الصحة النفسية بعد جائحة فيروس كورونا المستجد في ندوة عن بعد لمجمع دبي للعلوم
سلامة الموظفين النفسية هامة لمرحلة ما بعد كوفيد-19
تقليل الضغوط والقلق يعزز الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
في سياق سعي دولة الإمارات إلى المستقبل واستشراف الحياة عقب فيروس كورونا وإعادة افتتاح الأعمال والشركات بشكل تدريجي مع اتخاذ كافة التدابير الاحترازية، شاركت نخبة من أبرز الشخصيات الطبية وخبراء الصحة النفسية في ندوة “أدفانس هيلث” الإلكترونية التي نظمها مجمع دبي للعلوم بهدف استكشاف الاستراتيجيات التي تساعد على خفض مستويات القلق وتعزيز الصحة النفسية.
وأدار الندوة مروان عبد العزيز جناحي، مدير عام مجمع دبي للعلوم، ورئيس فريق عمل قطاع صناعة الأدوية والمعدات الطبية في استراتيجية دبي الصناعية 2030، وشارك بها كل من الدكتور عادل سجواني، طبيب العائلة وأحد أعضاء الفريق الوطني للتوعية بفيروس كورونا المستجد، والدكتور محمد طاهر، العضو المؤسس لجمعية الإمارات للصحة النفسية للأطفال واليافعين، وسارة راسمي، مدير عام مركز Thrive Wellbeing Centre، وماهر الحسان، نائب الرئيس والمدير العام لشركة BD MENA & Saudi.
واتفق المتحدثون الأربعة في ندوة “أدفانس هيلث: أهمية الصحة النفسية خلال وباء كوفيد-19″، إن الصحة النفسية ستصبح أكثر أهمية حالماً يتم القضاء على الفيروس وتعود الحياة إلى طبيعتها.
وقال مروان عبد العزيز جناحي في افتتاح الندوة: “أصبحت الصحة النفسية من أهم المجالات التي يتم التركيز عليها عالمياً بسبب ارتفاع مستويات القلق والضغوطات التي تواجهنا جميعاً. لذا فإن تبادل المعرفة والخبرات حول آليات التأقلم الفعالة لتحقيق توازن بين الحياة الشخصية والمهنية وتعزيز صحتنا سيضمن لنا توفر الأدوات اللازمة لإدارة الأثر النفسي لوباء كوفيد-19 حالياً وفي عالم ما بعد كورونا”.
وأضاف: “عيش حياة متوازنة ذات جودة عالية يسهم بتحقيق الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 ويعزز ريادة الإمارات في جودة الحياة عالمياً، وهو ما يعطي لموضوع الندوة أهميته”.
وقد شهد الدكتور عادل سجواني بشكل مباشر الأثر النفسي للفيروس على أخصائيي الرعاية الصحية في خط الدفاع الأول، حيث نوّه إلى ضرورة عدم الاستهانة به. وقال: “سوف ينتهي هذا الفيروس يوماً ما، لكن أحد الدروس المستفادة الواجب إدراكها هو أهمية الصحة النفسية لأن العاملين في الرعاية الصحية سيواجهون تحدياً كبيراً عقب القضاء على فيروس كوفيد-19. وسوف تتأقلم الحكومة مع هذا الأمر بكفاءة لأن الصحة النفسية الجيدة تعد ركيزة أساسية لرؤية الإمارات الرامية إلى تكوين قطاع رعاية صحية عالمي المستوى”.
وعلاوة على الحديث عن المستقبل، ناقشت الندوة استراتيجيات التأقلم مع الضغوطات ومشاعر القلق خلال فترة الإغلاق الحالية. وقالت أخصائية علم النفس المعتمدة سارة راسمي إن الناس قد يضعون ضغوطات هائلة على أنفسهم بسبب سعيهم إلى تحقيق أهداف لتنمية المهارات الشخصية أو تحسين اللياقة البدنية.
وقالت سارة راسمي في هذا الصدد: “إن الالتزام بمثل هذه المعايير العالية أمر غير صحي ويؤدي إلى الشعور بالضغوطات والاكتئاب عند الفشل في تحقيق تلك الأهداف. لذا أنصح الجميع بقضاء بعض الوقت كل يوم للتفكير وإعادة التواصل مع أنفسهم لأن ذلك يمنح الطاقة اللازمة لمجابهة التحديات بكفاءة”.
وبالنسبة إلى حماية الصحة النفسية والعاطفية للأطفال الآن وعندما يعودون إلى المدارس، نصح الدكتور محمد طاهر، أخصائي علم النفس للأطفال واليافعين، أولياء الأمور بإعطاء أطفالهم قدراً قليلاً وكافياً من المعلومات حول الوباء.
وقال الدكتور طاهر: “نظراً إلى أن مشاعر القلق تنشأ من عدم القدرة على السيطرة على الأمور، فمن الأهمية بمكان أن نجيب عن أسئلة أطفالنا حول هذا الوضع عوضاً عن تجنبها بهدف تخفيف آثار القلق والضغوطات”.
من ناحيته، دعا ماهر الحسان الشركات إلى التعاطف مع موظفيها خلال فترة الإغلاق، حيث قال: “يجب أن تتواصل الشركات مع موظفيها بأكبر قدر ممكن وأن تظهر روح التعاطف خاصة في هذه الفترة الصعبة، كما يجب عدم الافتراض بأن الموظفين لديهم الوقت الكافي لإنجاز كافة المهام نظراً إلى أنهم يعملون في المنزل، بل يتعين علينا إدراك جهودهم وتجنب تحميلهم أعباء فوق طاقتهم”.
واختتم مروان عبد العزيز جناحي الندوة الإلكترونية الثانية لـ”أدفانس هيلث” عبر دعوة الجميع إلى تعزيز الإيجابية والحفاظ على السلامة والالتزام بالتوصيات الحكومية مع بدء عملية تخفيف القيود.
يذكر أن مجمع دبي للعلوم يستضيف سلسلة ندوات “أدفانس هيلث” بهدف التشجيع على مشاركة المعلومات والترويج لفرص بناء العلاقات الاحترافية في الإمارات. وقد نُظم هذا الحدث بالشراكة مع Synapse Medical وConnect Communications، وقد تبنت سلسلة ندوات “أدفانس هيلث” مؤخراً الشكل الرقمي نظراً لانتشار فيروس كورونا المستجد.