دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
كشف داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي، أن عدد الأفكار المقدمة التي تلقتها البلدية عبر نظام الاقتراحات الموحد ومجلس محمد بن راشد الذكي من بداية الأنظمة إلى عام 2020 بلغ 170,267 فكرةً، منها 17,545 مجدي، مشيراً إلى أن النظام حقق وفورات مالية منذ عام 2008 وحتى 2020 قدرها ما يقارب 105 مليون درهم.
ميثاق الابتكار
وأكد مدير عام بلدية دبي أن نظام الاقتراحات المؤسسي يشكل برنامجاً يشرك به كافة الجهات من موظفين ومتعاملين وشركاء وأفراد المجتمع بهدف تحسين وابتكار كل ما نقوم به من أعمال، وهذا أحد أبرز ركائز ميثاق الابتكار الذي تم اطلاقه لتبني أسس وممارسات الابتكار في الدائرة.
فقد تم تحقيق العديد من الدروس المستفادة على مستوى الدائرة من حيث خلق روح التنافس بين جميع الفئات، واندماج الأفكار وطرح التحديات والفرص لإيجاد حلول مبتكرة وبطرق مختلفة، وتشجيع الإبداع والتطوير والابتعاد عن الطرق الروتينية في تنفيذ المهام، واستخدام أبسط الطرق المبتكرة في تقديم الخدمات، أو إضافة خدمات جديدة لرفع مستواها، والتشجيع على الاطلاع على أحدث التجارب والتقنيات والممارسات.
من باب الاهتمام بالمتعاملين وأفراد المجتمع يتم تبني الأفكار الواردة من مجلس محمد بن راشد الذكي، للتركيز عليها وسرعة التجاوب معها وعدم تكرارها من قبل موظفي الدائرة في نظام آخر، مما يقلل الوقت المخصص للرد على الأفكار وتقييمها وتطبيق الأفكار التي يمكن الاستفادة منها.
طرح الأفكار
ومن جانبه أوضح المهندس أحمد سعيد البدواوي مدير إدارة المعرفة والابداع أن البلدية تحرص على إيجاد وتفعيل القنوات المناسبة لمشاركة الموظفين والمتعاملين في طرح الأفكار وتقديم الآراء، حيث بدأ نظام الاقتراحات منذ عام 2000 بهدف وضع أسس وإجراءات وأنظمة تشجع على تقديم الاقتراحات وتكون أداة ووسيلة للتحفيز على الإبداع واستقطاب الأفكار مع تقدير المساهمين، مشيراً إلى أهمية وجود جلسات مختبرات الابتكار بصفة دورية بين الموظفين للخروج بأفكار واقتراحات من شأنها تطوير العمل في الدائرة وتساهم في دعم الإبداع وتشجيع الموظفين وتهيئة البيئة المحفزة لذلك.
وأضاف، حرصت الدائرة على إيجاد آلية محفزة لتلقي الأفكار سعياً نحو تقديم أفضل الخدمات لجمهور العملاء، لافتاً إلى أن الدائرة أوجدت سياسات ومنهجيات لإدارة الأفكار والابتكار والمعرفة في الدائرة، ومن خلال نظام التحفيز والتكريم في الدائرة بهدف التحفيز على الإبداع واستقطاب الأفكار الابتكارية والتي من شأنها استمرارية تطوير وتحسين أساليب ونظم وإجراءات العمل في البلدية وجودة الخدمات التي تقدمها.
فكرة جديدة
وأكد البدواوي أنه كل اقتراح هي بمثابة فكرة جديدة للتطوير والابتكار سواء أكان منهج عمل أم نظاماً أم إجراءً، بحيث تنجم عنه فوائد عملية تكون ذات نتائج إيجابية ملحوظة في أي مجال من مجالات استثمار الموارد المادية والبشرية، مثل رفع سعادة المتعاملين، جودة وكفاءة وفعالية وإنتاجية العمل، بيئة العمل وغير ذلك من المجالات المرتبطة بمهام واختصاصات البلدية.
وأفاد أن النظام يعتبر فاتحة الأبواب لحرية الإبداع وطرح الأفكار التي يمكن تطبيقها، لأجل تأمين حياة كريمة لهذا الجيل وللأجيال القادمة، كما أن النظام يهدف إلى تقديم الاقتراحات المفيدة التي تخدم أهداف وغايات الصالح العام، ولتأكيد أن هذا النظام يعتبر واحداً من أهم البرامج الفعّالة الهادفة إلى تحسين مستوى الخدمات المقدمة من قبل البلدية، وبهدف ترسيخ أسس الشراكة بين الموظفين والمتعاملين والشركاء في عمليات التحسين على المستوى الإداري والاجتماعي والبيئي في إمارة دبي.
وأكد على مبدأ المشاركة الإيجابية للجميع من خلال إبراز الطاقات الكامنة والأفكار المبدعة، والمساهمة في زيادة الايرادات وترشيد النفقات وتوفيراً للوقت والجهد والمال، وتشجيع روح التعاون من خلال إتاحة الفرصة للاستفادة من تجارب وأفكار الجميع، وتبسيط الإجراءات، واختصار الوقت، وسرعة الاستجابة، وتحسين الأداء المؤسسي، وتفعيل مشاركة عناصر المجتمع المختلفة في عمليات تحسين الخدمات المتوفرة في المدينة، وتحقيق سعادة الموظفين والمتعاملين.
تكريم
وقالت السيدة عهود عبدالكريم مدير قسم رعاية الابداع والاقتراحات إن بلدية دبي نظمت حفلاً افتراضيا خاصاً للاحتفاءً بتكريم أصحاب الأفكار الابداعية ذات النتائج المادية سواء بزيادة أو ترشيد نفقات الدائرة أو الأفكار ذات النتائج الإبداعية المعنوية أو الخاصة بأفكار التصدي لجائحة كورونا-كوفيد19، وذلك تزامناً مع فعاليات شهر الامارات للابتكار 2021م على مستوى الدولة “الإمارات تبتكر”، تجسيداً وترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تجاوزت بالفعل حدود الزمن لتُحقق لشعبها السعادة وأعلى مستويات المعيشة والاستدامة، من خلال جعل الأفكار والابتكار اسلوب عمل وبصمة للتطوير الحكومي ورافد أساسي للتنمية.
وذكرت أن البلدية تقيم احتفالاً سنوياً لتكريم المبدعين لمساهمتهم في نظام الاقتراحات المؤسسي حيث ساهمت هذه الاقتراحات بتحقيق عائد مادي (إيرادات وترشيد نفقات) كما كانت لها أثر معنوي في رفع مستوى أداء المؤسسة.
حقوق الملكية الفكرية
وتجدر الإشارة إلى أن بلدية دبي تولي اهتماماً كبيراً أيضاً إلى تسجيل مخرجات الأفكار من الابتكارات الخاصة بالدائرة وتوثيقها في وزارة الاقتصاد كملكيات فكرية وبراءة اختراع أو علامات تجارية حسب تصنيفها، حيث بلغ عددها حتى نهاية 2020بما يقارب (236) ملكية أو براءة اختراع أو علامة مسجلة، مشيراً إلى أن إدارة المعرفة والابداع تقوم بمتابعة أي موظف يرغب في تسجيل الملكية فكرية أو براءة الاختراع وتسجيلها في وزارة الاقتصاد ومنح شهادة لصاحب الملكية الفكرية.