وضع أخوة أصحاب الهمم في دائرة الاهتمام من خلال جملة نصائح محفزة اجتماعي
سلام محمد
دبي الإمارات العربية المتحدة
نظمت وزارة تنمية المجتمع برنامجاً تدريبياً توعوياً في ديوان الوزارة بدبي، استهدف الأخصائيات الاجتماعيات في مراكز أصحاب الهمم التابعة للوزارة، وتمحور حول دور أشقاء أصحاب الهمم في تنمية مهارات أخوتهم من هذه الفئة ودعمهم معنوياً، إلى جانب حصر الآثار النفسية والاجتماعية التي تنجم عن وجود إعاقة في الأسرة.
وأشارت وفاء حمد بن سليمان مدير إدارة رعاية تأهيل أصحاب الهمم إلى أن دور الأسرة تجاه أصحاب الهمم لا ينحصر في الوالدين فقط، إذ لا بد أن يشمل جميع أفراد الأسرة، خاصة الأشقاء كونهم من الفئة العمرية القريبة لأخوتهم، ويشتركون في الكثير من الاهتمامات والأنشطة.
وأكدت أن وجود فرد من أصحاب الهمم له أثر جامع على حياة الأسرة بكافة أفرادها، لذلك ستساهم هذه الدورة في وعي الأشقاء بأساسيات التعامل مع أخوتهم من أصحاب الهمم، ودعمهم في عمليات التأهيل والحياة الاجتماعية العامة، إضافة إلى أهمية تخفيف العبء عن كاهل الأم كشريك أساسي في عملية التأهيل والمتابعة مع مراكز أصحاب الهمم.
وأضافت وفاء حمد بن سليمان أن دور الأخصائيات الاجتماعيات في مراكز أصحاب الهمم سيمكّن الأشقاء من المشاركة الفاعلة في حياة أخوتهم، والتخلص من أية تأثيرات سلبية، وزيادة عملية التفاعل مع أخوتهم من أصحاب الهمم، وذلك من خلال برامج تدريبية وتوعوية وترفيهية ستنظمها مراكز أصحاب الهمم لتفعيل دور الأخوة كعنصر مساند في عملية التأهيل.
وأكدت أن أخوة أصحاب الهمم هم أكثر المعنيين بعد الوالدين بالحصول على المعلومات الصحيحة لفهم حالة أخيهم، وإجادة التعامل معه والتواصل مع المحيط المجتمعي بكل ثقة واقتدار، لذا جاءت ورشة العمل التدريبية من أجل تزويدهم بمعلومات عن الإعاقة وبما يتناسب مع المرحلة العمرية لهم.
وشددت مدير إدارة رعاية تأهيل أصحاب الهمم، على ضرورة مراعاة احتياجات أخوة أصحاب الهمم النفسية والانفعالية من قبل والديهم، ومحاولة تلبية هذه الاحتياجات قدر الامكان. وأهمية إطلاع الأخوة على البرامج العلاجية والتربوية المقدمة لأخوتهم أصحاب الهمم، وإشراكهم في هذه البرامج، وفي عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بشأن أخيهم.
ولفتت إلى أهمية تنظيم برامج التدخل الإرشادي والنفسي لدى أخوة أصحاب الهمم في حالات القلق أو مشاعر الخوف التي قد تصيبهم نتيجة إعاقة أخيهم، والتركيز على أخوة الأطفال ذوي الاعاقة الذهنية والتوحد كونهم يلاحظون السلوك غير التكيّفي التي قد يمر بها أخوتهم. كما لا بد من تزويد أخوة أصحاب الهمم بآليات التعامل السليم مع أخوتهم، وطرق تفريغ شحناتهم الانفعالية ومشاعرهم السلبية، وتوعية الوالدين بتأثيرات الإعاقة المحتملة على الأخوة، وتزويدهم بطرق التعامل السليم مع أبنائهم، وتخفيض حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم.
كما تطرقت وفاء حمد بن سليمان إلى أهمية مساعدة أسرة أصحاب الهمم بما فيها الأخوة، على التخلص من مشاعر الخجل من إظهار أصحاب الهمم للمجتمع، وتدريبهم على مهارات مواجهة نظرة المجتمع السلبية نحو الاعاقة، وبناء الاتجاهات الإيجابية نحوها. وكذلك تشكيل مجموعات الدعم الذاتي المؤلفة من أخوة أصحاب الهمم، بهدف إسناد ودعم الأخوة، والاطلاع على تجارب وخبرات بعضهم البعض وتبادل الأفكار حول إعاقة أخوتهم والبرامج المقدمة لهم. وتشجيع أخوة أصحاب الهمم على الحوار والنقاش والتعرف عن قرب على أخوتهم وقضاء وقت معهم، وإدماجهم في ألعاب وأنشطة مشتركة معهم لتعزيز تواصلهم.
واختتمت مدير إدارة رعاية تأهيل أصحاب الهمم، بوجوب توجيه برامج التدخل المبكر إلى مختلف أفراد أسر أصحاب الهمم بمن فيهم الأخوة، لإيضاح أدوارهم نحو أخوتهم، وتمكينهم من آليات التعامل السليم معهم، ومع نظرة المجتمع نحوهم، مشددة على أهمية توازن الوالدين في علاقاتهم مع أبنائهم سواء أصحاب الهمم أو غيرهم، على أن لا تطغى الرعاية المقدمة للأبناء أصحاب الهمم على حقوق أخوتهم الآخرين في التواصل معهم وتلبية احتياجاتهم.