة تريم الأمريكية الخاصة بالشارقة، للمركز منذ 4 سنوات، والتي لديها مواهب وخلفية في مجالات الرياضيات والعلوم. وداخل المركز شاركت في بطولة FLL للروبوتات ضمن فرق جماعية. وأكدت الأميري أن المركز طوّر من مهاراتها العلمية والقيادية والتحدث، وبخاصة إزالة الرهبة أثناء التحدث أمام الجمهور وهو ما كانت تعاني منه داخل المدرسة، ولكنها بعد التدريب أصبحت متحدثة في العديد من الفعاليات. وتعرفت الأميري داخل المركز على أنواع الروبوتات وكيفية صناعتها وتصميمها بداية من المراحل الأولية ووصولاً إلى المستويات المعقدة. وأصبحت تشارك من خلال المركز في العديد من المعارض العلمية ومسابقات الروبوتات الوطنية والعالمية.