برنامج زمالة “لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم 2019” للشرق الأوسط يكرّم نخبة من العالمات العربيات
ست باحثات علميات تحصدن التقدير لريادتهن في تطوير الأبحاث العلمية في المنطقة
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
كرّم برنامج “زمالة لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم للشرق الأوسط” في دورته السادسة ست عالمات عربيات رائدات، نجحن في تحقيق اكتشافات وصناعة إنجازات بميادين عملهن في العام 2019. وتأتي هذه المبادرة كجزء من برنامج “زمالة لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم” العالمي، والذي قام حتى اليوم بتكريم أكثر من 3200 باحثة علمية بارزة منذ انطلاقه قبل 21 عاماً، منهن ثلاث عالمات فزن بجوائز نوبل.
وحظي البرنامج في دورته للعام الجاري بدعم من معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة في الإمارات، وفي إطار شراكة مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا. وأقيم حفل توزيع الجوائز في فندق دبليو يوم 11 نوفمبر الجاري. وتسلمت كل من الدكتورة مريم اليماحي من دولة الإمارات، والدكتورة فاطمة المعمري من سلطنة عمان، والدكتورة وفاء عوده الطلحي من المملكة العربية السعودية، والدكتورة نور الصبيح من الكويت، جائزة مالية قدرها 20 ألف يورو لكل منهم عن فئة الباحثات العلميات لمرحلة ما بعد الدكتوراة.
في ذات الصدد، تسلمت كلا من وفاء رمضان من دولة الإمارات، وأسماء العمودي من المملكة العربية السعودية جائزة مالية بقيمة 8000 يورو لكل منهما، ضمن فئة الباحثات من طلاب الدكتوراة، وذلك تقديراً لإسهاماتها وأبحاثهما العلمية الملهمة.
وأكدت معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة أن “زمالة لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم لمنطقة الشرق الأوسط” تمثل مبادرة مهمة تحتفي بنجاح المرأة وتعزز قيمة إنجازاتها في مختلف ميادين العلم.
وقالت سارة الأميري إن تطوير وتنمية القطاعات العلمية يتطلب جهداً متكاملاً من القطاعين الحكومي والخاص، وتعزيزاً لسياسات التوازن بين الجنسين في ميدان الأبحاث بما يضمن تحقيق نتائج ومخرجات مؤثرة.
وتمنت سارة الأميري للفائزات في دورة عام 2019 كل النجاح في مسيرتهن العلمية، معربة عن أملها في أن تسهم أبحاثهن في التغلب على بعض التحديات العلمية الكبرى التي نواجهها في عالم اليوم”.
من جانبه، قال ريمي شادابو، المدير الإداري لـ لوريال الشرق الأوسط: “في العام السادس من عمر البرنامج، نعتز بأن نكرم مجموعة متميزة من الباحثات ممن تفانين واجتهدن في سعيهن نحو المعرفة وتطبيقاتها العلمية. وكان برنامج زمالة ’لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم للشرق الأوسط قد تأسس لتكريم وتحفيز وتشجيع العالمات المتميزات بمهاراتهن الاستثنائية. واليوم أصبح هذا البرنامج واحداً من أكثر المبادرات الجديرة بالتقدير في المنطقة. فالأبحاث العلمية والتزام هؤلاء الباحثات بالانخراط فيها لتحسين حياة الناس أمر عظيم ويستحق الدعم الكامل والامتنان من قبل مجتمعاتنا”.
وينبني برنامج زمالة “لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم للشرق الأوسط” على إيمان راسخ مبعثه “العالم بحاجة إلى العلم، والعلم بحاجة إلى المرأة لأنّ المرأة في العلم قادرة على تغيير العالم”.
وشهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تزايداً متسارعاً في عدد النساء ذوات الأدوار الحيوية في ميادين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، صاحبته عدد من المبادرات المدرسية والجامعية والمجتمعية البارزة. ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلم، فإن ما تصل نسبته إلى 34.57 من الخريجين بتخصصات علمية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الدول العربية من النساء، وهي النسبة التي تزيد عن مثيلاتها في الجامعات الأوروبية والأمريكية. وكانت لوريال ضمن أولى الشركات التي تطلق مبادرة عالمية واسعة النطاق لدعم وتشجيع الخريجات بتخصص في ميادين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وعقدت دورة العام الجاري من برنامج زمالة “لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم للشرق الأوسط” في إطار شراكة بين لوريال وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وذلك بفضل الرؤية المتطابقة التي يمتلكها الجانبان، والرامية إلى إفساح المجال للعالمات المتميزات ودعم حضورهن ومسيرتهن في أبحاث العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ويلتزم البرنامج بتعظيم دور المرأة في القطاع العلمي، وعلى وجه الخصوص في المناصب العليا المؤهلة لاتخاذ القرارات، وذلك عبر إزالة عوائق التمييز على أساس الجنس.
وفي معرض تعليقه على حفل توزيع الجوائز، قال الأستاذ الدكتور معين حمزة رئيس لجنة تحكيم برنامج لوريال: “لا ينبغي النظر إلى المساهمات الفاعلة من جانب المرأة العربية في ميدان البحوث والابتكارات العلمية والتنمية المستدامة باعتبارها خياراً أو رفاهية، لكن كضرورة ومسؤولية مشتركة تجمع كافة مكونات مجتمعاتنا. وتتطلب جهود تمكين المرأة العربية من القيام بدورها الرائد في مواجهة التحديات الصحية والبيئية والاجتماعية، إهتماماً بالغاً للتعامل مع الصورة النمطية التمييزية بشأن الدور الاجتماعي لكلا الجنسين، وجسر الفجوة في النظر إليهما، وحشد جهود أصحاب القرار للقضاء على التوترات السياسية والصراعات المسلحة، التي تمثل خطراً داهماً على رأس المال البشري وتنميته في العالم العربي”.
من جانبه، أوضح الدكتور عارف سلطان الحمادي نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا قائلاً: “بالنظر إلى طبيعتها ككيان أكاديمي يركز على الأبحاث، تؤمن جامعة خليفة بضرورة تمكين المرأة في كافة القطاعات، وتفخر الجامعة بدعمها لبرنامج “لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم للشرق الأوسط”، وتعتز الجامعة كذلك بأن نسبة الطالبات الدارسات للهندسة والعلوم في الجامعة من بين الأعلى في العالم، ويأتي ذلك ثمرة للدعم المتواصل من قبل قادة دولة الإمارات لتمكين المرأة. ونحن نؤمن بأن العلم لا يعترف بالفروق الجنسية – وأن ثمة حاجة ماسة في دول الشرق الأوسط لوجود مؤسسات تعليمية تهتم بالأبحاث في ميادين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وأن تدعم بكافة الوسائل الممكنة الباحثات فيها لإتمام أبحاثهن. ونود هنا أن نهنئ الباحثات العلميات الست الفائزات في دورة العام الجاري، وأن نحيي فيهن شغفهن العظيم ومهاراتهن وتفانيهن في نهل العلم ومتابعة الأبحاث”.
جوائز زمالة دورة العام 2019:
فئة ما بعد الدكتوراة
·الدكتورة مريم اليماحي (دولة الإمارات): تقديراً لأبحاثها حول تطوير أساليب جديدة وفعالة للولوج واسترجاع المعلومات من أنظمة البيانات الكبيرة.
·الدكتورة فاطمة المعمري (سلطنة عمان): تقديراً لأبحاثها حول تصنيع مواد مغناطيسية جديدة لتحل محل المواد الأرضية النادرة، واستخدامها كمكون رئيسي في إنتاج الطاقة.
·الدكتورة وفاء عوده الطلحي (المملكة العربية السعودية): تقديراً لأبحاثها حول تحسين صحة المرضى من دون الاعتماد على واهبي الأعضاء
·الدكتورة نور الصبيح (دولة الكويت): تقديراً لأبحاثها حول تقصي الآليات الكامنة وراء تطور مرض السكري من النوع 2
فئة طلاب الدكتوراة
·أسما العمودي (المملكة العربية السعودية): تقديراً لأبحاثها حول تطوير استخدام خلايا جذعية محددة لعلاج أمراض الدم مثل اللوكيميا.
·وفاء رمضان (دولة الإمارات): تقديراً لأبحاثها حول تحسين معدلات نجاح تشخيص وعلاج سرطان الثدي بين النساء.