(طرق دبي) تستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي لتقييم سائقي الترام آنيّاً
دبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
شرعت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، انطلاقاً من غايتها الاستراتيجية المتمثلة في (السلامة والاستدامة البيئية) وبالشراكة مع (كيوليس- ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة) وفيرشو ثيرابي آند ريسيرش، في تنفيذ المرحلة الثالثة من تجارب استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقييم سائقي الترام آنياً بهدف ضمان سلامة الركاب.
ويعد نظام مراقبة سائقي الترام الأول من نوعه في العالم الذي يستخدم نظام تحليل وأتمتة البيانات العاطفية (EDAATM)، وهو تقنية للذكاء الاصطناعي تعتمد على نماذج التعلم العميق وفرتها شركة “اون اكسبريانسيز” الإسبانية من خلال ذراعها المخصصة للبحث والتطوير فيرشو ثيرابي آند ريسيرش، ومقرها دولة الإمارات.
وتعمل هيئة الطرق والمواصلات بشكل وثيق مع كل من مزود التقنية، ومشغل ترام دبي (كيوليس- ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة) لمراجعة وجمع البيانات، ويتضمن النظام تركيب جهازاً ذكياً وارتداء شريط للذراع بهدف الحصول على مجموعة من المؤشرات لاكتشاف حالات كمعدل ضربات القلب، وأنماط وأوقات الكلام، وردود الأفعال، واستخدامها لتحديد أسلوب القيادة، والأنماط غير الآمنة، والانحرافات والإيماءات، وبما يتسق مع الملفات الشخصية للسائقين.
ومن شأن هذه الحلول تقليل احتمالات وقوع حوادث نتيجة خطأ بشري من خلال التنبؤ بالسلوكيات التي قد تكون مهددةً للسلامة التشغيلية، ما يؤدي بالتالي إلى خلق استجابة وقائية لمنع الحوادث والأخطاء الوشيكة، فضلاً عن أنها توفر معلومات مرتبطة بالمواقع الجغرافية، وبالتالي يمكن أن تسهم في تحديد (النقاط الساخنة) للمخاوف ومعالجة الحلول القابلة للتطبيق.
ويتولى النظام تقييم الحالات الحرجة، ليوفر استجابة مناسبة من خلال تقنية السمات الفردية المدمجة، ومن ثم تتم معالجة البيانات المجمعة من خلال العمليات الروتينية لتوفير فهم شامل للأفراد، إضافة إلى تحديد الملفات الشخصية المطلوبة لتحسين النظام باستمرار.
وقال حسن المطوع، مدير إدارة تشغيل القطارات بمؤسسة القطارات في هيئة الطرق والمواصلات: “تصنف شبكات النقل وأصولها على نطاق واسع كبنية تحتية حيوية تتطلب اهتماماً بالتفاصيل وحماية خاصة، لا سيما فيما يتعلق بالأخطاء البشرية المحتملة وكيفية التخفيف منها، لذلك تتبنى هيئة الطرق والمواصلات أحدث الحلول المبتكرة في هذا الشأن مثل الذكاء الاصطناعي، وبما ينسجم مع قيمها المؤسسية – الابتكار والإبداع في دعم دبي الرقمية.”
وأضاف المطوع: “من خلال العمل مع شركانا، طرحنا هذه الحلول المبتكرة القائمة على تقنية الذكاء الاصطناعي، لضمان سلامة الركاب، وفي حال نجاح التجربة فإنه من المتوقع أن يتم تطبيق هذه التقنية على جميع عربات ترام دبي.”
وقال والاس ويريل، مدير عام كيوليس- ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، مُشَغِّل مترو وترام دبي: “نعيش في عصر رقمي، ونسعى باستمرار لمواكبة وتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق في العمليات اليومية. وينصب تركيز هيئة الطرق والمواصلات بشكل أساسي على دعم مفهوم دبي الذكية وتناغمه مع نظام مترو دبي وهو نظام قطارات بدون سائق كامل الأتمتة الرائد في المنطقة. وبسجلها المرموق في تشغيل وسائل النقل ذاتية القيادة، ستعمل (كيوليس- ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة) عن كثب مع هيئة الطرق لاستكشاف حلول الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في نظام مراقبة سائقي الترام، وهي خطوة صغيرة نحو صورة أكبر وأشمل.”
وقالت إليزابيت كالوماردي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للبيانات في فيرشو للبحث والتطوير: “فخورون بالعمل والتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي و(كيوليس- ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة) في هذه التجربة. وعلى خلفية هذا التعاون، وبصفتها فرعًا من مجموعة اون اكسبريانسيز، تتطلع فيرشو إلى توفير نتائج البيانات لفهم المتطلبات بشكل أفضل وتصميم منتج يلبي الاحتياجات، كما أن فتح آفاق أكبر للتعاون لنشر مبادرة هي الأولى من نوعها في العالم من شأنه تعزيز ترام دبي كوسيلة مبتكرة وآمنة في شبكة دبي للمواصلات العامة المرموقة عالمياً.”