حوار إماراتي إسباني حول الأدب بين الخيال والواقع في “الشارقة الدولي للكتاب”
استضاف الروائية فتحية النمر والكاتب أليكس شيكو
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 39 التي تستمر حتى الـ 14 من الشهر الجاري، كلاً من الكاتبة والروائية الإماراتية فتحية النمر، والروائي الإسباني أليكس شيكو، في جلسة حوارية نظمها ضمن سلسلة جلسات مخصصة لحوار الكتاب والمثقفين الإماراتيين مع نظرائهم الأجانب، واستعرضت الفروق بين أدب الواقع وأدب الخيال، وعلاقتهما بالأنماط الأدبية الأخرى، بالإضافة إلى مساحة الحرية التي يتيحها الأدب للكاتب في التعبير عن الآخرين.
وناقشت الجلسة التي أدارتها الكاتبة إيمان اليوسف، وعقدت (عن بعد) عبر منصة (الشارقة تقرأ)، أثر المتغيرات الراهنة والمعاصرة على الأجناس الإبداعية، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في استحداث أشكال جديدة من الكتابة النقدية، وفتح باب جديد لعلاقة القارئ بالكاتب، تتجاوز علاقته التاريخية القائمة بين نتاجه الإبداعي وحسب.
وأوضح الروائي الإسباني أليكس شيكو أن المفارقة والتفرع بين أنواع الأدب، والنزاع بين الواقع والخيال، هي المحركات والأدوات الرئيسية التي تستحوذ على اهتمام الكتّاب، لافتاً إلى أن الخيال يكمل الواقع ويثريه، نظراً للمساحة الواسعة التي يمنحها الخيال لحرية الكاتب في تناول أحلام وهموم القرّاء دون اقتحام خصوصياتهم.
وبين شيكو أن النوع الأدبي يشكل هاجساً عند المؤلف، داعياً إلى مزج الأنماط الأدبية بصورة متجانسة لا سيما في الأعمال الروائية التي تتسع لخيالات الكاتب بما يتيح له تقديم عمل روائي عظيم، يتضمن الشعر، والتاريخ، والواقع، من خلال الانتقال في الأحداث بين العصور، ونسج الشعر على لسان إحدى شخصيات العمل، والسفر عبر الزمن، وغيرها.
وحول دور وسائل التواصل الاجتماعي في المشهد الثقافي، أكد الروائي الإسباني أن المنصات الإلكترونية، أسهمت في تنويع الكتابة النقدية، وأحدثت تحولاً في سرعة النقد والاستجابة للأعمال الأدبية أو رفضها، حيث يمكن لتغريدة واحدة لا تتجاوز مدة قرائتها ثوانٍ معدودة، أن تحدث ضجة أدبية حول عمل ما، لافتاً إلى ضرورة النقد المبني على دراسة ومعرفة أدبية.
من جانبها بيّنت الروائية الإماراتية فتحية النمر أن أدب الواقع يشكل في الغالب الساحة الأولى للروائيين في بداية تجاربهم الأدبية، حيث يسيطر الواقع بأحداثه، وشخصياته، ومشاهداته على توجهات الأدباء، وقالت: “إن المهارة التي يكتسبها الروائي بعد عدد من أعماله، تدفعه إلى التساؤل حول ما إذا كان ينزلق في زاوية “أدب الاعتراف”، الذي يستند في مختلف تفاصيله إلى الواقع، حيث يبدأ بتقليص هذه المساحة وفتح نوافذ أخرى عبر أدب الخيال الذي لم يتطرق إليه قلمه من قبل”.
وأكدت النمر أنها تميل إلى مختلف صنوف الأدب، رغم تسيد الرواية للمشهد الثقافي في مختلف أنحاء العالم، داعية إلى تنويع العمل في المجالات الثقافية، مع التركيز على خوض المجال الذي يبرع فيه الكاتب، والتحلي بصفات الصدق والأمانة تجاه العمل الإبداعي، حتى لا يكون تكراراً لغيره، موضحة أنها تنطلق في كتاباتها من فكرة رئيسية، تجمع المعلومات حولها، قبل أن ترسم خريطة ذهنية لملامح العمل.
وتصف النمر نفسها بأكبر ناقد لأعمالها الأدبية، كاشفة أن عدد الإصدارات النقدية الحديثة يعد قليلاً مقابل حجم الإصدارات الأدبية، وهو ما يدفع المؤلفين والكتّاب إلى السعي نحو امتلاك مهارات وأدوات النقد الذاتي، معتبرة أن ممارسة النقد على الذات مهمة، وخصوصاً للشباب المبتدئين.