“القمة العالمية لسلامة الطيران” تناقش تحديات السلامة التي تواجه قطاع النقل الجوي عالمياً
تستضيفها هيئة دبي للطيران المدني على مدى يومين
دبي، الإمارات العربية المتحدة:
متابعه سلام محمد
انطلقت اليوم فعاليات الدورة السادسة من القمة العالمية لسلامة الطيران التي تستضيفها هيئة دبي للطيران المدني على مدى يومين بفندق “روضة البستان” في دبي، بهدف بحث تحديات السلامة التي تواجه قطاع النقل الجوي على المستويات الإقليمية والعالمية، بحضور مجموعة من المسؤولين والخبراء والمتخصصين حول العالم.
وأكد خالد العارف المدير التنفيذي لقطاع سلامة وبيئة الطيران في هيئة دبي للطيران المدني خلال الكلمة الافتتاحية للقمة، أن قطاع النقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط بالتحديد يشهد نمواً وتطورات متسارعة تفرض عليه مواجهة مجموعة من التحديات ذات الصلة بمجالات السلامة على مختلف المستويات، خاصة في ظل تزايد الطلب على المسارات الجوية إلى جانب ارتفاع مستويات حركة الطائرات وأنظمة الطائرات بدون طيار في المجال الجوي المزدحم.
وأشار العارف إلى أهمية وضع وتوفير كافة آليات التعاون والتنسيق بين مختلف الأطراف المعنية على كافة المستويات الإقليمية والعالمية، وذلك لبحث أفضل السُبل وتبادل الخبرات والممارسات في مجالات إدارة السلامة والوقاية من الحوادث، فضلاً عن التخطيط الشامل والفعال لمختلف خطط العمل والسياسات ذات الصلة.
وناقشت الجلسة الأولى من فعاليات اليوم دور الجهات الحكومية والهيئات التنظيمية في ضمان سلامة قطاع النقل الجوي، حيث أكد الدكتور عمر رياض قدوحه رئيس مصلحة سلامة الطيران في المديرية العامة اللبنانية للطيران المدني على أهمية وضع وتطبيق استراتيجية خاصة لضمان سلامة قطاع النقل الجوي تحت مظلة منظمة الطيران المدني الدولي، إضافة إلى مبادرات مشتركة بين مختلف الأطراف المعنية ضمن القطاع على مستوى منطقة الشرق الأوسط لتعزيز سلامة الطيران من خلال تبادل المعلومات والخبرات، بما يعزز من سلامة القطاع بشكل عام وكفاءة العنصر البشري بشكل خاص.
واستعرض الكابتن مارك بيرتنوود نائب رئيس أول – قسم سلامة مجموعة طيران الإمارات، آلية إدارة مخاطر السلامة بوصفها إحدى العناصر الأربعة ضمن نظام إدارة السلامة في طيران الإمارات، حيث قدم للحضور مجموعة من الآليات وأفضل الممارسات مع مجموعة من الأمثلة التطبيقية خلال العمليات التشغيلية، في حين استعرض أحمد الصابري مدير الجودة والسلامة في الهيئة العامة للطيران المدني نظام إدارة السلامة في مركز الشيخ زايد للملاحة الجوية، إلى جانب ثقافة السلامة وترابطها مع التوجهات والممارسات المؤسسية.
وناقشت جلسة حوارية أخرى أفضل الآليات لترسيخ ثقافة السلامة من خلال تقييم أفضل الممارسات في شركات الطيران المتعددة الجنسيات، إضافة إلى برامج التدريب وإدارة السلامة الفعالة، فعلاً عن كيفية تطبيق ثقافة السلامة خلال التعامل مع الأطراف المعنية وجهات الطرف الثالث.
من جانبه، استعرض عبدالله محمد البلوشي مدير قسم التحقيق في الحوادث والوقائع لدى هيئة دبي للطيران المدني، برنامج التحقيق والإشعار المتكامل التابع للهيئة، والذي يعتبر فريداً من نوعه ويدمج حدس المحققين مع التعلم الآلي للذكاء الاصطناعي، وذلك لتقليل زمن التحقيق في حوادث الطيران، ورفع معدلات الدقة في التقارير الصادرة، بما يعزز من أمن وسلامة الطيران المدني. ويعتمد البرنامج على تقنيات نظام الذكاء الاصطناعي التي جرى استحداثها خصيصاً، وذلك من أجل مطابقة الحوادث السابقة مع الحوادث الجديدة من خلال مقارنة قاعدة البيانات المتوافرة، ومن ثم توفير نتائج بسرعة ودقة عالية.
يذكر أن أكثر من نصف شركات الطيران حول العالم تخطط لتبني برامج ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاثة المقبلة وفقاً لما أشار له تقرير رؤى وتوجهات تكنولوجيا المعلومات في مجال النقل الجوي الصادر عن شركة “سيتا” المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات لقطاع الطيران، حيث تخطط 80% منها للاستثمار في برامج الأبحاث والتطوير وأنظمة التحذير، والتي تعتمد جميعها بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي.
ورش عمل وحضور دولي فاعل
وصاحب اليوم الأول للقمة تسع ورش عمل تفاعلية جمعت خبراء محليين ودوليين لمناقشة عدد من المواضيع الهامة ضمن قطاع السلامة الجوية، من بينها ورشة عن أفضل الممارسات وكيفية رفع معايير السلامة للطائرات العامودية، وأخرى عن كيفية وضع مؤشرات مراقبة أداء السلامة مبنية على مقومات إدارة المخاطر.
ويشارك في القمة مجموعة من الخبراء والمسؤولين المحليين والدوليين، من بينهم ممثلون عن الهيئات التنظيمية، وشركات الطيران، ومشغلو المطارات، وشركات تصنيع الطائرات، ومؤسسات السلامة، ومزودو خدمات مراقبة الحركة الجوية وغيرهم، وذلك بهدف استعراض أحدث تدابير سلامة الطيران وتهيئة الأطر التنظيمية للمضي قدماً نحو مستقبل أكثر أمناً وسلامة.
وسيعمل المشاركون خلال يومي القمة على تقييم مجموعة متنوعة من مواضيع السلامة الجوية، بما في ذلك تجنب حوادث المناولة الأرضية، والاتصالات، والقواعد الخاصة بالبضائع الخطرة، واستخدام بيانات الرحلات، والإدارة الفاعلة للتخفيف والحد من تداخل الرحلات، وإدارة أداء السلامة، فضلاً عن استعراض أفضل الممارسات والدروس المستفادة من هذه المحاور.